«الاستقلال» المغربي المعارض يتهم وزارة الداخلية باستهدافه

بعد إعفاء رئيس جهة ينتمي إليه.. وتجريد 7 مستشارين من مقاعدهم

«الاستقلال» المغربي المعارض يتهم وزارة الداخلية باستهدافه
TT

«الاستقلال» المغربي المعارض يتهم وزارة الداخلية باستهدافه

«الاستقلال» المغربي المعارض يتهم وزارة الداخلية باستهدافه

اتهم حزب الاستقلال المغربي المعارض وزارة الداخلية باستهدافه، وقال إنه يتعرض لهجمة شرسة، وذلك على إثر سلسلة الأحكام والمتابعات التي قضت بإعفاء عدد من المنتخبين المنتمين للحزب من مناصبهم.
وكانت المحكمة الإدارية بأغادير، قد قضت بإقالة ينجا الخطاط، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، المنتمي لحزب الاستقلال، من منصبه لعدم توفره على أهلية الترشح والفوز بهذا المنصب؛ كونه يقيم خارج المغرب وبشكل شبه دائم بموريتانيا. ويأتي قرار المحكمة إثر الطعن بالإلغاء الذي تقدمت به منى كشاف عضو مجلس جهة الداخلة وادي الذهب المنتمية لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض.
كما جرى تجريد 7 مستشارين ينتمون للحزب من مقاعدهم بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) بشبهة شراء أصوات الناخبين.
وقال حميد شباط، الأمين العام للحزب، خلال مؤتمر صحافي عقده رفقة عدد من القياديين مساء أول من أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط لتسليط الضوء على هذه القضايا، إن «الاستهداف الذي يتعرض له مناضلو ومنتخبو حزب الاستقلال جريمة في حق الديمقراطية»، مضيفا أن «وزارة الداخلية تستهدف حزب الاستقلال من خلال الطعون التي تقدمت بها ضد مستشاري الحزب بالغرفة الثانية للبرلمان، والذين جرت تبرئتهم من طرف القضاء، قبل أن يقوم المجلس الدستوري بتجريدهم من مقاعدهم البرلمانية»، مضيفا أن «من حق أي حزب أن يطعن في نتائج الانتخابات، ولكن على وزارة الداخلية أن تكون شريكا للجميع»، موضحا أن استهداف حزب الاستقلال ظهر منذ الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت في الرابع من سبتمبر (أيلول)، وانتخابات مجلس المستشارين.
وكان محمد حصاد، وزير الداخلية، قد اتهم شباط بابتزاز الدولة، وقال إنه طالب بالتدخل لصالحه من أجل الفوز برئاسة جهة فاس مكناس، خلال انتخاب رؤساء الجهات التي جرت في سبتمبر الماضي، بيد أن شباط نفى ذلك.
وتصدر «الاستقلال» نتائج انتخابات مجلس المستشارين وحصل على 24 مقعدا، بيد أن اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات وجهت تهم شراء أصوات الناخبين لـ13 من أعضائه بينهم خمسة فائزين، وذلك من بين 26 متهما آخرين ينتمون لمختلف الأحزاب السياسية من المعارضة والأغلبية.
وبشأن إعفاء رئيس جهة الداخلة وادي الذهب من منصبه، قال شباط إن القرار «يشكل مظهرا واضحا من مظاهر استهداف الحزب، حيث لا تكل الإدارة من محاربة الشعب عن طريق محاربة الأحزاب السياسية المؤمنة بقضاياه»، مضيفا أن «كل هذه الضربات لن تزيد حزب الاستقلال إلا عزيمة وإصرارا وصمودا، وهذا ما يجب أن يعرفه الذين أشرفوا على هذا السيناريو الباهت»، مشددا على أن حزبه «لن يسمح لأحد بالتدخل في قراره السياسي».
في السياق ذاته، عرض ينجا الخطاط خلال المؤتمر الصحافي عددا من الوثائق الإدارية التي تثبت إقامته في المغرب منذ 1992، حيث قال إنه «من ضمن الصحراويين الذي عادوا إلى المغرب تلبية لنداء العفو الذي أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني (الوطن غفور رحيم)»، مؤكدا أنه يقطن بحي الرياض في الرباط منذ 2013 إلى اليوم، وقال إن «المحكمة تجاهلت كل هذه الوثائق، وأخذت بوثيقتين يتيمتين تقدمت بهما المدعية عن حزب الأصالة والمعاصرة، حصلت عليهما بطرق مجهولة من موريتانيا».
وتنص المادة 72 من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات، على ضرورة الإعلان الفوري من طرف السلطة الحكومية المكلفة الداخلية بإقالة رئيس الجهة أو نائبه الذي ثبت بعد انتخابه أنه مقيم في الخارج.
وقدم عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم الحزب الاستقلال، تفاصيل عن هذه القضية، وقال إن «المدعية اعتمدت في طعنها على وثيقتين، الأولى مستخرجة من السجل الوطني للإحصاء بموريتانيا، والذي يحمل اسما مشابها لاسم ينجا الخطاط، والوثيقة الثانية عبارة عن مستخرج من السجل العدلي من المحكمة الابتدائية بنواذيبو الموريتانية، والذي تبرز أن صاحبها والذي يحمل اسم الخطاط ينج مولود سنة 1962، فيما تبين البطاقة الوطنية للخطاط ينجا بأنه من مواليد سنة 1958، وتساءل بنحمزة عن «الكيفية التي حصلت بها المدعية على الوثيقتين الشخصيتين، وكيف للمحكمة أن تفضل التعامل مع وثيقتين لا علاقة لهما بإثبات السكن الفعلي للخطاط بدولة أجنبية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».