وزير الاقتصاد اللبناني: وجود «حزب الله» في سوريا عقبة بوجه العلاقات مع الخليج

حكيم قال لـ «الشرق الأوسط» إن الفراغ الرئاسي هو المرشح المفضل لدى الحزب

وزير الاقتصاد اللبناني: وجود «حزب الله» في سوريا عقبة بوجه العلاقات مع الخليج
TT

وزير الاقتصاد اللبناني: وجود «حزب الله» في سوريا عقبة بوجه العلاقات مع الخليج

وزير الاقتصاد اللبناني: وجود «حزب الله» في سوريا عقبة بوجه العلاقات مع الخليج

أشار وزير الاقتصاد اللبناني آلان حكيم، إلى أن الرشاوى الانتخابية في الاستحقاق البلدي وصلت إلى 72 مليون دولار، مؤكدًا أن حزب الكتائب الذي يمثله في الحكومة اللبنانية «أثبت وجوده أمام محدلة الثنائي المسيحي» المتمثل بحزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه النائب ميشال عون، وبالتالي «باتت الكتائب معادلة صعبة لن يكون من السهل تجاوزها».
وفي حوار مع «الشرق الأوسط»، قال حكيم إن الفراغ الرئاسي «هو المرشح المفضل لدى ما يسمى (حزب الله) الذي يناور على معطيات إقليمية»، معتبرًا أن صوت البطريرك الماروني بشارة الراعي «صوتٌ صارخ في البرية».
وأكد حكيم، أن غالبية الشعب اللبناني له علاقات أخوية مع المملكة العربية السعودية التي لم تتخلَ عن لبنان في أحلك الأزمات، لافتًا إلى أنّه لا يمكن أن تعود العلاقات مع دول الخليج إلى طبيعتها مع وجود ما يسمى «حزب الله» في سوريا.
وفيما يأتي نص الحوار:
* كيف تقرأون مسار الانتخابات البلدية؟ وهل أسست لواقع سياسي جديد؟
- الانتخابات البلدية هي انتخابات أساسية وعنصر من عناصر الديمقراطية. وعلى الرغم من المخالفات التي شابت هذه الانتخابات وعلى رأسها الرشاوى الانتخابية التي فاقت في المرحلتين الأولى والثانية الـ72 مليون دولار بحسب المنظمات المختصة، فإن هذه الانتخابات أسقطت حجة العامل الأمني، مما يجعل إجراء الانتخابات النيابية إلزاميًا في ظل قانون انتخابي جديد مبني على الدائرة الفردية.
الانتخابات البلدية هي عامل صحي للاقتصاد، تسمح بتداول السلطة مما يؤثر في ثقة المستثمر والمستهلك على حد سواء. أما لجهة الشعارات الإنمائية التي حملتها، فإنه يقع على عاتق هذه البلديات وضع وتنفيذ البرامج التي انتخب على أساسها ضمن نطاق صلاحياتها، وخاصة ملف النفايات الذي يشكل التحدي الأول لهذه البلديات.
* برأيك هل ثبتت مقولة أن العماد عون والدكتور جعجع يمثلان الأكثرية المسيحية من خلال التحالف الذي خاضا على أساسه تلك الانتخابات؟
- أعتقد شخصيًا أن مقولة هذه التبعية الحزبية لم تعد صحيحة لأن المنتخب اللبناني بات مهتمًا بالإنماء والوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد. وبالتالي، إنني لا أعتقد أن هذه المقولة صحيحة خاصة بعد ما رأيناه في سن الفيل وغيرها من المناطق. فقد أصبح المواطن واعيا لما يحدث من حوله ولقد باتت الكتائب معادلة صعبة لن يكون من السهل تجاوزها. لقد أثبت حزب الكتائب وجوده أمام محدلة الثنائي المسيحي حيث اختار الناس شعارات الكتائب في كل البلديات التي خاض فيها المعارك.
* ماذا عن الواقع الحكومي الحالي ولا سيما أن لك دورا ونقاشا دائما في جلسات مجلس الوزراء؟
- تعكس الحكومة الواقع السياسي اللبناني الراهن ولكن الكثير من الأزمات كانت ستجد حلولاً بسرعة أكبر لو كان مركز الرئاسة الأول غير شاغر. لقد أعطى تقسيم صلاحيات رئيس الجمهورية على الوزراء مجتمعين للوزير ذاته، وبالتالي آلية أخذ القرار ليست آلية ديمقراطية بكل ما للكلمة من معنى، خصوصا أن كل قرار بحاجة لإجماع مما يؤدي إلى عرقلة بعض الأمور.
إن المشكلة الأساسية في الحكومة الحالية هي أنها تتصدى لواقع تعس: فمن جهة لا تستطيع الاستقالة نظرا لشغور منصب رئيس الجمهورية، ومن جهة أخرى لا تستطيع القيام بالكثير لأنها تصطدم بالانقسام السياسي الحاد. وبالتالي نرى أن لبنان لم يعد يحتمل أزمة الشغور لما لها من تداعيات سلبية على عمل المؤسسات الدستورية وأنه يجب انتخاب رئيس للجمهورية لإدخال الحكومة في عهد جديد.
* إلى متى ستستمر هذه الحكومة؟
- إن هذه الحكومة مستمرة إلى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وذلك إلزاميا قبل إجراء الانتخابات النيابية لأن الدستور اللبناني لم يلحظ في أي مادة إمكانية إجراء انتخابات نيابية في ظل شغور رئاسي، فمن سيسهر على حسن تطبيق الدستور إذا كان منصب الرئاسة الأول شاغرا؟
* هل ترى أن إجراء الانتخابات البلدية سيسهل انتخاب رئيس جديد الجمهورية؟
- لقد أسست الانتخابات البلدية لفكرة أننا قادرون على الانتخاب، وبالتالي تداول السلطة في ظل الوضع الراهن. إلا أنه يبقى السؤال: هل تؤدي هذه الانتخابات البلدية إلى انتخابات رئاسية؟ في الواقع، لقد أدت هذه الانتخابات إلى المزيد من الضغط من الرأي العام على النواب لانتخاب رئيس للجمهورية وهذا الأمر يجب أن يحصل في ظل وجود المجلس الحالي.
* أين تكمن عقدة تعطيل الاستحقاق الرئاسي؟
- مما لا شك فيه أن المُعطل الأساسي هو ما يسمى «حزب الله» الذي أصبح لديه مرشحان من 8 آذار. وعلى الرغم من ذلك، يرفض النزول إلى المجلس، وبالتالي يبقى الفراغ هو المرشح المفضل لدى الحزب الذي يناور على معطيات إقليمية وخاصة ما يحصل في سوريا، إذ ستكون الحصيلة أكبر له باعتقاده في حال تطورت الأمور لصالح النظام السوري.
* هل سنرى قانونًا انتخابيًا جديدًا وانتخابات نيابية مبكرة، أم ماذا؟
- المشكلة في القانون الانتخابي هي أن كلا من الأفرقاء السياسيين يسعى للتوصل إلى قانون على قياسه، الأمر الذي يؤدي إلى غياب المصلحة العامة وبالتالي عدم التوصل إلى الاتفاق على قانون جديد.
نحن نعتقد أن القانون الانتخابي على أساس الدائرة الفردية هو أفضل تمثيل للشعب اللبناني ولا يصب إلا في مصلحة الوطن. وعليه، إن استمرار التباعد في الطروحات بين الأفرقاء بما يخص قانون الانتخاب، لا يبشر بقانون جديد في المدى القريب. بالتالي، لا أعتقد أنه ستكون هناك أي تطورات لناحية إقرار قانون انتخابي جديد أو إجراء انتخابات نيابية مبكرة ما لم يتم تغيير قواعد اللعبة.
نحن كحزب الكتائب، نرفض الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين ونرفض التمديد للمجلس النيابي لأن أي تمديد جديد سيقضي على مصداقية لبنان واقتصاده.
* كيف تصف علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج بشكل عام؟
- إن أغلبية الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية لها علاقات أخوية مع المملكة ولا تكنّ للمملكة إلا الودّ والمحبة. والأهم أن علاقتنا الاقتصادية والاجتماعية نابعة من منطلق الأخوة والتضامن. في الواقع، لم تتخلَّ دول الخليج وخصوصًا المملكة العربية السعودية عن لبنان في أحلك الأوقات. أنا شخصيًا ذهبت لرؤية سفيري المملكة والإمارات اللذين أكدا لي عدم وجود أي نية لطرد العمال اللبنانيين من الخليج وعلى ضرورة المحافظة على هذه العلاقات المتينة التي تجمعنا بهم.
* باعتقادك، هل تحسّن مسار هذه العلاقة بعد الأزمات التي تسببت بها مواقف وزارة الخارجية في المحافل العربية والإسلامية؟
- لا يمكن أن تعود العلاقات إلى طبيعتها مع وجود ما يسمى «حزب الله» في سوريا. في الواقع هناك ثمن سيدفعه لبنان نتيجة هذا التدخل. وهذا الثمن على عكس ما يعتقده الكثيرون، سيكون ثمنًا سياسيا وليس اقتصاديا. وبالتالي، سيكون هناك تغيير مُعين في مرحلة معينة تطال الواقع السياسي اللبناني. وأتمنى أن لا تتحمل الحكومة هذا الثمن.
إن علاقاتنا مع دول الخليج هي علاقات متينة وثمينة جدا وأتمنى على هذه الدول المساعدة لناحية إعادة تحفيز الاستثمارات والحركة السياحية في لبنان والتضامن مع لبنان الذي حافظ على هويته العربية رغم كل شيء.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».