الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يكتمل قريبًا ويوفر 3 آلاف ميغاواط

مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط»: سننشئ 4 محطات نووية بتكلفة 16 مليار دولار

المجلس التنسيقي السعودي - المصري يلعب دورا مقدرا في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين (رويترز)
المجلس التنسيقي السعودي - المصري يلعب دورا مقدرا في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين (رويترز)
TT

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يكتمل قريبًا ويوفر 3 آلاف ميغاواط

المجلس التنسيقي السعودي - المصري يلعب دورا مقدرا في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين (رويترز)
المجلس التنسيقي السعودي - المصري يلعب دورا مقدرا في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين (رويترز)

أكد مسؤول مصري أن الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيكتمل خلال أشهر، ليمكن البلدين من تبادل 3 آلاف ميغاواط من الكهرباء، مشيرًا إلى أن حكومة بلاده وقّعت مع روسيا اتفاقيات لإنشاء 4 محطات نووية بتكلفة 16 مليار دولار، وسيبدأ تشغيل أولاها عام 2024.
وقال الدكتور حسن محمود حسنين، وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصري لـ«الشرق الأوسط»: «إن المجلس التنسيقي السعودي - المصري، يلعب دورا مقدرا في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، إذ إن الجانب السعودي يدرس الدخول في مجال إنشاء المحطات النووية لتوليد الكهرباء، ولغيرها من الاستخدامات السلمية الأخرى، ما يفتح المجال واسعًا للتعاون مع الجانب المصري في هذا المجال، من أجل تحقيق تنمية مستدامة واقتصاد مزدهر».
وأضاف أن العلاقات بين البلدين، تجعل من الرؤية السعودية نقطة التقاء وشراكات في المجالات كافة في ظل التقدم الكبير في مشروع الربط الكهربائي بين القاهرة والرياض، الذي يتقدم بخطى ثابتة وعزيمة قوية، لتبادل 3 آلاف ميغاواط بين البلدين نهاية المشروع، ويثمر عوائد اقتصادية ضخمة، وتوفير استثمارات استراتيجية كبيرة، ما يزيد من أهمية التعاون بين البلدين.
ولفت إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين الرياض والقاهرة مثال يحتذى به في شكل التعاون بين بلدين في إقليمين، مبينا أن تقدم الجانبين في المفاوضات المتعلقة بإنشاء محطات نووية، سيكون بمثابة لبنة جديدة في جدار التعاون بين الطرفين في المجال النووي وتوليد الكهرباء من المفاعلات النووية، باستخدام تكنولوجيا صناعة الطاقة النووية.
وتطرق إلى أن بلاده ستوقع مذكرة تفاهم قريبًا مع الأردن للتعاون في مجال الطاقة النووية والاستخدامات النووية، كما أن وفدًا مصريًا سيزور الإمارات للاطلاع على خبرتها فيما يتعلق بالرقابة النووية، وإدارة مشروع المحطة النووية، إلى جانب زيارة المحطة النووية في الإمارات، مؤكدًا السعي للتعاون مع السعودية في الإطار ذاته بعد تقدم المفاوضات المتعلقة بالطاقة النووية إلى مرحلة جديدة. وذكر أن العالم يتجه حاليًا لإنشاء محطات نووية، حيث إن هناك مئات المفاعلات التي يتم إنشاؤها على مستوى العالم، باعتبارها طاقة نظيفة ومجدية اقتصاديا، ومصر تعول على هذا النوع من الطاقة لأنها ليست دولة غنية بالمصادر البترولية والغاز الطبيعي، لافتًا إلى أن بلاده استفادت من الطاقة المائية في إنتاج كهرباء من المحطات المائية.
ولفت إلى أن قطاع الكهرباء المصري وضع استراتيجية لتنويع مصادر الطاقة والبدء في الاستفادة من الطاقات المتجددة، مثل الرياح والشمس، ومن محطات توليد الكهرباء من الفحم النظيف الصديق للبيئة، مشيرًا إلى أن هناك خطوات جادة في قطاع الكهرباء للبدء في تنفيذ استراتيجية لإنشاء محطات توليد الكهرباء من الفحم النظيف، إضافة إلى المحطات النووية.
وقال حسنين على هامش معرض ومؤتمر مستقبل الطاقة النووية السلمية «أتوم اكسبو 2016» الذي اختتم أعماله أخيرا بموسكو: «قطعنا شوطا كبيرا في المفاوضات مع الجانب الروسي ووقعنا عددًا من الاتفاقيات العام الماضي آخرها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، شملت اتفاقيتين حكومتين للتعاون في مجال إنشاء وتشغيل المحطات النووية، وستقوم شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية بتنفيذ 4 وحدات نووية في منطقة الضبعة قدرة كل واحدة منها 1200 ميغاواط»، مبينا أن 50 شركة مصرية تشارك في التنفيذ، حيث يوفر المشروع 3.5 ألف فرصة عمل.
وأوضح أن عقودًا تحتاج للتوقيع وما زالت الحكومة تراجع بنودها للتوقيع عليها خلال أشهر، مؤكدًا أن بلاده تحتاج إلى 8 أعوام لتشغيل أول وحدة وبعدها ستشتغل بقية الوحدات تباعًا حتى عام 2027. وتابع أن «العقود الموقعة مع الشركة الروسية، تؤكد تدشين أول مفاعل نووي العام الحالي، والثاني منتصف 2017، والثالث عام 2018، والرابع مطلع عام 2019. ومن المنتظر الانتهاء من تشغيل المحطة بكامل طاقتها بنهاية 2024»، مشيرًا إلى أن تكلفة إنشاء محطة الضبعة النووية تقدر بنحو 16 مليار دولار.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».