إسرائيل: تشكيل حركة سياسية لإسقاط نتنياهو

تعد الشرارة الأولى في المعركة للتخلص من حكم اليمين المتطرف

إسرائيل: تشكيل حركة سياسية لإسقاط نتنياهو
TT

إسرائيل: تشكيل حركة سياسية لإسقاط نتنياهو

إسرائيل: تشكيل حركة سياسية لإسقاط نتنياهو

شن عدد من الجنرالات السابقين في إسرائيل، بينهم أربعة رؤساء سابقون لأركان الجيش، هجوما شديدا على سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو ما شكل انطلاقة الشرارة الأولى في المعركة لإسقاط نتنياهو والتخلص من حكم اليمين المتطرف.
وأوضحت مصادر حزبية أن هذه الجهود رغم أنها ما تزال في بدايتها، فإنها بدأت تكتسب زخما جماهيريا واسعا؛ حيث يتزايد بشكل ملحوظ عدد المواطنين الذين ملوا من أسلوب نتنياهو في إدارة الحكم، وأصبحوا يفتشون عن وسيلة للتخلص منه في أول انتخابات قادمة. وفي هذا السياق قالت المصادر ذاتها إن موشيه يعلون، وزير الدفاع السابق ورئيس الأركان الأسبق، وإيهود باراك، رئيس الحكومة الأسبق الذي شغل في الماضي منصب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، يدرسان إمكانية التعاون لتشكيل تحالف كهذا، مع أنهما يعتبران خصمين لدودين.
من جهة ثانية، أعلن رئيسا أركان الجيش السابقان، جابي أشكنازي وبيني غانتس، عن تشكيل حركة سياسية اجتماعية شعبية جديدة تدعى «بفنيم» (الداخل)، قالا إنها تستهدف تحقيق المساواة في المجتمع، ووقف سياسة التمييز المتبعة حاليا ضد اليهود الشرقيين، وضد الروس والإثيوبيين والعرب. فيما أعلنت تسيبي لفني، وزيرة الخارجية الأسبق ورئيسة حزب «الحركة» حاليا، أنها تسعى إلى تشكيل حركة سياسية بديلة عن «الليكود»، وتقترح أن يتم انتخاب رئيسها في انتخابات داخلية (برايمريز) للجمهور الواسع، بهدف إسقاط حكم نتنياهو.
وكان باراك ويعلون قد هاجما سياسة نتنياهو بحدة خلال خطابين منفردين خلال مؤتمر هرتسليا. وقد بدأ كل منهما محبطا من هذه السياسة، وقالا كلاما مناقضا لتصريحات سابقة لهما، ولكنهما ظهرا في الوقت ذاته مصممين على العمل من أجل التخلص من نتنياهو. وحسب المعلق السياسي ناحوم بارنياع فإنهما، ومهما كانت دوافعهما الشخصية، «قد نجحا في خلق الانطباع بأنهما يشعران بأن إسرائيل أصبحت في حالة طوارئ خطيرة، وأصبحت في حاجة إلى تغيير فوري يشعر به المواطنون الإسرائيليون من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. ويبدو أن الإحساس بحالة الطوارئ لا يسود إلا في قسم من المجتمع الإسرائيلي. ولكنه قسم مهم، أدى ويؤدي دورا رئيسيا في جهاز الأمن والاقتصاد، والحياة الأكاديمية وفي عالم الثقافة. وهو يفرز كلمات قاسية ليس فقط على لسان وزيري دفاع سابقين، بل أيضا على لسان رئيسي أركان سابقين، أشكنازي وغانتس، وكثيرين آخرين».
ويضيف ناحوم موضحا: «نتنياهو ينجر وراء اليمين المتطرف، وحكومته مدمرة. فهي تنكل بقيم الديمقراطية ومؤسسات القضاء، وتقود إسرائيل نحو مفترق طرق تصبح بعده البلاد إما دولة «أبرتهايد»، تكون نهايتها الانهيار، أو دولة ثنائية القومية تعيش في حرب أهلية خالدة. ومهما يكن من أمر، فإن هذه ستكون نهاية المشروع الصهيوني».
أما يعلون فألقى خطابا أقل شمولا في انتقاده وأقل صراحة، ولكنه لا يقل إيلاما، حيث قال: إن «إسرائيل لا تعاني خطرا وجوديا الآن، وإن كان هناك خطر على وجود إسرائيل حاليا فإنه ليس من إيران أو «حزب الله» أو حماس أو «داعش»، بل من دواخل إسرائيل نفسها. عندنا قيادة متحمسة تقوم على أساس الكراهية للعرب، ولليساريين أو أعضاء الكيبوتسات من أجل حصد الأصوات».
الجدير ذكره أن مؤتمر هرتسليا للحصانة القومية، اختتم أعماله في ساعة متأخرة من ليلة أمس، ببيان ناشدوا فيه الحكومة بأن تقرأ خريطة المنطقة، وتفهم بأن هناك فرصة تاريخية لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني - العربي.
وكانت صحيفة «معريب» والإذاعة الرسمية قد أجريتا استطلاعين للرأي بينا أن شعبية يعلون (39 في المائة) قد بدأت تقترب من شعبية نتنياهو (40 في المائة)، وإذ عرف كيف يستمر فسيكون بإمكانه رفعها أكثر وهزم نتنياهو.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.