كونتي مدرب إيطاليا: تخطينا عقبة بلجيكا الصعبة بفضل مجموعة من الرجال

فيلموتس لا يجد تفسيرًا لهزيمة فريقه بهدفين وتعجب لتراجع مستوى لوكاكو ودي بروين

لاعبو إيطاليا يحتفلون بالفوز.. بينما الحسرة بادية على دي بروين مهاجم بلجيكا (أ.ف.ب)
لاعبو إيطاليا يحتفلون بالفوز.. بينما الحسرة بادية على دي بروين مهاجم بلجيكا (أ.ف.ب)
TT

كونتي مدرب إيطاليا: تخطينا عقبة بلجيكا الصعبة بفضل مجموعة من الرجال

لاعبو إيطاليا يحتفلون بالفوز.. بينما الحسرة بادية على دي بروين مهاجم بلجيكا (أ.ف.ب)
لاعبو إيطاليا يحتفلون بالفوز.. بينما الحسرة بادية على دي بروين مهاجم بلجيكا (أ.ف.ب)

أكد مدرب إيطاليا أنطونيو كونتي أن منتخب بلاده تخطى «منتخبا كبيرا جدا» عقب فوزه على نظيره البلجيكي 2 - صفر في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة ضمن كأس أوروبا لكرة القدم المقامة في فرنسا حتى 10 يوليو (تموز) المقبل.
وقال كونتي: «بالتأكيد، فزنا على منتخب كبير جدا. هذا يؤكد بأنه ليس هناك شيء مكتوب في كرة القدم، لا يجب الحديث كثيرا، ويجب أن نكون مستعدين في كل ما نقوم به من أجل إرضاء أنفسنا وجماهيرنا». وأضاف: «أتمنى ألا يطفئ الفوز على بلجيكا عطشي وعطش اللاعبين في تحقيق الانتصارات.. يجب أن نعمل بجد وأن نقوم بذلك بنسبة 100 في المائة؛ لأننا إذا قمنا بأمور عادية فذلك لن يكفي أبدا. يجب أن نحقق أشياء خارقة».
وتابع: «يجب أن نكون سعداء بتجاوز عقبة صعبة جدا، وأن نكون أقل سعادة غدا والاستعداد للمباراة المقبلة ضد السويد».
وأردف قائلا: «يجب أن نتذكر مونديال 2014 عندما قدمنا مباراة جيدة ضد الإنجليز في الجولة الأولى، وفشلنا بعد ذلك في التأهل إلى الدور الثاني. هدفنا بلوغ الدور الثاني والوصول إلى أبعد دور ممكن، ما زلنا نعاني صدمة مونديال 2014».
وأوضح كونتي الذي سيترك منتخب بلاده للإشراف على الإدارة الفنية لفريق تشيلسي الإنجليزي مباشرة بعد نهاية الكأس القارية: «قلت منذ البداية بأن لدينا مجموعة رجال، تضم لاعبين جيدين. من المهم جدا أن تكون لديك مثل هذه المعادلة في مسابقة كبيرة، وأن يكون لديك لاعبون يستمتعون معا. يجب أن نرى المشاركة الكاملة للاعبين الأساسيين، وكذلك الذين دخلوا في الشوط الثاني أو بقوا على مقاعد البدلاء، هناك روح مهمة جدا داخل المنتخب».
في المقابل، أبدى مدرب المنتخب البلجيكي مارك فيلموتس تشبثه بالأمل على الرغم من الخسارة، وقال: «لم نخسر البطولة، تبقى مباراتان في الدور الأول وبالتالي، فالحظوظ لا تزال قائمة من أجل بلوغ الدور ثمن النهائي الذي يبقى هدفنا الرئيسي». واعترف فيلموتس بأنه يجد صعوبة في تفسير الهزيمة بهدفين، ولكنه أشار إلى أن لاعبين محددين في الفريق لم يؤدوا بشكل جيد.
وأضاف: «لا يجب توجيه أصابع الاتهام إلى لاعب معين، (روميلو) لوكاكو لم يكن محظوظا، و(كيفن) دي بروين كان بإمكانه تقديم عرض أفضل، ولكنه ليس الوقت المناسب لتوجيه الانتقادات إلى لاعب أو آخر. ليس لديَّ أي جواب عن الأداء المخيب لدى بروين، إنه منهك بعد موسم صعب، سبق أن قدم الكثير للمنتخب طيلة 4 أعوام، لا يجب الضغط عليه».
وتابع: «كنا أفضل في نصف الساعة الأول، ولكن شباكنا استقبلت هدفا من كرة طويلة خلف الدفاع، بالتأكيد هناك خطأ فردي، خطأ فادح في التواصل لا يجب أن يحصل في بطولة من هذا المستوى، كان سيناريو جيدا بالنسبة إلى الطليان الذين تجمعوا جيدا في خط الدفاع».
وأعرب حارس مرمى تشيلسي العملاق تيبو كورتوا عن استيائه من الخسارة، وقال: «أنا مستاء جدا، أعتقد أننا لم نقم بأي شيء، خلقنا فرصا قليلة جدا، والطليان هم من سنحت لهم أبرز وأخطر الفرص. تفوقوا علينا بشكل كبير تكتيكيا».
وجاء فوز إيطاليا بمثابة رد بالغ على المعلقين الذي شككوا في قدرات منتخبهم خلال فترة الاستعداد للبطولة.
وأثبت المنتخب الإيطالي أنه قادر على تقديم بطولة ناجحة أخرى بعد أن أحرز المركز الثاني في نسخة 2012 التي توج بلقبها نظيره الإسباني.
وكتبت صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» عنوانا في صدر صفحتها الرئيسية ذكرت فيه «حلم إيطاليا»، بينما ذكرت صحيفة «توتوسبورت»: «إيطاليا.. إنها البهجة القصوى».
وحصد المنتخب الإيطالي بذلك أول ثلاث نقاط له في المجموعة الخامسة، بينما يمتلك كل من المنتخبين الآيرلندي والسويدي نقطة واحدة بعد أن تعادلا 1 – 1، أما المنتخب البلجيكي فلا يزال صفر اليدين علما بأنه يحتل المركز الثاني في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم.
وذكر معلق في مقال لصحيفة «لا ريبابليكا» أن «دعونا نقول إن المنتخب الإيطالي فاجأنا جميعا وكان أول من سجل في شباكهم هم المشككون بقدراته. أعد نفسي من بينهم، ولكن هل كنت وحيدا؟».
وربما تفتقر إيطاليا إلى المواهب الخالصة، لكنها تستعين بالكفاح والتماسك لتحقيق النجاح في يورو 2016. على الرغم من أن هذا الأمر سيبقى تحت الأنظار لتحديد إمكانية الاستمرار بهذه القوة خلال ما تبقى من مباريات.
ولم يكن أداء إيطاليا يحظى بالإعجاب في البداية، لكن تحت قيادة المدرب الملهم كونتي قدم الفريق أقوى عروض البطولة حتى الآن وتفوق على بلجيكا صاحبة المواهب المتعددة.
واحتفل كونتي نفسه بالهدف الأول بحماس منقطع النظير، واصطدمت رأسه بلاعبه البديل سيموني زانا، وأسفر عن نزيف بالأنف.
وفي المقابل نجا الحارس جيانلويجي بوفون بصعوبة من التعرض للإصابة أثناء الاحتفال بعد نهاية المباراة، وركض الحارس البالغ عمره 38 عاما نحو المرمى وحاول الإمساك بالعارضة قبل أن يسقط على ظهره. وكانت الاحتفالات أكثر حماسا في إيطاليا نفسها بينما وعد اللاعبون بتكرار هذا الأداء القوي أمام السويد وآيرلندا في المجموعة الخامسة.
وقال ليوناردو بونوتشي الذي أرسل تمريرة من 40 مترا صنعت الهدف الأول لزميله إيمانويل جياكيريني بعد أكثر من نصف ساعة من البداية: «هذه بداية رائعة لكنها تبقى البداية فقط»، وأضاف: «حضرنا إلى هنا بغرض الحلم وتحقيق المفاجأة. لا يجب أن نكتفي بما حدث ويجب أن نواصل ونحاول تطوير نقاط الضعف».
وفي ظل وجود ثلاثة أيام فقط بين المباراة والأخرى ربما تجد إيطاليا صعوبة في اللعب بهذا الإيقاع السريع نفسه، كما أن أسلوبها الخططي - الذي يعتمد على الدفاع الصلب - ربما لا يكون مناسبا للمنافسين المقبلين؛ إذ تعتمد السويد وآيرلندا وبشكل أكبر من بلجيكا على تحضير الكرة، ثم شن هجمات على المنافس.
وربما يتأثر أسلوب إيطاليا أيضا باللعب في أجواء حارة في ظل أنها ستواجه السويد الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي في تولوز يوم السبت المقبل، لكن هذا الأمر لا يبدو أنه يقلق المدرب كونتي الذي قال: «أكرر منذ البداية أن هذه المجموعة تتكون أولا، وقبل كل شيء من رجال، ثم من لاعبي كرة.. طموحنا كبير وهدفنا لم يتغير وهو الوصول إلى دور 16. أعتقد أن الجماهير تشعر بالرضا عندما ترى 23 لاعبا يقدمون كل ما لديهم في الملعب بروح قتالية عالية».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».