فندق شذا يكشف عن جناح «تيارا» الملكي لزواره في شهر رمضان

يتطلع لتقديم مستوى عالٍ من الخدمة من خلال تجارب جديدة

فندق شذا يكشف عن جناح «تيارا»  الملكي لزواره في شهر رمضان
TT

فندق شذا يكشف عن جناح «تيارا» الملكي لزواره في شهر رمضان

فندق شذا يكشف عن جناح «تيارا»  الملكي لزواره في شهر رمضان

كشفت سلسلة فنادق «شذا» عن إطلاق أحدث مرافقها، المتمثل في الجناح الملكي، تحت مسمى جناح «شذا تيارا»، التي تم تصميمها وفقا لخطوط التراث العربي؛ بهدف إيجاد مناخ مختلف في المدينة المنورة.
وقال إبراهيم روبيو، المدير العام لفندق شذا المدينة، إن «فنادق شذا، تسعى لتقديم مستوى عالٍ من الفخامة، والمضي في التزامنا تجاه العملاء من خلال توفير تجارب ملكية لهم على الدوام. فبفضل امتداده على مساحة تفوق 450 مترا مربعا، يعتبر (شذا تيارا) الجناح الملكي الأكبر في المدينة المنورة، ويتخذ موقعا مثاليا كونه على بعد خطوات قليلة من المسجد النبوي، ما يناسب النزلاء، بخاصة خلال الشهر الفضيل، وعيد الفطر المبارك الذي يليه. ومع ثلاثة طوابق استثنائية، بما في ذلك الطابق الأول في المدينة، حيث لا يُسمح بالتدخين، ولاونج (شذا الحرير)المميز، نحن نتطلع إلى منح نزلائنا تجربة مميزة، لا تنسى في فندق شذا المدينة».
ويقدم فندق المدينة، وهو عضو في التحالف الفندقي العالمي، إقامة لمدة عشرة أيام في جناح «شذا تيارا» الذي يضم غرفتي ديلوكس متجاورتين. سيستمتع الضيوف داخل الجناح بإفطار، وسحور، ومأكولات من القائمة، تحمل جميعها توقيع طهاة مشهورين خلال فترة الإقامة بالكامل، كما سيكون باستطاعة النزلاء الاستفادة من خدمة سيارة الليموزين والسائق الشخصي في أي وقت كان، للقيام بجولات حسب الطلب، منها إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، وزيارة معالم المدينة، والنقل من المطار وإليه بسيارة الليموزين الفاخرة. كما سيتمكن النزلاء من دخول غرفة مكتبية خاصة ومجهزة بشكل جيد، إلى جانب غرفة طعام خاصة أيضا واستخدام غير محدود للاونج «شذا الحرير».
يُشار إلى أن «شذا للفنادق» التي جاءت وليدة مشروع مشترك بين فنادق كمبنسكي ومجموعة بروة العقارية، تجسد بامتياز أناقة الثقافة الشرقية وفخامتها وحفاوة ضيافتها. إنها أشبه بنفحة عصرية في عالم الفنادق الفاخرة، وهي تشيد بالماضي في إطار حديث، مع المحافظة على التقاليد الجوهرية بالنسبة إليها. وتعتز «شذا للفنادق» بعلامتها المميزة من حيث الابتكار في مجال الضيافة، وتلتزم بتوفير تجارب مميزة ولا تنسى لنزلائها. هذه السلسلة عضو في التحالف الفندقي العالمي، الذي يعتبر أكبر تحالف للفنادق المستقلة من فئة الخمس نجوم، كما أنها أول علامة تجارية عالمية للفنادق من فئة الخمس نجوم تستمد وحيها وطابعها كاملا من الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، ومناطق السلطنة العثمانية سابقا.
ويسعى فندق «شذا» إلى أن يقدم خدمة مختلفة عن باقي الفنادق العالمية من خلال اللوحات والتصميمات الرائعة التي تمكّن الضيف من التمتع بها خلال إقامته، وتكمن الفكرة في «شذا» في تعريف العالم والضيوف بما يزخر به العالم العربي، ولكن بطريقة عصرية تهم كل سائح وكل زائر ونازل.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».