ميسي يحطم رقم باتيستوتا ويقود التانغو إلى نهائي كوبا أميركا

مارتينو: لسنا الأفضل حتى نحصد اللقب.. وكلينزمان: الأرجنتين فريق استثنائي ولا نشعر بالخجل

ميسي (رقم 10) يراقب كرته وهي في طرقها إلى الشباك الأميركية (أ.ف.ب) و هيغواين أحرز هدفين (أ.ف.ب)
ميسي (رقم 10) يراقب كرته وهي في طرقها إلى الشباك الأميركية (أ.ف.ب) و هيغواين أحرز هدفين (أ.ف.ب)
TT

ميسي يحطم رقم باتيستوتا ويقود التانغو إلى نهائي كوبا أميركا

ميسي (رقم 10) يراقب كرته وهي في طرقها إلى الشباك الأميركية (أ.ف.ب) و هيغواين أحرز هدفين (أ.ف.ب)
ميسي (رقم 10) يراقب كرته وهي في طرقها إلى الشباك الأميركية (أ.ف.ب) و هيغواين أحرز هدفين (أ.ف.ب)

واصل المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ممارسة هوايته في هز الشباك وتحطيم الأرقام القياسية وأكد مجددا على مستواه الرائع في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016) المقامة حاليا في الولايات المتحدة بعدما قاد منتخب بلاده لفوز ساحق 4- صفر على نظيره الأميركي (صباح أمس الأربعاء بتوقيت غرينتش) في المربع الذهبي للبطولة. وسجل ميسي هدفا وصنع هدفين ليقود التانغو الأرجنتيني إلى الفوز الكبير الذي وضع الفريق في النهائي الثالث على التوالي بالبطولات الكبيرة في غضون ثلاثة أعوام، حيث يأتي تأهل الفريق للنهائي في البطولة الحالية بعد بلوغه نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل ونهائي كوبا أميركا 2015 في تشيلي. وتقدم ميسي ورفاقه خطوة جديدة على طريق تحقيق الحلم وإحراز اللقب الأول لهذا الجيل في البطولات الكبيرة بعد الخسارة صفر- 1 أمام ألمانيا في نهائي المونديال البرازيلي ثم أمام تشيلي بركلات الترجيح في نهائي كوبا أميركا 2015. ويلتقي المنتخب الأرجنتيني في النهائي يوم الأحد المقبل مع الفائز من المباراة الثانية بالمربع الذهبي بين المنتخبين التشيلي والكولومبي.
فيما يلتقي المنتخب الأميركي الخاسر من مباراة الليلة على المركز الثالث يوم السبت المقبل. وواصل ميسي ممارسة هوايته في تحطيم الأرقام القياسية وانفرد بلقب الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني بعدما سجل الهدف الدولي رقم 55 له مع الفريق متفوقا بهذا على النجم السابق غابرييل باتيستوتا. ورفع ميسي رصيده إلى 55 هدفا مع التانغو الأرجنتيني ليعتلي صدارة أفضل هدافي الفريق عبر تاريخه منفردا بالقمة بفارق هدف واحد أمام باتيستوتا الهداف التاريخي السابق للفريق.
واحتفى خيراردو مارتينو، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني الأول لكرة القدم، بتأهل فريقه إلى نهائي بطولة كوبا أميركا 2016 بعد تغلبه برباعية نظيفة على نظيره الأميركي في الدور قبل النهائي، مشيدا بالأداء المتميز للفريق، ومحذرا في الوقت نفسه بأن نتيجة المباراة النهائية يوم الأحد المقبل هي التي ستحدد ما إذا كانت الأرجنتين هي الفريق الأفضل في البطولة. وقال مارتينو عقب انتهاء المباراة، التي جرت بمدينة هيوستن الأميركية: «الفريق قدم أداء طيبا، ولم يمنح فرصة للمنافس وسيطر على المباراة طوال 90 دقيقة، لقد كان صلبا للغاية ونجح في استعادة الكرة بشكل مميز وكان حاسما ومتحركا أمام الولايات المتحدة، البلد المضيف». وأضاف: «كان من الضروري الفوز بالمباريات وأن نكون أفضل من المنافسين وأن نصل إلى نهائي جديد، لا أعتقد أننا سنستفيد كثيرا بالتفكير في مسألة إذا ما كنا الأفضل أم لا، علينا أن نجيب على هذا يوم الأحد المقبل، نتيجة المباراة ستحدد إذا ما كنا الأفضل أم لا». وأشار مارتينو إلى أن الطريقة الوحيدة التي ستضمن للمنتخب الأرجنتيني الفوز في نهائي الأحد، بعد أن خسر نهائي كوبا أميركا 2015 ونهائي مونديال البرازيل 2014. هي أن يقدم الفريق أداء مشابها لما قدمه أمس أمام المنتخب الأميركي. وتابع مارتينو، قائلا: «علينا أن نركز على هذا، منذ أن خسرنا نهائي البرازيل سعى هؤلاء اللاعبون إلى الحصول على فرصة أخرى، لم يتمكنوا من استغلالها في تشيلي (كوبا أميركا 2015) ولكنهم حصلوا عليها مرة أخرى». وأعرب مارتينو عن سعادته أيضا بالرقم القياسي الجديد لنجم فريقه وقائده ليونيل ميسي بعد أن أصبح الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني، حيث قال: «يسعدني كثيرا أنه حقق هذا وأنه حققه في هذه النسخة من كوبا أميركا، من الجيد أن يكون اللاعب الأفضل في العالم هو الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني».
في المقابل، أكد الألماني يورغن كلينزمان، المدير الفني للمنتخب الأميركي، أن فريقه أفرط في احترام المنتخب الأرجنتيني في المباراة، التي خسرها أمامه برباعية نظيفة في بطولة كوبا أميركا (المئوية). وقال المدرب الألماني: «لقد كانوا رقما ضخما بالنسبة لنا، لقد كان الأمر معقدا». وأضاف كلينزمان خلال المؤتمر الصحافي، الذي أعقب المباراة: «لاعبو الأرجنتين أظهروا لماذا هم الأفضل في العالم، يجب منحهم تقديرا كبيرا، لا يوجد ما يدعو إلى الخجل، لقد كنا من بين الفرق الأربعة في الدور قبل النهائي». وقال كلينزمان، في تصريحات للصحافيين: «لقد رأينا اليوم لماذا هم الفريق رقم واحد في العالم، إنهم مجموعة متكاملة من اللاعبين».
وأضاف مدرب المنتخب الألماني السابق «ميسي وهيغواين وماسكيرانو، يشكلون طبقة اللاعبين ذوي المستوى العالي». وأضاف: «لقد طالبت اللاعبين برفع رؤوسهم، الأرجنتين فريق استثنائي، ليس عليهم أن يشعروا بالقلق». وأشار كلينزمان إلى أن الأرجنتين استغلت تفوقها وقامت بالضغط في نصف ملعب المنتخب الأميركي ونجحت في الاستحواذ على الكرة. وتابع: «لم تتح لنا فرصة للنهوض، لقد أفرطنا في احترامهم».
من جهته يرى ميسي، بعد فوز منتخب بلاده برباعية نظيفة على نظيره الأميركي، أن الأرجنتين تستحق أن تتوج أداءها المتميز في البطولة بالحصول على اللقب. وقال ميسي عقب انتهاء المباراة بين الأرجنتين وأميركا: «الحصول على اللقب هو رغبة الجميع، نحن نستحقه بفضل العمل الذي قمنا به طوال هذه السنوات». وأضاف نجم برشلونة قائلا: «قمنا بأشياء رائعة منذ اليوم الأول ووصلنا إلى هذه المرحلة عن جدارة». وتخوض الأرجنتين نهائي آخر يوم الأحد المقبل، بعد أن سقطت في العام الماضي أمام تشيلي في نهائي كوبا أميركا 2015. كما سبق لها وأن خسرت نهائي مونديال البرازيل 2014 أمام المنتخب الألماني. ويسعى المنتخب الأرجنتيني، بقيادة مديره الفني الوطني، خيراردو مارتينو إلى إنهاء 23 عاما من غياب البطولات. وأعرب ميسي، الذي سجل هدفا خرافيا في مباراة أمس، عن سعادته بعد أن أصبح الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني وحطم الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية للنجم الأرجنتيني السابق غابرييل باتيستوتا. واختتم ميسي قائلا: «أنا سعيد وأشعر بالامتنان لزملائي ولجميع من لعبت بجوارهم خلال الفترة الأخيرة، الفضل يعود إليهم أيضا في تحقيق هذا الرقم القياسي».
وسجل ميسي الهدف الثاني للأرجنتين من ركلة حرة في الدقيقة 32 ليرفع رصيده إلى 55 هدفا في 112 مباراة ويجتاز مواطنه غابرييل باتيستوتا. وصنع ميسي أيضا الهدف الأول لزميله إيزيكيل لافيتزي - الذي خرج مصابا في الشوط الثاني - بتمريرة سحرية في الدقيقة الثالثة. وأحرز غونزالو هيغواين الهدف الثالث بعد خمس دقائق من بداية الشوط الثاني واختتم الرباعية قبل أربع دقائق من نهاية الوقت الأصلي بعد تمريرة رائعة أخرى من ميسي. وشهدت المباراة حضور أكثر من 70 ألف متفرج وتطلع كثيرون إلى متابعة ميسي وكان اللاعب مرة أخرى على مستوى الحدث.
وشارك لافيتزي في خط الهجوم بدلا من المصاب أنخيل دي ماريا ونجح سريعا في ترك بصمته بعدما تلقى تمريرة من ميسي ووضع الكرة برأسه بذكاء في مرمى الحارس براد جوزان. وسيطرت الأرجنتين تماما على الشوط الأول وجاء هدف ميسي من ركلة حرة ليترجم هذه الأفضلية قبل أن يتعرض الفريق صاحب الأرض لإحباط جديد مع بداية الشوط الثاني. وأجرى كلينزمان مدرب أميركا تغييرين بين الشوطين لكن هيغواين - هداف الدوري الإيطالي بالموسم الماضي - أنهى مبكرا آمال أصحاب الأرض عندما سدد كرة ارتدت من جوزان ثم تابعها في المرمى.
واستحوذت أميركا على الكرة لفترات أكبر في الشوط الثاني لكنها لم تصنع أي خطورة تقريبا على مرمى الأرجنتين التي أظهرت الفارق الكبير في المستوى بين منتخبات أميركا الجنوبية وأميركا الشمالية. وكاد ميسي - الذي حمل شارة القيادة - قريبا من إضافة هدفه الشخصي الثاني قبل ثماني دقائق من نهاية الوقت الأصلي لكن الحارس جوزان حول التسديدة إلى ركلة ركنية. واستغل ميسي تمريرة خاطئة واستحوذ على الكرة وتوغل سريعا داخل المنطقة قبل أن يمررها إلى هيغواين الذي لم يجد أي صعوبة في إضافة الهدف الرابع بتسديدة من مدى قريب. وأحرزت الأرجنتين بذلك 18 هدفا في خمس مباريات واستقبلت هدفين فقط وتبدو مرشحة بقوة لإحراز اللقب للمرة 15 ومعادلة الرقم القياسي لأوروغواي. ويحلم ميسي بتحقيق إنجاز مع الأرجنتين بعدما خسر مع بلاده نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا ثم نهائي كوبا أميركا في العام التالي أمام تشيلي بركلات الترجيح.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».