الرجوب لقادة حماس: حين يكون لديكم رد على الانتخابات تعرفون أرقام هواتفنا

موظفو حماس وبرنامج الحكومة والتشريعي يفشلون المصالحة.. وجهد قطري لاستئنافها

فلسطينية تتشاجر مع جنود إسرائيلين أثناء تدميرهم بيوتا تابعة لفلسطينين في قرية ياطا بالضفة الغربية أمس (رويترز)
فلسطينية تتشاجر مع جنود إسرائيلين أثناء تدميرهم بيوتا تابعة لفلسطينين في قرية ياطا بالضفة الغربية أمس (رويترز)
TT

الرجوب لقادة حماس: حين يكون لديكم رد على الانتخابات تعرفون أرقام هواتفنا

فلسطينية تتشاجر مع جنود إسرائيلين أثناء تدميرهم بيوتا تابعة لفلسطينين في قرية ياطا بالضفة الغربية أمس (رويترز)
فلسطينية تتشاجر مع جنود إسرائيلين أثناء تدميرهم بيوتا تابعة لفلسطينين في قرية ياطا بالضفة الغربية أمس (رويترز)

أكد مسؤولون فلسطينيون أن قطر تبذل جهودا لاستئناف مباحثات المصالحة الفلسطينية بين وفدي فتح وحماس، في العاصمة الدوحة، الأسبوع المقبل، بعدما تفجرت مباحثات الطرفين الأسبوع الحالي، بسبب خلافات حول مفهوم المصالحة نفسه.
وقال المسؤول الإعلامي في حركة فتح، منير الجاغوب، لـ«الشرق الأوسط»: «نتوقع استئناف الحوار، يوم الاثنين أو الثلاثاء»، مضيفا: «فتح مصرة على إنهاء الانقسام، ونحن ندعو حماس إلى كلمة سواء.. نذهب إلى انتخابات عامة تنهي الانقسام، ومن يفز يحكم ويدير بالطريقة التي يراها في الضفة وغزة»، متابعا: «فتح طرحت ذلك على حماس بعدما وصلت الحوارات إلى طريق مسدودة، لكنها رفضته، ونحن سنواصل الجهود في هذا الإطار».
وانفجرت المباحثات الأخيرة بين فتح وحماس، بعدما وصل الطرفان إلى طريق مسدود، بسبب ملفي موظفي حركة حماس السابقين وملف المجلس التشريعي الفلسطيني، إضافة إلى برنامج الحكومة المقبلة التي يفترض أن تكون حكومة وحدة وطنية.
واتهمت حركة حماس فتح بإفشال لقاءات المصالحة في الدوحة، بعد تراجعها عما تم الاتفاق عليه في اللقاءات السابقة، وهو ما نفته فتح متهمة حماس بالتطلع إلى مكاسب حزبية ضيقة، وليس إلى المصلحة العامة.
وهاجم المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، حركة فتح، وقال إنها تراجعت عن حل ملف الموظفين وقضية إعادة تفعيل المجلس التشريعي، وأضاف في بيان: «إن فتح رفضت القبول ببرنامج الإجماع الوطني، المتمثل في وثيقة الوفاق الوطني، وأصرت على فرض برنامجها الخاص كبرنامج للحكومة الفلسطينية»، متابعا: «إن وفد حركة فتح لم يكمل اللقاءات، وانسحب خلال الجلسة الثانية».
وحملت حماس قيادة فتح المسؤولية الكاملة عن إفشال لقاء الدوحة، مؤكدة عدم وجود إرادة سياسية لديها لتحقيق المصالحة، وإصرارها على محاولة إقصاء حماس سياسيا، وفرض سياسة الأمر الواقع عليها. ورد المتحدث باسم حركة فتح، أسامه القواسمي، بقوله: «إن وفد حركة فتح توجه إلى الدوحة ولديه القرار والتخويل الكاملين بإنهاء الانقسام الأسود، على قاعدة الشراكة والديمقراطية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات كاملة، تكون مهامها توحيد شطري الوطن، وحل كل القضايا العالقة، ومنها ملف الموظفين بمفهومه الواسع والحقيقي، والإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية خلال فترة زمنية قصيرة يتم الاتفاق عليها. لكن اللقاءات أظهرت بشكل واضح وجلي أن حماس غير جاهزة بعد للوحدة الوطنية والشراكة السياسية المبنية على أساس الوطن، وليس الجماعة، وأن مفهومها للوحدة الوطنية يكمن فقط في حل مشكلتها من الناحية المالية، الأمر الذي نعتبره استخفافا بحجم ملف المصالحة والوحدة الوطنية، الذي نعتبره استراتيجيا وأساسيا وممرا إجباريا لا عودة عنه». وأوضح القواسمي أن حماس تعلم أن ما طرحته في الدوحة يهدف فقط إلى تعطيل الحوار والجهود المبذولة لإنهاء الانقسام، وأن خلافاتها الداخلية واقتراب موعد انتخاباتهم يؤثر بشكل مباشر وسلبي على توجهاتهم في ملف المصالحة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الخلافات السابقة ظلت على حالها، إذ لم ينجح الطرفان في تجاوز الخلاف حول البرنامج السياسي لحكومة الوحدة المتفق على إقامتها، كما فشلا في الاتفاق على ملف موظفي الحكومة السابقة التابعة لحماس وانعقاد المجلس التشريعي.
وقالت المصادر إن حركة فتح تصر على إقامة حكومة وحدة تلتزم ببرنامج منظمة التحرير والرئيس، وتكون مهمتها حل المشكلات العالقة في قطاع غزة، والتجهيز لانتخابات عامة بعد 3 أشهر. لكن حماس ترفض برنامج المنظمة، وتريد برنامجا يشير إلى دعم المقاومة، كما أن فتح ترفض توظيفا فوريا لموظفي حماس السابقين، وتقول إن الأمر يتم تسويته وفق اتفاق سابق بأن تتولى لجنة قانونية الأمر، وتصر حماس على توظيفهم ضمن حكومة الوحدة المقبلة فورا ودفعة واحدة.
أما الملفات الأخرى، فقالت المصادر إنه لم يتم حسمها، وإنما تقريب وجهات النظر حولها.
واللقاء الأخير، الذي عقد في الدوحة، هو الثالث بين فتح وحماس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول حكومة وحدة.
وكان الوفدان قد بدءا اجتماعاتهما في فبراير (شباط) الماضي، بدعوة من قطر، وأعلنتا آنذاك توصلهما إلى «تصور عملي» لتحقيق المصالحة، على أن يتم تداوله والتوافق عليه في المؤسسات القيادية للحركتين، ليأخذ مساره إلى التطبيق العملي على الأرض، ثم التقوا مرة ثانية من دون اتفاق، وثالثة هذا الأسبوع.
وقالت مصادر اطلعت على تفاصيل الحوارات إن وفد حماس أصر على توظيف فوري لجميع موظفي حكومته السابقة، فرد وفد فتح أن هناك لجنة قانونية مستعدة لتوظيف البعض وتعويض آخرين، بحسب ما تقتضيه مصلحة العمل والشواغر. لكن حماس رفضت ذلك، كما رفضت الاعتراف ببرنامج الحكومة الحالية كبرنامج للحكومة المقبلة، وطلبت تعديلات، فوجد وفد فتح أن الاتفاق ليس قريبا وصعبا، فقال جبريل الرجوب لقادة حماس: «إذن فلنذهب إلى انتخابات.. نريد تحديد موعد للانتخابات، وحين يكون لديكم رد تعرفون أرقام هواتفنا».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.