أخيرًا، تمكنت فرق البحث، يومي أول من أمس، وأمس، من انتشال الصندوقين الأسودين العائدين لطائرة «الإيرباص» المصرية التي هوت بركابها في البحر المتوسط. ومن من شأن تحليل المعلومات التي يحتويها الصندوقان إماطة اللثام عن الغموض وراء الحادث الذي أدى لمقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 66 شخصًا.
جدير بالذكر، أن العالم شهد خلال الأعوام الأخيرة حوادث غامضة لطائرات تحطمت أو اختفت بمن عليها مثل الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، وقبلها الطائرة الماليزية في مكان ما في آسيا، ومع ذلك لم يتوقف الناس عن السفر حول العالم بهذه الوسيلة التي قرَّبت المسافات بين أركان الدنيا. إلا أن حادث «الإيرباص» المصرية يثير هاجسين مترابطين في مصر، هما: الإرهاب والسياحة. وللعلم، عثر الجيش المصري على بعض أشلاء ومتعلقات الركاب وأجزاء من حطام الطائرة في مياه البحر المتوسط، على بعد نحو 290 كيلومترًا شمال مدينة الإسكندرية الساحلية، وكانت رحلة «مصر للطيران» رقم 804 متوجهة من باريس إلى مطار القاهرة، إلا أن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم، قرب اليونان، وعلى متنها 66 شخصًا، بينهم 30 مصريًا و15 فرنسيًا، والباقون من 10 جنسيات أخرى.
ولقد نفى صفوت مسلم، رئيس شركة «مصر للطيران»، على هامش الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا» المنعقد أخيرًا في العاصمة الآيرلندية دبلن، صحة تقارير إعلامية عن إرسال الطائرة التي سقطت في البحر المتوسط الشهر الماضي سلسلة تحذيرات فنية أثناء رحلات قامت بها خلال 24 ساعة قبل اختفائها من على شاشات الرادار، وأضاف أن الطائرة لم تواجه أي مشكلات تتعلق بالصيانة قبل مغادرتها، وأنها كانت «طبيعية.. ونحن نثق تمامًا بالطائرة والطيار».
سقوط عدة طائرات ركاب بـ«فرضيّات مُعلَّقة»، ومن دون نتيجة قاطعة خلال السنوات الأخيرة، لم يمنع الناس من السفر حول العالم بهذه الوسيلة التي دخلت الخدمة لأول مرة، كطيران تجاري، عام 1914، وقرَّبت منذ ذلك الوقت المسافات بين أركان الدنيا. بل ومن المتوقع أن ترتفع حركة السفر بالطيران من 3.5 مليار مسافر سنويا في العالم، إلى 3.8 مليار. كذلك توجد خطط للتطوير حفاظًا على أرواح الركاب ومن أجل التغلب على الاختفاء المفاجئ للطائرات يرجّح أن تدخل الخدمة قريبًا. لكن تداعيات حادث طائرة «الإيرباص إيه 320» المصرية، التي هوت بمن فيها من ارتفاع 37 ألف قدم في البحر المتوسط - كما يرى البعض - يبدو أنها تسير في طريق مختلف، ويطغى عليها هاجسان، هما: الإرهاب ومستقبل السياحة التي يهددها الإرهاب، لا سيما مع اتجاه كثرة من المعلّقين نحو الجزم بوجود «مؤامرة» تهدف إلى ضرب ما تبقى من السياحة، أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر.
قطاع السياحة
الواقع أنه فيما يخصّ عالم الطيران والمطارات، من آسيا إلى أميركا مرورًا بأوروبا، تمكّنت كثير من الدول، من تجاوز الأزمة، ومنع الحوادث العارضة من عرقلة حركة السفر والسياحة والاستثمار، بل إن دولاً خاضت تجارب مريرة مع كوارث الطيران، وتمكّنت مع ذلك من مداواة الجراح سريعًا والعودة أكثر قوة من السابق.
وعلى سبيل المثال، يشير اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة المصرية وأستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، لـ«الشرق الوسط» في حوار معه إلى أنه «رغم تعدّد الفرضيات وغياب الأسباب حتى الآن وراء اختفاء طائرة (بوينغ 777) التابعة للخطوط الجوية الماليزية في مارس (آذار) عام 2014، فإن الملاحظ أن حركة السياحة والسفر إلى ماليزيا ازدادت أخيرا عما كانت عليه قبل الحادثة، التي راح ضحيتها 239 من ركاب الطائرة وطاقمها». ويضيف: «لقد تعامل الماليزيون مع كارثة اختفاء الطائرة التي كانت متجهة من كوالالمبور إلى بكين، بطريقة صحيحة، ولم يسيروا في الطريق الخطأ. ولذا ازداد عدد السياح في بلادهم، بينما يبدو أننا في مصر لدينا خوف من تجاوز مثل هذه الأزمات». إلا أنه يشير إلى أن قطاعًا من المصريين أصبح يدرك هذه الحقيقة ويعمل، في المقابل، على تخطي المشكلة. وجرى إطلاق حملة تدعو لـ«السفر على شركة (مصر للطيران)»، في رد يستهدف: «إعادة الثقة بالنفس أمام بعض المشككين».
ومن جانب آخر، لا ينفي اللواء جاد الكريم نصر، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات السابق، في رده على أسئلة «الشرق الأوسط»، بشأن هذه القضية، تأثير حوادث الطيران الأخيرة التي وقعت في مصر على قطاع السياحة الذي يعاني أصلاً من مصاعب منذ عام 2011. وهو يقول إن السياحة تأثَّرت سلبيًا بالفعل عقب سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بيد أنه أعرب عن اعتقاده بأن الحادث الأخير الخاص بسقوط طائرة «مصر للطيران» في البحر المتوسط، لن يؤثر على قطاع السياحة كثيرًا، على عكس ما جرى مع الطائرة الروسية.. «لا سيما إذا ظهر من التحقيقات أن السبب وراء حادث الطائرة المصرية عملية إرهابية، لأن هذا سيؤكد أن مصر لا علاقة لها بالموضوع، كون الطائرة أقلعت من مطار شارل ديغول في باريس».
خطر الإرهاب
في المقابل، يقول الدكتور خالد رفعت صالح، رئيس مركز طيبة للأبحاث السياسية في العاصمة المصرية، إن «حالة مصر تختلف عن ماليزيا فيما يتعلق بالحادثتين محل المقارنة». ويفسّر لـ«الشرق الأوسط» أن مصر «في حالة حرب (مع الإرهاب)، بعكس دولة ماليزيا»، ويرى أن الطائرة المصرية سقطت في البحر المتوسط «عن طريق عمل إرهابي»، بينما سقطت الطائرة الماليزية «قضاء وقدرًا»، وهذا، في حين تواصل اللجنة المصرية، المُشكَّلة للتحقيق في أسباب سقوط الطائرة، عملها، وهي تضم محققين فرنسيين وخبيرًا من شركة «إيرباص».
في هذه الأثناء يأمل كثرة من المراقبين أن تصل اللجنة إلى نتيجة سريعًا، منهم رجل الأعمال مسعد عبد الله، صاحب شركة سياحية في القاهرة، الذي يقول: «لا نريد للتحقيقات أن تتأخر كما حدث في قضية انفجار الطائرة الروسية فوق سيناء». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أنه «كلما تأخر الكشف عن الحقيقة خاف الناس من القدوم إلينا. ونحن لا نريد أن نفقد ما تبقى من سياح». وينهي عبد الله، الذي يعدّ العدة لزيارة ألمانيا للترويج للسياحة في مصر، كلامه بثقة: «ما زال ملايين الزوَّار يتنقلون بالطائرات عبر مدن العالم. هذا لن يتوقف، ونحن نريد نصيبنا من السياح».
الإرهاب.. وداعش
معلوم أن الطائرة التابعة للخطوط الروسية «متروجيت»، وهي من نوع «إيرباص إيه 321» كانت قد أقلعت من منتجع شرم الشيخ السياحي بشبه جزيرة سيناء متوجهة إلى بطرسبورغ (لينينغراد سابقًا) في روسيا، إلا أنها انفجرت في الجو فوق شبه الجزيرة حيث ينشط تنظيم داعش الإرهابي المتطرّف، وقُتل كل من كان على الطائرة، وعددهم 224. وعلى الفور انتشر على نطاق واسع في مصر، وقتذاك، الاعتقاد بوجود مؤامرات خارجية تستهدف ضرب السياحة والاقتصاد وإضعاف حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وجاء ذلك بسبب تعجّل بعض الحكومات الأجنبية في إعادة رعاياها من السياح الذين كانوا يمضون إجازاتهم في مصر.
وفيما بعد تبنّى «داعش» المسؤولية عن تفجير الطائرة الروسية، وأشاع متطرّفون أن استهداف الطائرة جاء للانتقام من العمليات العسكرية التي تقوم بها روسيا في سوريا. ورغم مرور أكثر من أسبوع على سقوط الطائرة المصرية فوق البحر المتوسط، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، مع تزايد نظريات وفرضيّات تخصّ الواقعة، ويشير بعضها إلى «عملية إرهابية». فالرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، على سبيل المثال، لم يستبعد ذلك، وقال في كلمة تلفزيونية عقب الحادث إنه لا يمكن استبعاد أو ترجيح أي فرضية، بما فيها «فرضية عمل إرهابي».
مع ذلك التزمت معظم الحكومات الحذر من مغبّة القفز إلى استنتاجات سابقة لأوانها. وقال دونالد ترامب المرشح عن الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية على صفحته على موقع «تويتر»، إن سقوط الطائرة المصرية «بدا هجومًا إرهابيًا جديدًا»، بينما علّقت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة المرشحة عن الحزب الديمقراطي، بالقول إن هذا العمل يبدو إرهابيًا، لكنها أضافت مستدركة أن التحقيق سيكشف ملابسات الحادث.
ومن جانبه هوَّن آدم شيف زعيم الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي من تعليقات شخصيات أميركية، مثل ترامب وكلينتون، تشير لاحتمال أن يكون الحادث عملاً إرهابيًا، وفقًا لما ذكره لشبكة «سي إن إن» الإخبارية. ومع ذلك، أشار شيف إلى أن الأحداث الأخيرة تشير إلى الإرهاب «في ظل ما حدث للطائرة الروسية في شرم الشيخ، وفي ظل ما نراه من رغبة لا تزال قوية، ليس فقط لدى (داعش)، ولكن الآن لدى تنظيم القاعدة، الذي لا يزال لديه إصرار شديد على إسقاط الطائرات».
ومعلوم أن كلاً من فرنسا ومصر من الدول التي تشن حربًا بلا هوادة ضد الجماعات المتطرفة، خصوصًا مع حلول عام 2013. وكانت فرنسا قد شاركت في عمليات ضد جماعات متشددة في شمال مالي، وهي تعمل كذلك مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد «داعش» في العراق وسوريا، بينما ينفِّذ الجيش المصري حملة شاملة للقضاء على الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء. وفي المقابل، وجَّه «داعش» ضربات في قلب باريس، كما ردّ المتطرّفون في مصر بعمليات انتقامية وصل بعضها إلى داخل القاهرة.
مصر مُستهدَفة
وبينما رجّح رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، أن يكون الحادث «نجم عن هجوم إرهابي وليس نتيجة عطل فني»، يرى خبير الملاحة الجوية جيرالد فيلدزر، في تصريحات له أن «كلا من فرنسا ومصر هدف للتنظيمات المتطرفة»، لكنه يذكّر بأنه بشكل عام بأنه يجري تبني هذا النوع من الاعتداءات.. «وإذا كان هذا أحدها فسنعلم ذلك سريعًا». وينظر فيلدزر إلى احتمال وقوع مشكلة تقنية كبرى في الطائرة على أنه «احتمال ضئيل»، خصوصًا أن الطائرة «تُعدّ حديثة نسبيًا، إذ صُنعت عام 2003 وطرازها جدير بالثقة». وهنا يضيف مسؤول في شركة «مصر للطيران» أن الطيار أيضًا يتميز بخبرة كبيرة.
ثم بين النظريّات التي تداولها البعض احتمال تعرّض الطائرة المنكوبة للقصف بصاروخ، كما جرى لطائرة ماليزية أخرى كانت تحلق في أجواء أوكرانيا في يوليو (تموز) عام 2014. وهنا يشرح رئيس مركز طيبة للأبحاث السياسية، أن الطائرة المصرية، قبل دقيقة من اختفائها «كانت تتحدث مع برج المراقبة لكنها فجأة سقطت دون أي استغاثة، بينما كانت هناك مناورات عسكرية لدول في البحر المتوسط، في اليوم نفسه والمكان نفسه». ويتابع: «هناك ظواهر تقول إن الحادث ليس طبيعيًا». لكن فيلدزر يرد بالقول إن شمال مصر القريب من سواحل إسرائيل وقطاع غزة «يشكل المنطقة الأكثر مراقبة في العالم، بما في ذلك بالأقمار الصناعية. وبالتالي، بات إخفاء هذا النوع من المعلومات أصعب بكثير».
على صعيد ثانٍ، أعاد سقوط طائرة الرحلة 804 إلى الأذهان عدة حوادث مأساوية للطيران عبر العالم، يرجع تاريخ بعضها إلى عقود مضت. لكن أشهرها - بما يخصّ الطيران المدني المصري - الرحلة 990 لطائرة مصرية من طراز «بوينغ» سقطت في المحيط الأطلسي عام 1999 عقب إقلاعها من مطار نيويورك، مما أدى إلى مقتل جميع من كان عليها، وعددهم 217 شخصًا. وعن ذلك يشير اللواء نصر سالم، إلى أن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة المصرية عام 1999 سقطت فيها أيضًا، وفي الشهر نفسه من ذلك العام، طائرة خاصة تابعة لأحد الأطراف من عائلة آل كيندي الأميركية. وبعد ذلك بشهر آخر، وقعت حادثة مماثلة.. «سقطت ثلاث طائرات في وقت متقارب، ولم يعرف السبب، ولم يتغيّر أي شيء». ويوضح سالم قائلا إن هذا المثال «ينطبق أيضًا على حالة الطائرة الماليزية (بوينغ 777)، المختفية حتى الآن، ولا أحد يعرف عنها شيئًا». ومن ثم فهو يرفض استباق الأحداث، ويتحفظ «على جري وسائل الإعلام وراء فرضيّات، ربما ليست صحيحة بشأن السبب وراء حادث سقوط الطائرة في البحر المتوسط». ويستطرد: «السبق الصحافي يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين. بثُّ معلومات خطأ يؤدي لنتائج كارثية. وبشكل عام ينبغي التعامل مع كل الاحتمالات، وليس التركيز على احتمال واحد فقط. وعمومًا، لا يمكن أن نحسم الأمر إلا بعد ظهور المعلومات في الصندوق الأسود».
رد فعل سياحي
في هذه الأثناء، في مكان تجمّع أطقم لمضيفات الطائرات، قرب صالة الدخول رقم 3 في مطار القاهرة الدولي، تقف عدة فتيات مرتديات الأطقم الزاهية الموحّدة، وبجوار كل منهن حقيبة تضم متعلقاتها الشخصية تأهبًا للسفر، بحكم طبيعة عملهن، إلى أماكن مختلفة حول العالم.
إحدى المضيفات قالت لنا وهي تبتسم: «لكل أجل كتاب. الموت يأتي في أي وقت. سواءً كنت على طائرة أو على فراش غرفة نومك. أنا أومن بهذا، وأعتقد أن جميع الناس لديهم الاعتقاد نفسه، سواء كان الشخص مؤمنًا أو حتى لو كان بلا ديانة. ولهذا الحركة لن تتوقف في كل مكان».
وبمثل هذه الروح المتحدية يتحدث كثيرٌ من المصريين، على عكس «القطاع المحبَط». وهنا يقول اللواء سالم إنه يتمنى أن يقوم المسؤولون بعمل حملة تسويقية صحيحة للتغلب على حادث الطائرة الأخير، موضحًا أن وزير السياحة المصري كان قد أعلن، فور توليه منصبه في مارس الماضي، أنه يستهدف زيارة عشرة ملايين سائح إلى مصر خلال ستة أشهر، ويضيف: «أنا أتمنى، ونحن في هذه الظروف، كمصريين، أن يكون العدد المستهدف أكثر من عشرة ملايين، كرد فعل على الحادث. العالم يقول إن جيناتنا جينات تحدٍ، لكن للأسف في الفترة الأخيرة ظهر بعض من يشككون، وأرجو أن نتخطاهم».
ووزير السياحة المصري نفسه، محمد يحيى راشد، شدّد خلال اجتماع لجنة السياحة والطيران في مجلس النواب خلال مايو (أيار) الماضي، على أن وزارته لن تقف أمام حادث الطائرة الأخير، ولن تسمح للأصوات المعادية بأن تعكّر خطتها للنهوض بالسياحة، بل ستعمل على تحسين الصورة الذهنية عن مصر في الخارج، إلا أنه أقرَّ بأن أزمة الطائرة المنكوبة جعلت وزارته تدخل تعديلات طفيفة على خطة تنشيط السياحة، منها التركيز على «مواساة أهالي الضحايا».
ختامًا، يبقى الإشارة إلى أن النيابة العامة المصرية أمرت بتسليم الصندوق الأول الذي جرى انتشاله يوم أول من أمس للجنة التحقيق الفني لتحليله واتخاذ إجراءات فحص وتفريغ المحادثات، ويتوقع اعتماد خطوة مشابهة إزاء الصندوق الثاني. وفي حين تنفست الأوساط المتصلة بالتحقيق في الحادث الصعداء بعد انتشال الصندوقين الأسودين، يأمل كثير من المراقبين أن تتوصل اللجنة إلى نتيجة سريعًا.