المنتخبات الخمسة الكبيرة في طريق واحد من اجل الوصول للنهائي

نتائج الدور الأول لـ«يورو 2016» خلقت مسارين متناقضين.. أحدهما يخلو من أي فريق سبق له الفوز بلقب كبير

كونتي مدرب إيطاليا سيصطدم بإسبانيا في الدور الثاني و منتخب إسبانيا وضع نفسه في مأزق و برادي يحتفل بهدفه في مرمى إيطاليا الذي منح آيرلندا بطاقة الدور الثاني (رويترز)
كونتي مدرب إيطاليا سيصطدم بإسبانيا في الدور الثاني و منتخب إسبانيا وضع نفسه في مأزق و برادي يحتفل بهدفه في مرمى إيطاليا الذي منح آيرلندا بطاقة الدور الثاني (رويترز)
TT

المنتخبات الخمسة الكبيرة في طريق واحد من اجل الوصول للنهائي

كونتي مدرب إيطاليا سيصطدم بإسبانيا في الدور الثاني و منتخب إسبانيا وضع نفسه في مأزق و برادي يحتفل بهدفه في مرمى إيطاليا الذي منح آيرلندا بطاقة الدور الثاني (رويترز)
كونتي مدرب إيطاليا سيصطدم بإسبانيا في الدور الثاني و منتخب إسبانيا وضع نفسه في مأزق و برادي يحتفل بهدفه في مرمى إيطاليا الذي منح آيرلندا بطاقة الدور الثاني (رويترز)

وضعت نتائج الدور الأول (دور المجموعات) في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المنتخبات الخمسة الكبيرة في طريق واحد للمنافسة على أحد مقعدي المباراة النهائية، فيما يخلو الطريق الآخر من المنتخبات التي سبق لها التتويج بأي من اللقبين العالمي والأوروبي.
وعلى عكس المتوقع، وعلى خلاف ما يطمح إليه المنظمون ومسؤولو البطولة والاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، بتجنب المواجهات المباشرة المبكرة بين المنتخبات المرشحة في الأدوار الأولى، وضعت نتائج الدور الأول المرشحين الخمسة الكبار في عنق الزجاجة.
وأسفرت نتائج دور المجموعات عن وقوع خمسة من هذه المنتخبات في مواجهة بعضها بعضا في الأدوار الفاصلة، حيث تسير إسبانيا (حامل اللقب) وإيطاليا (الوصيف) وفرنسا (صاحبة الأرض) وألمانيا (بطلة العالم) والمنتخب الإنجليزي (المرشح بقوة للمنافسة على اللقب) في طريق واحد نحو النهائي، فيما لا يضم الطريق الموازي لحسم الطرف الآخر للمباراة النهائية أيا من المنتخبات الكبيرة.
ويضم طريق المرشحين البارزين في «يورو 2016»، خمسة منتخبات جمعت فيما بينها ألقاب 20 بطولة كبيرة (بطولات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية)، فيما لا يضم الطريق الآخر أي من المنتخبات التي أحرزت أيا من اللقبين العالمي والأوروبي، مما يعني أن النهائي سيضم منتخبا واحدا على الأقل لم يسبق له الفوز باللقب، فيما قد يكون الفريق الآخر من المتوجين سابقا باللقب أو غير المتوجين باللقب أيضا.
والحقيقة أنه من بين المنتخبات الخمسة الكبيرة، كانت منتخبات فرنسا وإيطاليا وألمانيا فقط هي من أدت دورها في مرحلة المجموعات على أكمل وجه، وتصدرت مجموعاتها في الدور الأول، ولكن بعض الأخطاء من المنتخبين الإسباني والإنجليزي كانت سببا في دخول الفريقين على نفس الخط مع المنتخبات الثلاثة الأخرى ليزدحم الطريق نحو أحد مقعدي المباراة النهائية بالمنتخبات الأبطال، فيما يخلو الطريق نحو المقعد الآخر من أي أبطال سابقين على المستويين العالمي والأوروبي.
ولم يكن لقرعة البطولة أو لـ«يويفا» دور في هذه الحالة من عدم التوازن بين الطريقين المؤديين للنهائي، وإنما كان ذلك بسبب احتلال كل من المنتخبين الإسباني والإنجليزي المركز الثاني في مجموعته على عكس معظم التوقعات.
وأحرز المنتخب الألماني لقب كأس العالم أربع مرات، إضافة لثلاثة ألقاب أوروبية، مقابل أربعة ألقاب عالمية ولقب أوروبي واحد للمنتخب الإيطالي (الآزوري)، ولقب عالمي واحد وثلاثة ألقاب أوروبية للمنتخب الإسباني، ولقب عالمي واحد ولقبين أوروبيين لفرنسا، ولقب عالمي واحد للمنتخب الإنجليزي.
وبهذا، سيضمن أحد هذه المنتخبات فقط مقعدا في النهائي المقرر في العاشر من يوليو (تموز) المقبل.
وفي الطريق نفسه، تتنافس مع هذه المنتخبات ثلاث فرق لا تحظى بترشيحات كبيرة، هي آيسلندا وسلوفاكيا وآيرلندا، ولكن تظل المفاجآت واردة، بما في ذلك إمكانية بلوغ أحد هذه المنتخبات الثلاثة إلى النهائي على حساب المنتخبات الخمسة الكبيرة، وهو ما يعني نهائيا خاليا من الأبطال السابقين.
كما أن وصول أي من هذه المنتخبات الثلاثة أو المنتخب الإنجليزي للنهائي سيؤكد وجود بطل جديد يضاف إلى السجل الذهبي في تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية، حيث لم يسبق لإنجلترا الفوز باللقب الأوروبي من قبل.
وفي الطريق الآخر المؤهل للمقعد الثاني بالنهائي، يلتقي المنتخب السويسري نظيره البولندي، وتلعب كرواتيا أمام البرتغال وويلز مع آيرلندا الشمالية والمجر مع بلجيكا.
وكان من المفترض أن يكون المنتخبان الإسباني والإنجليزي في هذا الطريق، ولكنهما فرطا في صدارة مجموعتيهما لصالح المنتخبين الكرواتي والويلزي على الترتيب، ليبتعدا عن الطريق السهل إلى الطريق الآخر المحفوف بالمخاطر والصعاب.
ونتيجة لهذا، سيلتقي المنتخب الإسباني (حامل اللقب) نظيره الإيطالي في دور الستة عشر، لتكون المباراة بينهما مواجهة مكررة لنهائي البطولة في نسختها الماضية، عام 2012، بدلا من أن يلتقي المنتخب الإسباني فريقا احتل المركز الثالث في مجموعته بالدور الأول، وهو المنتخب البرتغالي في هذه الحالة.
ويصعد الفائز من المباراة بين المنتخبين الإسباني والإيطالي للقاء الفائز من لقاء ألمانيا وسلوفاكيا. وإذا تغلب المنتخب الإسباني على نظيره الإيطالي، وعبر المنتخب الألماني (مانشافت) نظيره السلوفاكي، ستكون المباراة بين المنتخبين الإسباني والألماني في دور الثمانية مواجهة مكررة لنهائي البطولة في 2008.
وإذا اجتاز المنتخب الإسباني العقبة الألمانية، وبلغ المربع الذهبي ووجد نفسه في مواجهة المنتخب الفرنسي، في حالة بلوغ الأخير نفس الدور، ستكون المواجهة بينهما في المربع الذهبي تكرارا لنهائي بطولة 1984 بفرنسا.
وذكرت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية: «الآن، أصبح المنتخب الإسباني مطالبا بإحراز اللقب عبر الطريق الصعب، وأمام أقوى المنافسين». ولكن سيرخيو راموس، نجم دفاع الفريق، قال: «لإنهاء البطولة على منصة التتويج باللقب، عليك الفوز على أقوى الفرق، إن عاجلا أو آجلا».
ويتحمل راموس نفسه بعض اللوم لسلوك فريقه هذه الطريق الوعرة، بعدما أهدر ركلة جزاء احتسبت للمنتخب الإسباني، في المباراة التي خسرها 1 / 2 أمام نظيره الكرواتي.
وكان التعادل في هذه المباراة كافيا ليتصدر المنتخب الإسباني مجموعته، ولكن تسديدة إيفان بيرشيتش قبل قليل من نهاية المباراة منحت المنتخب الكرواتي الفوز والصدارة.
وفي المقابل، فعل الفريق الألماني ما كان يريده، حيث تصدر مجموعته في الدور الأول، بعد فوزه 1 / صفر على آيرلندا الشمالية، وحافظ على نظافة شباكه في المباريات الثلاث التي خاضها بالدور الأول للبطولة.
وتختلف وجهة نظر يواخيم لوف، المدير الفني للألمان، عن رأي المدافع الإسباني راموس، حيث قال: «أتطلع للأدوار الفاصلة، إنها المباريات الرائعة. تكون كثير من الأمور على المحك، وتكون الإثارة حاضرة».
ويدرك المنتخب الألماني أن المواجهة مع نظيره السلوفاكي لن تكون نزهة في دور الستة عشر، حيث سبق له الخسارة 1 / 3 أمام نفس الفريق في مباراة ودية الشهر الماضي.
وإذا اجتاز الألمان هذه المباراة، سيكون على الفريق أن يشعر بالقلق إذا تأهلت إيطاليا أو إسبانيا لأنه لم يهزم الآزوري في أي مواجهة سابقة بين الفريقين في البطولات الكبيرة، كما أن المواجهة مع الماتادور الإسباني لن تكون أفضل كثيرا، حيث سبق لفريق لوف أن خسر أمامهم في نهائي يورو 2008.
وحتى إذا، اجتاز الألمان أيا من العقبتين، سيكون عليه اجتياز تحد صعب آخر أمام أصحاب الأرض، علما بأن المنتخب الفرنسي فاز بالبطولتين السابقتين اللتين استضافهما في «يورو 1984» و«مونديال 1998». وقد لا يكون التحدي مع المنتخب الفرنسي، وإنما مع المنتخب الإنجليزي، إذا نجح الأخير في الإطاحة بأصحاب الأرض من دور الثمانية، في حالة تأهل
الفريقين لهذا الدور.
ويلتقي المنتخب الفرنسي نظيره الآيرلندي في دور الستة عشر، فيما يلتقي المنتخب الإنجليزي نظيره الآيسلندي. ومن المؤكد أن كلا من المنتخبين الفرنسي والإنجليزي يتمنى ألا يلاقي الآخر في دور الثمانية للبطولة، وألا يواجه ألمانيا أو إيطاليا أو إسبانيا في المربع الذهبي.
وذكرت مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الرياضية: «أمامنا منافس يمكن الفوز عليه في دور الستة عشر، ثم نواجه الجحيم».
وكان من الممكن أن يتغير الموقف بالنسبة للمنتخبين الإنجليزي والفرنسي، إذا لم يسقط المنتخب الإنجليزي في فخ التعادل السلبي مع نظيره السلوفاكي في ختام مبارياته بالدور الأول.
ولهذا، أصبح روي هودجسون، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، في مرمى الانتقادات لأنه أجرى كثيرا من التغييرات على تشكيلته الأساسية في لقاء سلوفاكيا، وهو ما وضع فريقه في هذا المأزق بشكل كبير، ليصبح استمراره مع الفريق في مهب الريح إذا وصل لدور الثمانية وسقط أمام أصحاب الأرض.
وذكرت صحيفة «الغارديان»: «في المشهد الخلفي، هناك اعتقاد راسخ بأن الفريق لم يكن بحاجة ليصعب المهمة على نفسه بهذا الشكل الهائل، حيث منح هودجسون الفرصة لنحو نصف دزينة من اللاعبين لخوض المباراة الأولى لهم في البطولة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».