أنهت فرنسا دور المجموعات في بطولة أوروبا لكرة القدم 2016 في المكان الذي أرادت أن تكون فيه بصدارة المجموعة الأولى، لكن مدربها لا يزال يبحث عن الطريقة المناسبة لإخراج أفضل ما في فريق تضع عليه الجماهير الكثير من الآمال.
ويجري ديدييه ديشامب تبديلات كثيرة منذ بدء البطولة، ومرة أخرى أجرى خمسة تغييرات في التعادل دون أهداف مع سويسرا في الجولة الأخيرة بالدور الأول، وهي نتيجة سمحت للدولة المضيفة بتصدر مجموعتها.
وأظهرت فرنسا - التي تمتلك الكثير من المواهب في الهجوم - قدراتها في الشوط الثاني ضد ألبانيا والأول أمام سويسرا، لكنها لا تزال بحاجة لتقديم أداء ثابت في مباراة كاملة، وهو ما يوحي بأنها قد تواجه متاعب أمام الفرق الكبيرة.
وكل ما فعلته حتى الآن هو تصدر واحدة من أضعف مجموعات البطولة، وليس من الواضح كيف سيؤدي رباعي دفاعها - وهم نقطة ضعف واضحة - ضد منافسين أخطر. وفاجأ ديشامب، وهو مدرب ماكر، الكثير من المتابعين حين ترك المهاجم أنطوان غريزمان ولاعب الوسط بول بوغبا وهما من أخطر أسلحة فرنسا على مقاعد البدلاء في الشوط الأول أمام ألبانيا.
وفي ظل معاناة فريقه مع طريقة اللعب 4 - 2 - 3 - 1 كان رد فعل المدرب سريعا فأشرك بوغبا ثم غريزمان وتحول للعب بطريقة 4 - 3 - 3، وهو ما أدى في النهاية إلى اختراق الدفاع الألباني.
وكانت هناك مفاجأة أخرى في مباراة الأحد إذ ترك ديميتري باييه - الذي كان عاملا مهما في أول انتصارين لفرنسا وسجل هدفا في كل مباراة - خارج التشكيلة الأساسية لصالح كينجسلي كومان.
وسيشعر ديشامب بالسعادة من بعض الأشياء التي شاهدها ضد سويسرا، وخصوصا حقيقة أن بوغبا، الذي كان موجودا في كل مكان بالملعب في الشوط الأول، أظهر قدراته العالية أخيرا بعد عرضين مخيبين في أول مباراتين.
وفي وجود بوغبا في هذا المستوى والحصول على المزيد من باييه فإن أداء فرنسا، التي يبدو في حكم المؤكد الآن أن تعتمد على خطة 4 - 3 - 3 الأكثر فعالية، قد يرتفع في أدوار خروج المهزوم.
ويبدو الدفاع مصدرًا أقل لقلق ديشامب، بعدما بدا الثنائي المكون من لوران كوسيلني وعادل رامي أكثر أمانا عقب لمحات على التوتر في المباريات الودية وضد رومانيا، حتى رغم وضوح تقدم السن على الظهير الأيسر باتريس إيفرا.
ولدى ديشامب، الذي كان قائدا لفرنسا حين فازت بكأس العالم 1998 وبطولة أوروبا 2000، سمعة في تحويل أي شيء يلمسه إلى ذهب. ولم يحدث ذلك حتى الآن في البطولة لكن هناك علامات قليلة توحي بأنه يسير في الطريق الصحيح.
في المقابل وقف الحظ مع المنتخب السويسري في أغلب اللقاء إذ سددت فرنسا في إطار المرمى ثلاث مرات، وقدم الحارس يان سومر أداء منحه جائزة أفضل لاعب ليفرض التعادل الذي كان يحتاجه ليضمن المركز الثاني.
والآن لا يوجد أي فريق يفضل فلاديمير بتكوفيتش مدرب سويسرا مواجهته في دور الستة عشر، وقال: «لعبنا بشكل ممتاز في الشوط الأول. في الشوط الثاني كانت الأمور مختلفة قليلا. تراجعنا إلى حد ما لكننا صمدنا». وأضاف: «كل ما نعرفه هو أننا سنلعب يوم السبت الساعة الثالثة في سانت إيتيان. الفرق الأخرى ستحتاج إلى الركض كثيرا ليتمكنوا من اللعب ضدنا».
والمنافس القادم للمنتخب السويسري هو صاحب المركز الثاني في المجموعة الثالثة الذي سيكون من بين ألمانيا وبولندا وآيرلندا الشمالية. وقال بتكوفيتش: «الفرق الثلاثة جيدة. واجهنا بولندا وديا قبل عدة سنوات وهو فريق جيد جدا ولا يوجد شيء يقال عن ألمانيا.. وآيرلندا الشمالية فريق صلب».
وتجاهل بتكوفيتش الحديث عن أن فريقه صنع التاريخ بتأهله لأدوار خروج المهزوم لأول مرة.
ومضى قائلا: «لا أبحث عن ذلك. التاريخ خلفنا. لا يعيش المرء في إنجازاته السابقة. نريد أن نحقق شيئا أكبر».
أما منتخب ألبانيا الذي حقق مفاجأة بتحقيق الفوز الأول له في تاريخ البطولة الأوروبية حيث تغلب على نظيره الروماني 1 / صفر ليحصد أول ثلاث نقاط، فبات يحلم بأن يحالفه الحظ كي يحصل على فرصة التأهل لدور الستة عشر ضمن أفضل الثوالث. وبعد أن نجح لوريك سانا قائد منتخب ألبانيا في إظهار مهاراته القيادية من جديد إثر مشاركته من مقعد البدلاء
في المباراة أمام رومانيا، ينتظر اللاعب الآن على أمل أن يحالف الحظ منتخب بلاده للعبور للدور الثاني.
وقال سانا: «إنه شعور رائع. أنا واثق من أننا كنا نستحق الفوز.. أتمنى أن يحالفنا الحظ في مواصلة المشوار».
وشارك لاعب قلب الدفاع البالغ من العمر 32 عاما في 90 مباراة دولية مع المنتخب الألباني، وكان قد طرد في أولى مباريات الفريق بالبطولة الحالية أمام سويسرا والتي انتهت بهزيمة ألبانيا صفر / 1.
وغاب سانا عن المباراة الثانية أمام فرنسا بسبب الإيقاف، وقد فضل المدير الفني الإيطالي جياني دي بياسي عدم الدفع به أساسيا في المباراة الثالثة أمام رومانيا، والتي لم يكن فيها بديل سوى الفوز أمام المنتخب الألباني كي يحافظ على أمله الأخير في التأهل.
وقال دي بياسي «لقد كان اختيارًا صعبًا بالنسبة لي، كنت قد أبلغته بذلك بعد الغداء. لم أكن أرغب في إجراء تغييرات كثيرة على التشكيلة التي خضت بها مباراة فرنسا». وأضاف: «طالبت لوريك بالتضحية، وقد كان كريمًا للغاية. إنه قائد. أعتقد أنه يجب علي رفع القبعة له، نظرًا لمواقفه وسلوكه».
وسجل أرماندو ساديكو هدف الفوز للمنتخب الألباني في شباك رومانيا قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول، وقد أهدر الفريق الكثير من الفرص التهديفية، لكنه لم يعاقب عليها مثلما كان الحال في المباراتين السابقتين.
وقال ساديكو: «سعادتي لا توصف بالهدف كان هذا أمرًا مؤثرًا للغاية. لا يمكنني وصفه. كان أمرًا مؤثرًا أن نرى كل هؤلاء المشجعين... أشعر بسعادة طاغية».
واختير أرليند أجيتي، الذي شارك مكان سانا في التشكيل الأساسي، كأفضل لاعب في المباراة بعد أن أثبت جدارته بثقة المدير الفني دي بياسي. وقال أجيتي: «هل ستكون النقاط الثلاث كافية أم لا؟ لا نعرف. سنظل حتى النهاية متمسكين بأمل أن تكفي هذه النقاط الثلاث للتأهل». وأضاف: «لقد قدمنا بطولة تاريخية. فهو إنجاز تاريخي أن نشارك في نهائيات البطولة الأوروبية، وبعدها حصدنا ثلاث نقاط».
واحتفلت وسائل الإعلام الألبانية بانتصار منتخبها الأول في تاريخ البطولات الكبرى، وأشادت صحيفة «شيكولي»: «بالفوز الأول التاريخي في البطولة الأوروبية»، بينما ذكرت قناة «كلان» التلفزيونية أن «ألبانيا انتظرت هذا الفوز طوال 68 عاما».
منتخب فرنسا حقق هدفه بتصدر المجموعة لكن ما زال بحاجة للتطور
ألبانيا انتزعت أول انتصار بتاريخها في بطولات أوروبا وتنتظر أن يحالفها الحظ للمرور إلى الدور الثاني لـ«يورو 2016»
منتخب فرنسا حقق هدفه بتصدر المجموعة لكن ما زال بحاجة للتطور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة