تعتبر «عربيل» الإذاعة العربية الوحيدة المعترف بها من المجلس السمعي والبصري في العاصمة البلجيكية بروكسل. ونحو أكثر من نصف برامجها تقدم باللغة الفرنسية، والباقي مقسم بين العربية والأمازيغية.
وتغطي برامجها منطقة العاصمة والمدن القريبة منها، كما يمكن متابعة البرامج على الإنترنت، وهي برامج متنوعة تحرص على تكريس التعرف على ثقافة الآخر، وتوعية الشباب بالمخاطر التي يمكن أن يواجهها، وكيفية تفادي الفكر المتشدد.
وكلمة «عربيل» اختصار لكلمتي عرب وبلجيكا. وفضلا عن أن الإذاعة تحث على القيم مثل الحوار والمواطنة، فإنها تقدم أيضًا خدمات متنوعة، منها ما يتعلق بالنقل المباشر لشعائر الجمعة من المركز الإسلامي في بروكسل، إلى جانب نشرات الأخبار المحلية والدولية، وتقديم المعلومة والخبر دون أي تدخل من أي جهة.
والإذاعة كانت موجودة باسم آخر قبل منتصف عام 2013، وكانت في ظل إدارة مغربية، وتولتها إدارة جديدة من شخصيات تونسية تتمتع بالخبرة والشباب والحيوية، وجاءت باسم جديد وفريق عمل يضم أشخاصًا من جنسيات مختلفة ويحرص على إتاحة الفرصة للمستمعين للتعبير عن الرأي، خلال البث المباشر، إلى جانب الحرص على الانتقال إلى أماكن وجود المواطنين في أحياء مختلفة ببروكسل، للاستماع إلى طلباتهم وتطلعاتهم.
ويمكن القول إن هناك تركيزًا واضحًا من جانب إذاعة «عربيل» على عنصر الشباب سواء من خلال اختيار طاقم العمل، أو اختيار الموضوعات التي تتركز على قضايا أبناء الجاليات العربية والإسلامية في بلجيكا.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال المدير التنفيذي للإذاعة محرز دوقي إن «هذه الإذاعة موجودة منذ 31 عامًا وحملت الاسم الجديد (عرابيل) منذ 2013 وهي الإذاعة العربية الوحيدة في قلب أوروبا». وأضاف: «تقدم كثيرا من البرامج والمنوعات سواء الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية أو السياسية». وأوضح مستطردا أنه «منذ أكثر من عامين نجحت الإذاعة في استرجاع كل أبناء الجالية العربية بعد أن ظلت لفترة من الوقت مسموعة فقط من قبل الجيل الأول منهم، ولم تكن تجتذب الشباب، ولكن الآن أصبح الجميع يتابع برامجنا».
وحول رسالة الإذاعة، يقول محرز دوقي: «نريد إعطاء صورة عن العرب مغايرة عن الموجودة، خصوصًا في أعقاب الأحداث الأخيرة، التي تسببت في تشويه هذه الصورة بعض الشيء، ولكن إذاعة (عربيل) تقوم بدورها لتقديم الصورة الحقيقية، للشباب العربي بصفة عامة والمسلم بصفة خاصة». ويضيف أن «الإذاعة تعطي أهمية للشباب، في ظل قناعة بأن عددًا محدودًا من الشباب المسلم إذا تورط في بعض الأمور السلبية، فلا يجب الحكم على الجميع بالشيء ذاته، ولا تعمم هذه الصورة».
وقال: «في أعقاب التفجيرات وجهنا رسالة للشباب العربي والمسلم نطالبه بأن يكون واثقا في نفسه، لأن ما حدث جاء من قلة قليلة وليس من الجميع». وتقوم الإذاعة بنقل شعائر صلاة الجمعة مباشرة من المركز الإسلامي في بروكسل، وحول أهمية هذا الأمر يقول مدير «عربيل»، إن الإذاعة تحاول مساعدة أبناء الجالية، الذين لا يستطيعون التوجه إلى المساجد تحت أي ظروف ونوفر لهم متابعة خطبة الجمعة، وكذلك لمن يريد أن يتابع الصلاة والخطبة من مسجد معترف به مثل المركز الإسلامي بدلا من الذهاب إلى مساجد غير معترف بها، وقد تشكل خطورة على الناس، ويضيف أن البرامج الدينية التي تقدمها الإذاعة تعطي الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، وكيفية التعامل مع الديانات الأخرى، وأيضًا التعامل مع الجوانب الحياتية في الشارع، و«نخاطب الشباب المسلم من خلال رسالة معتدلة وصحيحة، لأن هؤلاء الشباب في حاجة إلى المعلومة الصحيحة عن الدين الإسلامي وبالتالي نساعده في الابتعاد عن الحصول على المعلومة من الشارع، ويمكن له من خلال البرامج الدينية التي تقدمها الإذاعة أن يحصل على التوجيه الصحيح».
وعن وجود أي ضغوط على عمل الإذاعة، قال المدير التنفيذي إنه لا توجد أي ضغوط من أي نوع، لا من السلطات البلجيكية ولا من أي جهة أخرى، وهذا فخر للإذاعة. وعن اعتماده على الشباب في طاقم العمل، قال: «هذا صحيح لأن الشباب هم المستقبل، وقد ساعدنا وجود الشباب على تحقيق كثير من الأهداف التي كنا نسعى إليها، والآن نتمنى أن نصل إلى المستمع البلجيكي، وبالتالي تكون الإذاعة مسموعة من الجميع سواء من العرب أو البلجيكيين».
ومن جانبه، قال منذر النمري، مسؤول البرامج والإنتاج، لـ«الشرق الأوسط»: «نوجه رسالة معتدلة للشباب ونركز عليه لأن ما يقرب من مليون مسلم يعيشون في بلجيكا، تقريبا نصف العدد من الشباب، ولهذا كان الاهتمام بالشباب ومشكلاته، وأيضًا مشكلات الجالية المهاجرة بشكل عام، وفي هذا الإطار خصصنا شخصًا مسؤولاً عن البرامج الشبابية. ويوجد كثير من الحصص والبرامج خاصة بالشباب، والتحديات التي تواجههم، مثل المخدرات، والبطالة، والانحراف إلى عالم الجريمة، والانقطاع عن الدراسة». كما أضاف النمري: «نحاول الاقتراب من الشباب بأكبر قدر ممكن لفهم مشكلاتهم، ونستضيف في البرامج متخصصين واختصاصيين لإيجاد حلول لهذه المشكلات، وفي الوقت نفسه لا ننسى الجيل الأول من الجالية، الذين جاءوا إلى هنا منذ أكثر من نصف قرن، ويرغبون في التواصل عبر برامج خاصة بهم أو حتى عبر الأغاني والموسيقى التي تروق لهم، ويمكن القول إننا نستمع للجميع حتى نستطيع أن نستجيب لأمنياتهم، ونحن نرفع هنا في إذاعة (عربيل) شعار (عربيل هي الصوت الذي يسمعك) ونعمل في إطار احترام للقوانين البلجيكية وبمنتهى الحرفية، ونسعى إلى أن نكون على مستوى جيد». ويعترف النمري بأن هناك أحيانًا صعوبة في الحوار مع الشباب، و«في بعض الأحيان نذهب إلى الشباب في الشارع ونقترب منهم أكثر، خصوصًا في الأحياء التي تعرف مشكلات كثيرة، مثل البطالة والانحراف وغيرها، ونستمع للجميع ونقدم مشكلاتهم للمسؤولين عند استضافتهم في برامج مخصصة لهذا الغرض، وإلى جانب ذلك نهتم بالطفل والمرأة وبشكل عام نهتم بالجميع صغارًا وكبارًا من أبناء الجالية، لأن الإذاعة منهم وإليهم».
من جانبه، قال طارق اللعبي، مسؤول إدارة الأخبار في الإذاعة: «نتحدث هناك بمنتهى الحرية دون أي تدخل ونناقش في الإذاعة كل الموضوعات المحلية، ونهتم بالأخبار الدولية، ومنها موضوعات الساعة، مثل الوضع في سوريا وفلسطين والعراق، ونبذل مجهودًا كبيرًا حتى نتميز عن الآخرين ونقدم عملنا بكل مهنية ومصداقية».
ومن أبناء الجالية، قال مواطن جزائري مقيم في بروكسل: «أمر مهم جدا وجود مثل هذه الإذاعة لخدمة قضايا الجالية العربية والإسلامية في بلجيكا، حيث يوجد تنوع ثقافي وجنسيات مختلفة والراديو والإعلام العربي بشكل عام له دور مهم في التعريف بالثقافة والهوية العربية والإسلامية سواء لأبناء الجالية أو للمجتمع البلجيكي».
«عربيل» إذاعة «الأوروبي» العربية تحارب الصورة النمطية للجالية
طاقمها شبابي وتنقل شعائر صلاة الجمعة على الهواء مباشرة
«عربيل» إذاعة «الأوروبي» العربية تحارب الصورة النمطية للجالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة