نجحت قوات الشرعية في صد كثير من الهجمات التي نفذتها ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح، في عدة محاور رئيسية، كان أبرزها كسر التقدم في جبهة «مِريس دِمت» الذي يعد أكبر هجوم تنفذه الميليشيا خلال الأيام الماضية على مواقع المقاومة والجيش الوطني.
وشرعت ميليشيا الحوثيين في إطلاق سراح السجناء والمحكوم عليهم بعشر سنوات وأكثر لتورطهم في قضايا جنائية وقتل، وإحلال مدنيين مكانهم، تعتقلهم الميليشيا دون وجود أي جريمة أو مسوغ قانوني، وذلك للاستفادة منهم في عملية تبادل الأسرى مع الحكومة الشرعية بعناصر مهمة للميليشيا من خلال زيادة عدد المعتقلين التابعين للحكومة.
ووفقا لمصدر يمني رفيع، فإن قوات الشرعية كبدت الحوثيين خسائر كبيرة في مواجهات «مريس» التي استمرت قرابة الثلاث ساعات من بعد فجر أمس الثلاثاء، موضحا أن قتلى الحوثيين في أول الإحصاءات تجاوزوا 30 شخصا، وأن هناك أكثر من 20 جريحا، كما دكت المقاومة مراكز تجمع الحوثيين في «نجد القرين»، و«العرفاف» بقذائف المدفعية، التي أدت إلى فرار أطقم كاملة من تلك المواقع باتجاه القرى القريبة منها.
وأضاف المصدر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الشرعية فرضت سيطرتها على المواقع التي زحفت منها الميليشيا باتجاه الضالع، وأنها تقوم بملاحقة بقايا أطقم الحوثيين الفارين نحو الجنوب، خصوصا في جبل التهامي، وبيت مدرة، والسيد والمحطة، ونجد القرين، ويطبقون الحصار على العشرات من الميليشيا في موقع بيت مدرة والتهامي.
وأشار المصدر إلى أن الجيش عرض على ميليشيات الحوثي وصالح المحاصرين، تسليم أنفسهم لضمان سلامتهم وإلقاء السلاح للخروج الآمن، في فرصة أقصاها يوم، وإلا فستقوم قوات الشرعية بشن هجوم على المواقع التي يتحصنون بها وأسرهم أو قتلهم في المواجهات مباشرة.
وذكرت مصادر يمنية أن مدينة ذمار أصبحت خلال الأيام الماضية الحاضن الأكبر لقتلى ميليشيات الحوثي وصالح؛ إذ أصبحت المدينة تستقبل العشرات من القتلى والجرحى بشكل مستمر منذ دخول شهر رمضان المبارك، موضحين أن هذه الخسائر في الأرواح تعكس مدى ضعف القوة العسكرية لدى الحوثيين في المواجهات العسكرية، وأن زيادة الأعداد من الأفراد ما لم يكونوا مدربين، لا تشكل رقما في المعارك العسكرية.
وفي هذا السياق، قال عبد الحفيظ الخطامي، وهو ناشط حقوقي يمني، إن محافظة ذمار تعد أبرز محافظة شاركت في الحرب من حيث المقاتلين في صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وخسرت كثيرا من القتلى، من بينهم أطفال، وتحديدا من مديرية أنس الواقعة جنوب المدينة، والتي تبعد 5 كيلومترات تقريبا.
وأضاف الخطامي أن ميليشيات الحوثيين، وفي حدث غير مسبوق، قامت بإنشاء مقبرة خاصة بهم، ودفن قتلاها فيها وسط مقبرة العمودي، وهي واحدة من بين عشرات المقابر التي استحدثتها الميليشيا بمحافظة ذمار ومديريتها، موضحا أنه وبصورة شبه يومية يتم تشييع قتيل أو قتيلين من أنصار الميليشيا، والذين يلقون مصرعهم في مختلف جبهات القتال. وتعد مديرية جبل الشرق ومديرية أنس والمنار أبرز المديريات خسارة من حيث عدد القتلى.
هذه الخسائر دفعت الميليشيا المدعومة بالقوات الموالية للمخلوع صالح للقيام بأعمال عدوانية ضد المدنيين في عدد من المحافظات، إذا قامت بنسف منازل عدد من المدنيين في «المصلوب» التابعة إداريا إلى محافظة الجوف، كما أقدمت الميليشيا على اقتحام المنازل ومداهمة عدد منها والعبث بمحتوياتها واختطاف المدنيين إلى وجهات غير معلومة خارج مدينة «إب».
وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثيين تكثر عمليات الاعتقال بحق المواطنين العاديين، وذلك بهدف تقديمهم أسماء رئيسيةً في عمليات التفاوض على إطلاق سراح الأسرى بين الطرفين، وعدم إبراز الأسماء الحزبية أو معتقلي الرأي والسياسيين، بعد أن أنكرت وجود عدد من الأسماء التي طلبت الحكومة إدراجهم ضمن قائمة عملية التبادل.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا في الوقت الراهن تقوم على تفريغ السجون من الجناة، والذين حكم عليهم في قضايا جنائية منذ سنوات أو قضايا قتل، وإحلال سجناء مدنيين مكانهم لم يقترفوا جرمًا ولا يوجد مسوغ قانوني لعملية اعتقالهم وسجنهم، إلا أن الميليشيا لديها مخطط تنفذه هذه الأيام بإطلاق سراح المساجين لزيادة أعمال العنف وزعزعة الأمن في تلك المدن.
اشتباكات ضارية في «مريس» تكبد الانقلاب 30 قتيلاً
مصادر: الميليشيات تفرغ السجون من جناة ارتكبوا جرائم قتل
اشتباكات ضارية في «مريس» تكبد الانقلاب 30 قتيلاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة