إنجلترا وروسيا هما أكبر فريقين في المجموعة الثانية ورغم رغبتهما في الفوز في أول مباراة في بطولة أوروبا لكرة القدم عندما يلتقيان اليوم، فإن الخوف من الهزيمة قد يسود ويؤدي إلى اللعب بحذر. ومع مواجهات مقبلة ضد ويلز وسلوفاكيا وإمكانية تأهل 3 منتخبات مع ضمان وصول منتخبين إلى أدوار خروج المغلوب فإن الحصول على نقطة واحدة على استاد فيلودروم قد تكون نتيجة جيدة. وقد يلعب فيدور سمولوف دور «السلاح السري» لروسيا، في الوقت الذي يبقى ماريك هامسيك رجل الدنمارك الأخطر (يلعب في فريق نابولي الإيطالي)، أما خطر ويلز الأكبر فليس بحاجة لتوضيح!
* روسيا: اليوم 8 مساءً
أشار كثيرون إلى روسيا باعتبارها مصدر الخطر الأكبر الذي يتهدد فرص إنجلترا في احتلال قمة المجموعة «ب». والملاحظ أن روسيا قطعت أشواطًا كبيرة نحو الأمام منذ تولي ليونيد سلتسكي مهام تدريب الفريق خلفًا لفابيو كابيلو الإيطالي، العام الماضي. كان مدرب فريق سيسكا موسكو قد نجح في قيادة المنتخب الوطني إلى المشاركة في بطولة «يورو 2016» عبر أربعة انتصارات متتالية خلال لقاءات التأهل، وإن كان عددًا من اللاعبين يغيبون عن صفوف الفريق خلال البطولة.
جدير بالذكر أن إيغور دينيسوف وآلان دزاغويف، اللذين ربما كانا ليشكلان قلب خط الوسط، جرى استبعادهما، مما يوحي بأن المدرب قد يضطر للجوء إلى تشكيل 4 - 2 - 3 - 1 المفضل لديه. في الوقت الحالي، يعمل سلتسكي على تجريب تشكيل 4 - 3 - 3 المتميز بنزعة هجومية شديدة. وفي إطار هذا التشكيل، اضطلع دينيسوف بدور لاعب خط الوسط الدفاعي المحوري بالفريق. الواضح أن لاعب الجناح أوليغ شاتوف، الذي سجل ثمانية أهداف وساعد في إحراز ستة أهداف خلال بطولة الدوري الروسي لحساب نادي زينيت الموسم الماضي، يحمل قدرًا واضحًا من الخطورة، لكن المدرب قد يستعين به في مركز أعمق داخل خط الوسط. أما دينيس غلوشاكوف، لاعب نادي سبارتاك، فمن المحتمل أن يضطلع بدور «المساك»، بدلاً من رومان نيوستادتر. وقال سلتسكي إنه يرى اللاعب الدولي الألماني السابق باعتباره الخيار الوحيد في الدفاع (نيوستادتر ولد في الاتحاد السوفياتي وترعرع في ألمانيا).
وإذا ما اختارت روسيا اللعب بتشكيل 4 - 3 - 3، سيأمل أوليغ إيفانوف وألكسندر غولوفين ورومان شيروكوف في اللعب بجوار غلوشاكوف، رغم كون الثلاثة لاعبي هجوم. يذكر أن إيفانوف حقق أكبر عدد ممكن من المساعدات في إحراز أهداف على مستوى روسيا الموسم الماضي (8)، بينما يقف كل من غولوفين وشيروكوف على طرفي نقيض في مشوارهما الكروي، حيث يبلغ غولوفين 20 عامًا فقط ويرى الكثيرون أنه سيقدم أداء رائعًا بالبطولة، بينما يحمل زميله شيروكوف شارة قائد الفريق. ورغم أنه في الـ34، فإنه لا يضمن الحصول على مكان في التشكيل الأساسي بعد أن قضى موسمًا تضاءل خلاله بوضوح معدل مشاركاته مع سيسكا موسكو تحت قيادة سلتسكي.
الواضح أن قوة روسيا الحقيقية نابعة من المقدمة، مع تولي دزيوبا دور رأس الحربة للفريق بدعم من ألكسندر كوكورين، الذي سبق وأن سعى آرسنال لضمه إليه. أما السلاح السري للنادي الروسي فقد يكمن في فيدور سمولوف، الذي حصد لقب هداف الموسم الماضي في الدوري الروسي الممتاز، بتسجيله 20 هدفًا. ويكافئ هذا تقريبًا إجمالي ما سجله دزيوبا (15 هدفًا بالدوري) وكوكورين (ستة)، لكن اللاعب البالغ 26 عامًا قد يخسر فرصة المشاركة إذا ما التزم المدرب بتشكيل 4 - 2 - 3 – 1.
وإذا نجحت إنجلترا في تحصين نفسها من أخطار الهجوم الروسي المبهر، فإنه سيكون بمقدورها بكل سهولة إثارة المشكلات لخط الظهر الذي يتسم بتقدم أعمار لاعبيه، مع استمرار وجود سيرغي إغناشيفيتش وفاسيلي بيريزوتسكي في قلبه. والواضح أن الحركة والسرعة سيمثلان عاملان محوريًا في المقدمة، الأمر الذي قد يؤثر على تكتيكات المدرب الإنجليزي روي هودجسون خلال المباراة الأولى لإنجلترا.
* ويلز: الخميس 16 يونيو (حزيران) - الثانية ظهرا
ليس هناك ما يدعو للف والدوران، فمصدر التهديد الأكبر داخل صفوف فريق ويلز بقيادة المدرب كريس كولمان واضح تمامًا، ذلك أن غاريث بيل لا يعد أفضل لاعب في صفوف ويلز بفارق كبير عن باقي أقرانه فحسب، وإنما يعد واحدًا من أفضل لاعبي البطولة بأسرها. كان اللاعب البالغ 26 عامًا قد حصل أداؤه في دوري الدرجة الأولى الإسباني على تقدير 8.12 الموسم الماضي، وكان رابع أفضل لاعب على مستوى أوروبا، متفوقًا على زميله كريستيانو رونالدو (7.99). وقد سجل بيل 19 هدفًا وساعد في إحراز 10 أهداف أخرى خلال 23 مباراة فقط شارك بها. في المقابل، نجد أن رونالدو ساعد مباشرة في تسجيل عدد أكبر من الأهداف (46). ومع ذلك، فإن اللاعب الويلزي حقق هذا بمعدل أسرع - كل 60 دقيقة مقابل 69.2 دقيقة بالنسبة لرونالدو.
الملاحظ أن بيل عادة ما تجري الاستعانة به في مركز حر خلف المهاجم الوحيد في إطار تشكيل 3 - 5 - 1 - 1 الذي يستعين به كولمان. وعليه، فإن قرار هودجسون بخصوص من سيشارك في مركز عميق في خط الوسط أمام ويلز سيحمل أهمية محورية، ومن المؤكد أن اختياره سيقع على إريك داير بالنظر إلى عقليته الدفاعية. أما آرون رامزي وجو ألن فيمثلان مصدرًا لمزيد من جودة الأداء والحيوية بوسط الملعب، على نحو يسمح لبيل بالتركيز على الهجوم. ومع هذا، تبقى الحقيقة أن نقطة قوة ويلز خلال لقاءات التأهل تركزت في تنظيم الفريق وعزيمته الدفاعية، حيث دخلت شباكه أربعة أهداف فقط. الواضح أن آشلي ويليامز سيمثل عنصرًا جوهريًا فيما يتعلق بفرص الفريق في الوصول لأدوار التصفيات والقضاء على التهديد الصادر عن الخيارات الهجومية الرائعة التي تتمتع بها إنجلترا. المعروف أن قائد ومدافع فريق سوانزي سيتي حصل على راحة خلال آخر مبارتين في الدوري هذا الموسم، بعد أن شارك في التشكيل الأساسي بجميع المباريات الـ88 السابقة منذ صعود النادي للدوري الممتاز عام 2011، ما عدا سبعة فحسب. كما أن تجربته في مواجهة لاعبي الهجوم المتوافرين تحت قيادة هودجسون قد تكون قيمة للغاية بالنسبة لويلز. ومع هذا، يمكن أن تكتسب إنجلترا شعور كبير بالثقة حال تمكنها من التسلل خلف لاعبي خط الظهر - الجناحين لدى ويلز، وقد تعدل تكتيكاتها وتشكل اللعب الخاص بها للتوافق مع هذا الهدف.
في الطرف المقابل، فإن واحدًا من هال روبسون كانو - الذي مثلما الحال مع كيل لافرتي، ينتمي لنوعية اللاعبين الذين تعود الحياة لأجسادهم عندما يشاركون على الساحة الدولية - أو سام فوكس سيتولى قيادة الفريق. يذكر أن فوكس اضطلع بدور أساسي في نجاح نادي بيرنلي في دوري الدرجة الثانية، حيث سجل 15 هدفًا. ومن الممكن أن يشكل فوكس مصدر تحدٍّ بدني حقيقي لخط الظهر بفريق إنجلترا حال تكليفه بهذا الأمر، خصوصًا مع فوزه في عدد المواجهات مع الخصوم بالرأس بنسبة (7.7) في المباراة الواحدة، وهو أكثر من أي لاعب آخر بدوري الدرجة الثانية الإنجليزي الموسم السابق.
* سلوفاكيا: الاثنين 20 يونيو - 8 مساءً
مثلما الحال مع ويلز، تضم سلوفاكيا في صفوفها نجمًا لامعًا لا منافس له: ماريك هامسيك.
ورغم أنه عانى تراجعًا في مستوى أدائه على الصعيد الوطني، حيث سجل هدفين فقط على مدار 3 سنوات، فإن لاعب نادي نابولي نجح في تحسين مستوى أدائه منذ تعيين يان كوزاك مدربًا للفريق عام 2013.
وقد نجح المدرب بالفعل في استثارة أفضل ما في هامسيك ودفع الفريق بأكمله نحو مستوى جديد تمامًا من الأداء مع استعداده بجانب ويلز - للمشاركة للمرة الأولى بتاريخه في بطولة أمم أوروبا. ويقترب اللاعب البالغ 28 عامًا من تحقيق 100 مباراة دولية مرتديًا شارة القائد. وبينما استعان به مدرب فريق نابولي ماوريسيو ساري في مركز أعمق داخل خط الوسط الموسم الماضي، الأمر الذي كان له تأثير رائع، فإن هامسيك لا يزال يشغل مركز صاحب القميص رقم 10 في إطار التشكيل المفضل لدى كوزاك - 4 - 2 - 3 - 1. وقد كان مستوى لياقة هامسيك صانع الألعاب جيدًا مع ناديه الموسم الماضي، مع حصوله على تقدير يبلغ 7.31، وهو أعلى ثاني تقدير يناله خلال مشواره بالملاعب. كما حقق عددًا كبيرًا من المساعدات في إحراز أهداف (11)، ولم يتفوق عليه في هذا الجانب سوى الفرنسي بول بوغبا «لاعب خط وسط يوفنتوس» وميراليم بيانيك «لاعب خط وسط روما» (12 لكل منهما) في إطار دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
ولا تعد تسريحة شعره الغريبة الأمر الوحيد اللافت للأنظار تجاهه، وإنما كذلك قدرته على العدو بدأب داخل الملعب، ما يشكل عاملاً جوهريًا لسلوفاكيا. وبينما يتمتع بيل بحرية التخلي عن واجباته الدفاعية في ويلز، فإن الأمر مختلف تمام الاختلاف بالنسبة لهامسيك. يُذكر أن هامسيك قاد أخيرا سلوفاكيا في الفوز على ألمانيا، بطل العالم، بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، قبل انطلاق البطولة.
ومن بين العوامل المهمة الأخرى وراء تحسن أداء سلوفاكيا خلال المقابلات الأخيرة، الاستقرار على تشكيل لعب، ما يعطي للفريق ميزة واضحة على إنجلترا على هذا الجانب. داخل الفريق، يبدو من المؤكد مشاركة تسعة لاعبين على الأقل في التشكيل الأساسي من بين إجمالي 11 لاعبًا، بينهم لاعبو خط الظهر الأربعة - مع وجود قائد الفريق مارتن سكرتيل ومشاركة جان دوريكا، الذي يشكل مصدر تهديد كبير، في القلب - بينما يوفر يوريا كوكا، لاعب ميلان، مستوى أداء رفيع في مقدمة الدفاع، ما أكسبه تقدير 7.10 الموسم الماضي. وبلغ متوسط مرات العرقلة 2.8 للمباراة و2.2 للاشتباك لاستخلاص الكرة في المباراة الواحدة.
والواضح أن سلوفاكيا تتمتع بعدد جيد من الخيارات يتمثل في روبرت ماك وفلاديمير فيس وميروسلاف ستوك - مع مشاركة الأخيرين في صفوف مانشستر سيتي وتشيلسي على الترتيب. في الوقت ذاته، فإنه من الضروري الانتباه إلى أوندريج دودا لاعب ليغا وارسو البولندي فيما يتعلق بالنجوم المحتملين للمستقبل. أما نقطة ضعف الفريق فتكمن في النقطة المحورية لخط الهجوم، حيث يتنافس ميشال دوريس وآدم نيميك على ضمان مكان في التشكيل الأساسي. يذكر أن أيًا منهما لم يسجل أهدافا كثيرة على الساحة الدولية.
بيل وسمولوف وهامسيك.. هاجس إنجلترا الأكبر
مهمة الإنجليز لن تكون سهلة في التأهل للدور التالي مع توافر النجوم في المنتخبات الثلاثة
بيل وسمولوف وهامسيك.. هاجس إنجلترا الأكبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة