افتتاح مطار عدن واستئناف رحلاته الأسبوع المقبل بشكل دائم

المقاومة تحمل شركة للمحروقات مسؤولية أزمة الكهرباء

افتتاح مطار عدن واستئناف رحلاته الأسبوع المقبل بشكل دائم
TT

افتتاح مطار عدن واستئناف رحلاته الأسبوع المقبل بشكل دائم

افتتاح مطار عدن واستئناف رحلاته الأسبوع المقبل بشكل دائم

أكد وزير النقل اليمني، مراد علي الحالمي، أن الأسبوع المقبل هو الموعد النهائي المقرر لاستئناف نشاط مطار عدن الدولي وبصورة دائمة واعتيادية. وقال الوزير الحالمي إن الأسبوع المقبل سيتم فيه افتتاح المطار أمام الرحلات الجوية وبشكل رسمي ونهائي ووفق الرحلات المقررة في البرنامج، مضيفًا أن معاودة المطار لرحلاته «هذه المرة ستكون عودة دون توقف بإذن الله تعالى»، داعيًا الجهات الأمنية في العاصمة المؤقتة، إلى مضاعفة جهودها لتأمين المطار ومحيطه، وأن وزارته ستبذل قصارى جهدها للقيام بواجبها على أكمل وجه.
وأشار الوزير إلى قيامه بتحركات عدة، لبحث سبل استئناف الرحلات الجوية إلى المدينة، لافتًا إلى تواصله المستمر مع السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ورئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر اللذين كان دورهما كبيرًا لإعداد وتأهيل المطار. وكان قد قام الوزير بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال اليومين الماضيين.
وثمن الوزير جهود الرئاسة والحكومة ودولة الإمارات التي تكللت جميعها بانتشال القطاعات الخدمية وقطاع النقل في اليمن على وجه التحديد، موضحًا أن تلك الجهود كان أثرها كبيرًا في إعادة تطبيع القطاعات الخدمية.
وتابع الوزير الحالمي أن الأشقاء اﻹماراتيين منذ اليوم الأول لتحرير عدن والمدن الجنوبية، وضعوا عدن نصب أعينهم وجعلوا يزرعون البذرات الأولى في القطاعات الخدمية للمدينة، وكان مطار عدن الدولي أولى تلك اللبنات التي وضعت اليد الإماراتية عليها، وبدأت عملية إعادة التأهيل للمطار جنبًا إلى جنب مع باقي القطاعات الخدمية لعاصمة الشرعية، وها هي تشارف على الانتهاء. وبشر الوزير مراد الحالمي كل المواطنين بأن عودة مطار عدن لرحلاته هذه المرة ستكون نهائية ودون توقف مستقبلاً.
إلى ذلك، حملت قيادات المقاومة الجنوبية بعدن رجل الأعمال اليمني (أ. أ) المالك للشركة التي قيل إنها تسببت بأزمة الوقود الأخيرة بعدن، مسؤولية الأزمة.
وقال بيان صحافي لقيادات المقاومة الجنوبية في العاصمة المؤقتة عدن، إنه تم ذلك بعد سلسلة من الاجتماعات لقيادات المقاومة الجنوبية على مدى يومين متواصلين لبحث ونقاش أسباب الأزمة المفتعلة بخصوص المشتقات النفطية، التي تسببت في إزهاق كثير من الأرواح والأبرياء من المواطنين من أبناء عدن ومحافظات الجنوب المجاورة.
وكانت «الشرق الأوسط» قد ذكرت أن شركة استيراد المحروقات رفضت إفراغ حمولة إحدى سفنها من الديزل على الرغم من نفاده من الأسواق والحاجة الماسة له لتشغيل محطات الكهرباء ومولدات الكهرباء في البيوت والمستشفيات. وقيل إن هناك خلافًا بين الشركة مالكة السفينة وبين سلطات الميناء ومصفاة عدن حول تكلفة الشحنة نتيجة اختلاف في صرف السعر الرسمي بعد تدهور الريال اليمني أمام الدولار.
وأضاف البيان أنه بعد اطلاع قيادات المقاومة الجنوبية على الوثائق والمستندات خلال الاجتماع مع وكلاء المحافظة والمسؤولين المعنيين من شركة النفط وشركة مصافي عدن، «تأكد تورط الشركة وثبت افتعالها الأزمة الحالية التي نتج عنها إزهاق الأرواح والأبرياء من مواطني شعبنا بالعاصمة عدن والجنوب عامة».
وتابع: «انطلاقًا من مسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية والوطنية المترتبة على عاتقنا كمقاومة جنوبية بالعاصمة عدن، فإننا نؤكد أن يتم إحالة ملف إفراغ شحنة الوقود الملتزمة بتوفيرها الشركة، من قبل الجهات المعنية وذات الاختصاص وعلى رأسها شركة النفط وشركة مصافي عدن، من خلال اتخاذهم الإجراءات القانونية بتفريغ الشحنة مع عدم المساس لأي ضرر بمصلحة ميناء عدن وسمعته وملاحيته الإقليمية والدولية المشهود لها تاريخيًا».
وكشفت أن اتخاذها مثل هذا الإجراء جاء بعد أن تبين لقيادات المقاومة الجنوبية في عدن سوء النية المبيتة لجر المقاومة الجنوبية إلى مربع آخر لا يخدم مصلحة ميناء عدن والجنوب عامة، ومن باب الشراكة والمصلحة الوطنية بين المقاومة الجنوبية والسلطة المحلية نضع كل ما تم كشفه من حقائق أمام اللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن لوضع يده بيد المقاومة الجنوبية وقياداتها لوضع حد لإنهاء هذه الأزمة المفتعلة وعدم تكرارها.
وقال القيادي في المقاومة الجنوبية، خالد مسعد علي لـ«الشرق الأوسط» إن قيادة المقاومة الجنوبية التي تداعت من مختلف المحافظات الجنوبية المحررة وقفت أمام تداعيات القضية بكل أسبابها ومسبباتها، مؤكدًا اتفاق القيادة على الجلوس مع السلطة المحلية بالعاصمة عدن لكشف ملفات فساد أخرى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.