تشان يوين تينغ.. شابة تقود فريقًا من الرجال لحصد لقب الدوري الممتاز

معجبة ببيكام ومورينهو.. وتضع عينيها بعد هونغ كونغ على مهمة تدريبية كبيرة في أوروبا

تشان.. قادت فريقها إلى الثنائية المحلية («الشرق الأوسط») - تشان تتطلع إلى البطولة الأسيوية («الشرق الأوسط»)
تشان.. قادت فريقها إلى الثنائية المحلية («الشرق الأوسط») - تشان تتطلع إلى البطولة الأسيوية («الشرق الأوسط»)
TT

تشان يوين تينغ.. شابة تقود فريقًا من الرجال لحصد لقب الدوري الممتاز

تشان.. قادت فريقها إلى الثنائية المحلية («الشرق الأوسط») - تشان تتطلع إلى البطولة الأسيوية («الشرق الأوسط»)
تشان.. قادت فريقها إلى الثنائية المحلية («الشرق الأوسط») - تشان تتطلع إلى البطولة الأسيوية («الشرق الأوسط»)

انسَ أمر إيست ميدلاندز (شرق إنجلترا)، فربما حدثت أكبر قصة في عام كرة القدم في شرق آسيا، حيث فاز فريق إيسترن بلقب الدوري الممتاز (البريميرليغ) في هونغ كونغ في أبريل (نيسان). انتظر الفريق 21 عاما ليفوز ببطولة منذ آخر ألقابه، لكن كل الأضواء الإعلامية تركزت على المدربة صاحبة الـ27 عاما، تشان يوين تينغ. بعد أيام قليلة على رفع درع البطولة، حصلت على جائزة أخرى. وقد جاءت هذه المرة من موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، لكونها أول سيدة تفوز بلقب للدوري الممتاز على مستوى كرة القدم الاحترافية الرجالية.
تقول لـ«الغارديان»: «لم أفكر أبدا أن هذا يمكن أن يحدث. لست معتادة على كل هذا الاهتمام - الصور والمقابلات ولقطات الفيديو. لم يكن هذا جيدًا ولا سيئًا. كل ما أردته هو أن أؤدي بشكل جيد وإذا ما قمت بهذا، فسيكون الاهتمام طبيعيًا عند ذلك. يقول لي الناس إن قصتي إيجابية وتشجع الجماهير على السعي لتحقيق حلمهم، وألا يستسلموا وتساعدني وسائل الإعلام على نشر هذه الرسالة.
تحتاج إلى الانتشار، فالسيدات لا وجود لهن تقريبًا في عالم كرة القدم الرجالية. عين فريق كليرمون فوت الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الفرنسي البرتغالية هيلينا كوستا مديرة فنية في 2014. استمرت في منصبها لـ49 يومًا قبل أن تستقيل. قالت إنه كان هناك غياب في الاحترام، حيث كان يتم اتخاذ قرارات مهمة من وراء ظهرها. زعم رئيس النادي، كلود ميتشي، أن قوى مختلفة كانت وراء القرار. قال: «هي سيدة. والسيدات يملكن القدرة على دفعنا إلى الاعتقاد بأشياء معينة». ثم قام بتعيين مدربة أخرى، وهي كورين دياكر.
يمكن لنجاح تشان أن يساعد سيدات أخريات. تقول: «ربما أصير مثالا جيدا. وهذا يعتمد على ثقافة المنطقة. في هونغ كونغ، ليس هناك تمييز بين الرجال والسيدات. نحن عادلون فعلا. أنا شابة وسيدة وقد أعطاني النادي فرصة». حدث هذا في ديسمبر (كانون الأول)، في وقت رحلت فيه مدربة سابقة في إيسترن لتولي منصب في الصين. وباعتبارها العضو الوحيد في الطاقم التدريبي الذي يحمل رخصة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تلقت تشان عرضًا بتولي هذه المهمة.
ورغم صغر سنها، فعملها في الدوري الممتاز في هونغ كونغ يعود 6 سنوات إلى الوراء. وقد سهل غياب كرة القدم النسائية الاحترافية في المستعمرة البريطانية السابقة، بداية مبكرة لمسيرة تدريبية لـ«كرة اللحم البقري» (لقب لقصة طويلة تتضمن تشابه أحد أسمائها مع شخصية كارتونية، وتشابه شخصيتها مع الرؤية الصينية التقليدية للبقرة)، حتى ولو كان والداها يفضلان أن تمتهن مهنة التدريس التقليدية. بدأت مع فريق بيغاسوس في 2010، محللة فيديو، وبعد ذلك بـ5 سنوات انتقلت إلى إيسترن. ولم تكن تعلم أنها ستصير قريبا مدربة الفريق.
قالت: «في البداية، وبعد تولي المهمة، ندمت على أني أصبحت المديرة الفنية. كنت مرعوبة. ولم أكن اعتقد أنني مؤهلة لقيادة واحد من أكبر الفرق في هونغ كونغ. كنت أفتقر للخبرة لكن النادي، والطاقم المعاون، والرئيس، استمروا في التحدث معي، وتشجيعي ومساندتي. وبعد يومين أو يومين، شعرت بتحسن، لكني كنت متوترة». ساعدها الفوز بنتيجة 6 - 1 في المباراة الافتتاحية، وكذلك الفوز الثاني على أقرب منافسي إيسترن، وهو فريق «جنوب الصين». تقول: «هذا أعطاني الثقة».
تدين تشان بكثير من العرفان للمدرب السابق يونغ تشنغ كوونغ. وتقول: «هو من أسس طريقة لعب الفريق وكنا نعرف نقاط قوة وضعف لاعبينا». وقالت تشان التي كانت من المعجبين بديفيد بيكام في وقت من الأوقات: «عند منتصف الموسم، جلسنا وشاهدنا كل مبارياتنا الذي لعبناها حتى ذلك الحين، وحللنا نقاط ضعفنا. حاولت حل مشكلة دفاعنا، حيث كنا أحيانا نفتقر إلى التركيز والتوازن». وفي بعض الأحيان كان تصدرنا لجدول المسابقة يزيد من صعوبة الأمور. وتوضح: «كانت الفرق الأخرى تتقهقر إلى الخلف وكنا نجد صعوبة في تسجيل الأهداف. كان علينا أن نحسن من تحركاتنا لكي نكسر الدفاع المتكتل».
وقد نجح هذا. وحسم اللقب بالفوز بنتيجة 2 - 1 على جنوب الصين في 22 أبريل. تقول تشان: «عندما انتهت المباراة، شعرت بأنني أحلم. جاء إليّ كل المساعدين وطلبوا مني أن أبتسم لأنني لم أكن قادرة على أن أضحك. كان هذا رائعًا. لقد عمل الجميع بغاية الجد». بعدئذ جاء الاهتمام الإعلامي. أولا في هونغ كونغ، ثم في الصين وآسيا والعالم بعد ذلك.
وقالت تشان: «تعلمت الكثير في مجال التدريب من مدربي السابق يونغ. تعلمت أيضًا الكثير من لاعبي فريقي وأنا أتطلع للمواصلة على هذا النهج. سأسأل زميلاً أو لاعبًا أن يشرح لي عندما يكون لدي سؤال معين. الطريق حتى الآن كان وعرًا، وكنت مجبرة في بعض الأحيان على التفكير بالقيام بعملية تغيير، لكني لم أستسلم. لا وجود لمهنة أفضل من كرة القدم لأني أعمل في مصلحتي».
قالت مويا دود، لاعبة منتخب أستراليا السابقة وعضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «نجاحها لم يكن مفاجأة لي، بأمانة – فالنساء سيحققن نجاحا طاغيا كمدربات فقط لو أعطين الفرصة. نرى هذا في كرة القدم النسائية، فكل الألقاب عدا واحدا، التي تحققت في البطولات الكبرى منذ عام 2000، فازت بها فرق تقودها مدربات - حتى ولو كان الرجال يشكلون غالبية المدربين».
وبالنسبة إلى دود، فالمفاجأة الوحيدة كانت في واقع الأمر هنا. توضح: «أثق بأن الكثير من السيدات المدربات سيجدن تشجيعا كبيرا عندما يحققن النجاح والاعتراف بنجاحهن. حاليا تعتبر السيدات ممنوعات من التدريب في فرق الرجال، حيث يكمن ما يقدر ربما بـ99 في المائة من الأموال. وتعد الفجوة في الرواتب إلى حد كبير أشبه بالأخدود العظيم». وتأمل دود بأن ترى حصول المزيد من السيدات على فرص تدريبية على كلا جانبي اللعبة.
ستبقى تشان التي تلقت بالفعل عرضًا بتدريب أحد أندية الدرجة الثانية الإسبانية، مع فريق الرجال في هونغ كونغ في المستقبل القريب. وسرعان ما تحول اهتمام تشان المعجبة بمواطنها المدرب جوزيه مورينهو بعد قيادتها فريقها إلى الثنائية المحلية، نحو المشاركة القارية، وقالت في هذا الصدد: «قد ندافع عن ألوان هونغ كونغ في مسابقة دوري أبطال آسيا، وبالتالي ستكون الفرصة سانحة أمامنا لمواجهة نخبة الأندية في آسيا حيث آمل في المحافظة على عروضنا الجيدة».
ومع هذا، فبعد هذه المرحلة، لا بد وأنه ستكون هناك وفرة في الخيارات. تختم قائلة: «في هونغ كونغ سأواصل العمل في كرة القدم رجال. ويومًا ما، إذا كان المنتخب الوطني لكرة القدم سيدات يريدني، فسأكون سعيدة لتلبية النداء. لكن هذا يعتمد على الفرصة. أحب أن أعمل في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو أي مكان آخر في أوروبا. وأريد أن أواصل التحسن والتعلم أولا. ما زال هناك الكثير جدا لأتعلمه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».