ناشط مدني: حرف الـ«م» يُرعب مسلحي {داعش} في الموصل

مسلحون مجهولون يقتلون يوميًا عناصر من التنظيم وناشطيه

ناشط مدني: حرف الـ«م» يُرعب مسلحي {داعش} في الموصل
TT

ناشط مدني: حرف الـ«م» يُرعب مسلحي {داعش} في الموصل

ناشط مدني: حرف الـ«م» يُرعب مسلحي {داعش} في الموصل

ذكرت مصادر مطلعة على الأوضاع داخل مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، أن حركة مقاومة التنظيم من قبل أهالي المدينة تتسع يوما بعد يوم، وأشارت إلى أن جدران أبنية المدينة لا تكاد تخلو من شعارات مناهضة لـ«داعش» أبرزها كتابة حرف الـ«م» أي مقاومة أو مواجهة، مبينة أن الموصل باتت على موعد مع ثورة واسعة ستندلع قريبا بوجه التنظيم ومسلحيه.
وقال ناشط مدني في اتصال مع «الشرق الأوسط» من داخل الموصل، مفضلا عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: «لا تخلو جدران الأبنية داخل مدينة الموصل من كتابة حرف الـ(م) عليها؛ حيث بدأت كتائب مقاومة التنظيم المسلحة والمدنية بحملة مكثفة لكتابة هذا الحرف الذي يعني المقاومة والمناهضة ومواجهة تنظيم داعش على المباني والمنازل كافة في الموصل، في جانبيه الأيمن والأيسر، وغالبيتها كُتبت إلى جانب الحروف الأخرى التي كتبها «داعش» مسبقا على بيوت المسيحيين والمهجرين الآخرين بعد أن استولى عليها.
وكُتب حرف «م» على بيوت قادة «داعش» أيضا، وهي رسالة يوجهها الموصليون إلى العالم مفادها أنهم يرفضون وجود «داعش»، وفي الوقت ذاته تعتبر حربا إعلامية ضد التنظيم، وهي «بداية شرارة الثورة التي ستكتسح (داعش) قريبا»، حسب المصدر.
وأشار الناشط بالقول: «التنظيم يسيطر على المدينة بقوة السلاح والإعدامات وقمع الأهالي»، مبينا أن «تصاعد عمليات المقاومة داخل الموصل أربكت التنظيم خاصة بعد كتابة شعارات مناهضة له على جدران منازل قياداته البارزين في الموصل، وأنه بدأ بمراقبة المناطق أكثر من السابق عن طريق تكثيف عدد جواسيسه في المدينة». لا يَمُر يوم في مدينة الموصل وإلا يُقتل فيه نحو عشرة مسلحين أو أكثر من مسلحي «داعش» على يد جماعات مسلحة غير معروفة، وغالبية القتلى هم من قادته العراقيين والأجانب، هذا إلى جانب من يُقتل منهم في قصف طيران التحالف الدولي.
بدوره أوضح الشيخ ثائر عبد الكريم وطبان الجربا، أحد شيوخ قبيلة شمر، لـ«الشرق الأوسط»: «كتائب النبي يونس والكتائب الأخرى التي تقاوم (داعش)، وتتألف من أبناء الموصل هي التي أطلقت حملة الـ«م» ضد تنظيم داعش، ومقاتلي هذه الكتائب تجوب الموصل ليل نهار، وتكتب على جدران أبنيتها حرف (م) وشعارات أخرى مناهضة لـ(داعش)، متحدية التنظيم ومسلحيه، هذه الكتائب تقتل يوميا كثيرأ من مسلحي التنظيم، وتستهدف بالأخص قادتهم، وتنفذ عمليات ضد التنظيم داخل المدينة وخارجها أيضا»، مضيفا أن «(داعش) منهارة تماما في الموصل، والمدينة أصبحت على موعد مع اندلاع ثورة قوية وواسعة ضد التنظيم قريبا».
وعن الأوضاع المعيشية التي يعيشها الموصليون في ظل «داعش»، كشف الجربا بالقول: «هناك مجاعة متفشية بين المواطنين، وأسعار المواد الغذائية ارتفعت إلى مستويات خيالية، بحيث وصل الكيلوغرام الواحد من السكر إلى نحو 100 ألف دينار عراقي، بينما يواصل مسلحو (داعش) أخذ الإتاوات من المواطنين، حتى أن مسلحي التنظيم هاجموا بيوت المواطنين في حي التنك في الموصل وأخذوا المواد الغذائية منها بالقوة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.