كيال لـ«الشرق الأوسط»: أسكتناهم بدور «خالٍ من الشبهات»

المشرف على الفريق قال إن مهمته الطارئة في الأهلي أنهت الصدامات بين اللاعبين والمدرب

من تتويج الأهلي بلقب دوري المحترفين (تصوير: محمد المانع)
من تتويج الأهلي بلقب دوري المحترفين (تصوير: محمد المانع)
TT

كيال لـ«الشرق الأوسط»: أسكتناهم بدور «خالٍ من الشبهات»

من تتويج الأهلي بلقب دوري المحترفين (تصوير: محمد المانع)
من تتويج الأهلي بلقب دوري المحترفين (تصوير: محمد المانع)

اعترف طارق كيال المشرف على فريق الأهلي، بأن حضوره الطارئ للمنصب الإداري تركز في البداية على احتواء الاحتكاكات بين المدرب السويسري غروس وبعض اللاعبين نتيجة ازدواجية العمل، الأمر الذي أعاد حامل لقب الدوري إلى الطريق الصحيح ليقوده إلى البطولة التي غاب عنها قرابة 32 عاما. وقال كيال في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر ما كان يخشاه إبان توليه العمل هو وجود مشكلات خفية بين اللاعبين والمدرب، لأنها ستنعكس سلبيا على أداء المجموعة، إلا أنه اطمأن للأمر بعد أن علم بوجود احتكاكات بسيطة فقط لا تؤثر على سير العمل. وامتدح الدعم الذي بذله الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبد الله مشيرًا إلى أنه مهندس بطولة الدوري، كاشفًا أن إخفاقات الأهلي خلال السنوات الماضية كانت بسبب تشتيت الجهد على أكثر من صعيد، الأمر الذي كان له أثره السلبي على مسيرته. وتحدث كيال عن محاور عدة في الحوار منها رفض المدرب السويسري غروس الاستمرار وحقيقة المشكلات التي نشبت بينهما ومصير المحترفين الأجانب الأربعة ورحيل المدافع المخضرم أسامة هوساوي.
* يتساءل كثيرون: ما الدور الذي قام به طارق كيال من خلف الكواليس ليسجل اسمه من ضمن المساهمين بقوة في تحقيق لقب الدوري للأهلي بعد غياب لأكثر من 32 عامًا؟
- الكل يعرف أن كرة القدم أصبحت منظومة متكاملة ذات أركان متعددة، وهذه الأركان تربطها حلقة وصل ليكون هناك تماسك قوي في الفريق، وإذا اختل أي ركن من هذه الأركان فإن المنظومة سوف تهتز وبالتالي يضيع الفريق، وهذا الأمر كاد فعليًا يحدث للأهلي، فكانت عملية الربط مفقودة بين عناصر المنظومة التي تضم اللاعبين والمدرب والإدارة والجهاز الفني والإداري، والأهم من ذلك الجماهير والخدمات المساندة للفريق، ولا أخفيك أن الصدامات كانت موجودة بين المدرب واللاعبين والإدارة والمدرب وهي في بدايتها، إذ انعكس هذا في عطاء الفريق داخل الملعب بسبب الفعل وردة الفعل، وأصبح هناك تنافر بين اللاعبين، وأنا كان دوري إعادة حلقة الوصل بين أركان المنظومة، ورفضت الاحتكاكات بين اللاعبين المدرب والإدارة وتفرغ الكل لعمله، ومن هنا بدأ الإنتاج خصوصًا أن المدرب ابتعد عن الاحتكاك باللاعبين وأصبحت علاقته فقط فنية واللاعب تفرغ للعطاء في الملعب.
* ممَ كنت متخوفًا في بداية عملك؟
- لم أكن متخوفًا من أي شيء ولكن كنت أخشى أن تكون هناك مشكلات خفية بين بعض اللاعبين والمدرب، لأنه إذا كانت هناك مشكلة فستكون هناك ردة فعل سلبية، ولكن الحمد لله كانت مجرد احتكاكات بسيطة واحتويناها.
* لماذا كان الأهلي يخفق في الخطوات الأخيرة من الدوري خلال السنوات الخمس الماضية؟
- بالنسبة لي حظي كان سيئًا مع الأهلي في المواسم الماضية، وهذه المرة الثالثة التي أشرف فيها على فريق كرة القدم، لقد كنت آتي للعمل في حالة الطوارئ وليس منذ بداية الموسم، وفي 2010 استدعيت للإشراف على فريق كرة القدم، وكان الأهلي يحتل المرتبة الـ13 في الدوري بسبب الهزائم وكنا في بداية الدوري فبدأنا في ذلك الوقت بوضع خطة من أجل بناء فريق قوي يكون منافسا على البطولات، وكانت هناك فكرة من الأمير خالد بن عبد الله، وبمشاركة من الأمير فهد بن خالد، وبدأنا خطة بناء فريق جديد للأهلي، وكان تنفيذ هذه الخطة يحتاج إلى سنوات فضلاً عن الحاجة إلى عناصر جديدة تكتسب الخبرة، ولقد بدأنا الطريق الصحيح، وفي ذلك الموسم حققنا كأس الملك وكانت البداية بتطعيم خطوط الفريق بعناصر قوية وتعاقدنا مع لاعبين محليين وفي كل عام تواصل ترميم الفريق وثم انتقلنا إلى تطوير اللاعبين وتلقينهم ثقافة الفوز في المباريات، فمثلاً في حال كان الفريق متأخرًا في الشوط الأول نعدهم لقلب النتيجة في الشوط الثاني وتحقق ذلك حتى أصبح الأهلي فريقًا لا ينقصه شيء، فالاحتياط يسد النقص في الفريق الأول، وجميع اللاعبين بنفس المستوى، ففي السنوات الأخيرة كنا نخطئ بتوزيع الجهد في عدد من البطولات، فكنا نخفق في الخطوات الأخيرة في الدوري، ونفقد البطولة، ولكن هذا الموسم ركزنا على الدوري وضحينا بكأس آسيا من أجل تحقيق الدوري، فخططنا من خلال مشاركة أكبر عدد من اللاعبين حتى لا يتعرض الفريق للإرهاق كما أن لاعبي الاحتياط اكتسبوا الخبرة.
* ما رأيك فيمن يقول إن مهندسي هذه البطولة هم الأمير خالد بن عبد الله والأمير فهد بن خالد وطارق كيال؟
_ لا، الأساس هو الأمير خالد بن عبد الله الذي لا يمكن أن نرد له الجميل إزاء كل ما قدمه للأهلي من جهد ومال واستشارة، كما أنه احتوى المشكلات وهو فعلاً كبير الأهلي، وأود الإشارة إلى أن أي كيان ومنظومة ليس لها كبير لن تنجح أبدًا، في الحقيقة كان الرمز الأهلاوي موجودًا معنا في كل الأوقات ولا ننكر عمل الأمير فهد بن خالد، فلقد وقف بشكل كبير لبناء الفريق، ولا ننكر كل ما قدمه. وأود التوضيح بأن الأهلي هو الوحيد بين الأندية من ناحية العمل الجماعي وتحت منظومة واحدة بإشراف من الأمير خالد بن عبد الله، وحتى مساعد الزويهري كان يعمل تحت هذه المنظومة، لذلك لا ينسب الفضل في الأهلي لشخص بل لكل المنظومة.
* لماذا رفض المدرب غروس تجديد عقده مع الأهلي رغم أنه حقق لقبي الدوري والكأس هذا الموسم؟
- غروس مدرب محترف ويتبع سياسة خاصة به، فقد بلغ الستين وقال لنا إنه لا يفكر في المال ولا بأي مزايا أخرى، وأكد على جودة بيئة العمل في الأهلي، فعملي في الأهلي كان تحت بيئة جيدة لكنه قرر الحصول على فترة إجازة لمدة عام كامل برفقة أسرته، وأكد لنا أنه لم يستقبل أي عروض تدريبية وأن ضغوط العمل كان لها دور في الحصول على إجازة.
* هل فعلاً حصل احتكاك بينك وبين غروس خلال فترة عملك؟
- أبدًا لم يحدث أي احتكاك، هذه كلها كانت إشاعات من أجل زعزعة استقرار الفريق عندما شعروا بأننا اقتربنا من النجاح، وهم مغرضون، وأحب أن أوضح أن غروس بلغ الأمير خالد بن عبد الله أن من شروط تجديد عقده في حال أراد ذلك بقائي معه مشرفًا على فريق كرة القدم.
* من هو المهندس الفعلي لصفقة النجم عمر السومة؟
- السومة كان محترفا في فريق القادسية الكويتي والجميع يعرف الاختلاف الكبير بين الدوري الكويتي والسعودي جماهيريا، فالسومة كان يبحث عن الجماهير قبل المال وعرضه وكيل أعماله على الأمير فهد بن خالد وأعجب الأخير به، وتعاقد معه، وحينها شنت الجماهير هجومًا على الرئيس الأهلاوي، وقالت إنه تعاقد مع لاعب رخيص وعربي ولن ينجح في مهمته، لكن السومة نجح وأثبت أنه صفقة رابحة وأصبح الآن النجم الأول على مستوى الخليج والعالم العربي، فهو لاعب موهوب وملتزم في التمارين ولا يعرف السهر وأخلاقه عالية، كما أنه بار بوالديه.
* لماذا فضل أسامة هوساوي الانتقال من الأهلي رغم العروض التي قدمت له؟
- أسامة من اللاعبين الأذكياء، فهو يخطط لمستقبله ويعرف كيف يبدع في الملاعب، ولقد خدم بإخلاص وكنا حريصين على التجديد معه ولو لموسم واحد، لكنه، رفض ولا نعلم لماذا، لكن أحب طمأنة الجماهير أننا نملك البدلاء الجاهزين أمثال معتز هوساوي ومحمد آل فتيل.
* كيف ترى دور وكلاء اللاعبين محليًا؟
- للأسف، وكلاء اللاعبين في الدوري السعودي أعتبرهم تجارًا فقط ولا يهمهم سوى العمولة التي سيحصلون عليها، فلا تجدهم سوى عند توقيع العقود وبعد ذلك يتركون اللاعبين على حالهم ولا يعرفون إن كانوا مواظبين على التمارين أم لا، وهل يعيشون نمط حياة اللاعب المحترف أم عكس ذلك، ففي أوروبا يتابع وكلاء اللاعبين موكليهم في كل شيء، أما هنا فالوضع مختلف.
* لماذا اتجهت إدارة الأهلي للتعاقد مع لاعبي الاتحاد عبد الفتاح عسيري وفهد المولد؟
- نحن في الأهلي نبحث عن اللاعب الذي يخدم فريق كرة القدم فالاحتراف معروف أنه سوق بتم فيها شراء عقود اللاعبين، ولقد وجدنا أن عسيري والمولد سيخدمان الفريق في المستقبل، نحن نرسم سياسات فنية وفي الموسم المقبل قررنا أن يكون لقب دوري أبطال آسيا أولوية، والعنصران مطلوبان في الأهلي، ونحن نجتهد في ذلك، والتوفيق من الله.
* هل تعتقد أن الطريق إلى لقب آسيا صعب؟
- نعم، وصعب جدًا، بسبب الاختلاف في وقت انطلاق الموسم وانطلاق البطولة الآسيوية، لذلك يحتاج هذا العمل إلى لاعبين مميزين.
* ماذا عن اللاعبين الأجانب الأربعة هل سيبقون مع الأهلي؟
- سيتم إلغاء عقد اللاعب البرازيلي ماركينيو لأنه لاعب معار، ولم نوقع معه إلا لموسم واحد، أما البقية فهم مستمرون وسيتم التعاقد مع لاعب رابع بحسب ما يحتاج إليه المدرب البرتغالي غوميز.
* لماذا تم التعاقد مع غوميز دون غيره وبهذه السرعة؟
- بالعكس كنا نخطط منذ فترة على التوقيع مع مدرب جيد بعد أن علمنا أن غروس لا يريد التجديد وقوميز مدرب جيد ونتائجه مع التعاون خير دليل على ذلك، وغروس هو من رشح غوميز وقال لنا إنه أفضل من يخلفه ولقد اجتمعت به ووجدته مدربًا ممتازًا وواقعيًا، وكلامه منطقي ومعقول، وشرح لي طريقته في العمل، وأعجبتني كثيرًا، ولم أتوقع أنه مدرب واعٍ لهذه الدرجة، وأعتقد أنه سينجح مع الأهلي.
* لماذا أصرت إدارة الأهلي على الحكم الأجنبي فيما تبقى من مباريات الدوري، هل ذلك بسبب عدم الثقة في الحكم السعودي؟
- لا أبدًا فنحن في الأهلي نضع ثقتنا كلها في الحكم السعودي الذي بدأ يتطور كثيرًا، لكن البعض من المغرضين نشروا مقولة: «نريد دوري دون شبهات»، ولذلك فضلنا حكمًا محايدًا من أجل دوري دون شبهات، وحققنا الدوري بجدارة، ورغم ذلك أحب أن أقول: يجب أن نقف مع الحكم السعودي لأنه سيأتي يوم ويتطور ويصبح الأفضل.
* متى يبدأ إعداد الأهلي للموسم المقبل وأين سيقيم معسكره؟
- سنبدأ الإعداد للموسم مع بداية شهر يوليو (تموز) المقبل، وبداياتنا ستكون صعبة لأننا سنمر بفترة إجازة العيد بالإضافة إلى وجود 9 لاعبين في المنتخب، وإذا أضفنا عبد الفتاح عسيري وفهد المولد يعني 11 لاعبًا وأمامنا أيضًا مباراة السوبر في 8 أغسطس (آب)، وسيكون المعسكر في جدة أولا ثم أوروبا.
* هل صحيح أنك صارم في تعاملك مع اللاعبين إلى درجة أن البعض يتحاشى التعامل معك بشكل مستمر؟
- بالعكس علاقتي مع اللاعبين سمن على عسل، ونحن في منظومة لديها أسرار لا أحد يطلع عليها ولكن تطبيقي للنظام والعدل بين اللاعبين لا يعني أنني شخص قاسٍ عليهم، نعم أنا جدي وحازم حسب النظام.
* رُشِّحت أنت وعادل البطي لمنصب مدير المنتخب السعودي، هل تتمنى أن تعمل في هذا المنصب؟
- حتى الآن أنا لم أتلقّ أي عرض للعمل مع المنتخب، وقرأت في الإعلام مثل هذه الترشيحات، ولم يحدث شيء حتى الآن، وعمومًا لكل حادث حديث.
* برأيك لماذا تراجعت الكرة السعودية في العقدين الأخيرين؟
- السبب الرئيسي أن الاحتراف طُبّق بالمقلوب، بمعنى أنه بدأ في تطبيق أنظمة الاحتراف من قمة الهرم نزولا إلى القاع، فالاحتراف يحتاج إلى قاعدة قوية لكي ينمو ويكبر، ولا بد من الاعتناء بالنشء، ونحن بدأنا باللاعبين الكبار وهذا خطأ كبير، لأن اللاعب لم يتأسس بشكل جيد، والاحتراف لدينا احتراف مال ورواتب، وأكبر خطأ أن اللاعب يديره «إداري هاوٍ».
* هل تفكر في ترشيح نفسك لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم؟
- لم أفكر حتى الآن، وللترشح للرئاسة لا بد من دراسة وضع الاتحاد السعودي ومعرفة إمكانياته وإذا كان على الوضع الحالي فأعتقد أنه خطير، فلا بد أن يكون الاتحاد السعودي لدية موارد مالية قوية ووضع إداري قوي، فالاتحاد حتى الآن لم يصل إلى مرحلة الاعتماد على نفسه، والكوادر الحالية أو معظمها دخلت المجال الرياضي من أجل الوجاهة وخدمة أساميهم، وليس لخدمة الرياضة، فالكل يبحث عن صور ولقاءات في الصحف والقنوات.
* هل بحثتم كأهلاويين عن موارد مالية جديدة بدلاً من الاعتماد المستمر على الداعمين ومن ضمنهم الأمير خالد بن عبد الله؟
- المشكلة كبيرة وموجودة في كل الأندية، فالإيرادات أكبر من المصروفات بسبب التنافس بين أشخاص تسببوا برفع مبالغ عقود اللاعبين إلى أرقام فلكية، وهذا سبّب تراكم الديون في الأندية، إذ أصبحت ككرة الثلج وأصبحت الآن تتقلب وتهدم كل شيء، هناك منظمة تتابعك وهي «فيفا»، ولا بد من تسديد تلك الديون لأن حقوق اللاعبين والمدربين المتأخرة تكلفك الغرامات والعقوبات.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».