رغم أنني لا أريد أن أفسد الفرح، دعوني أقل إن هناك احتمالاً أن يكون لقرار مدرب المنتخب الإنجليزي روي هودجسون بالدفع بخمسة مهاجمين لدعم هجوم فريقه في منافسات يورو 2016 نتائج عكسية، كما حدث مع سلفه كيفن كيغان في الماضي.
تبدو نغمة الحديث سلبية، خصوصًا في ضوء شجاعة هودجسون في تعمده أن يكون ربع قائمة أسماء الفريق من اللاعبين الذين يشغلون مركز قلب الهجوم. وسبق لهودجسون التصويت للاعب الأرجنتيني مدافع برشلونة خافيير ماسكيرانو للفوز بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها الفيفا، واعتبره أفضل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، وكذلك اعتبر المدرب ديف سيكتون من بين أعظم مدربي الكرة في التاريخ (سيكتون درب تشيلسي ومانشستر يونايتد خلال الستينات والسبعينات والثمانينات).
كيف لنا إذن أن نوازن بين نزعة مقاومة التغيير التي وُصم بها المدرب وضمه لهاري كين وجيمي فاردي وواين روني ودانيل ستوريدج وماركوس راشفورد المقرر وجودهم في قائمة الفريق الذي سيوجد في مدينة شانتيلي الفرنسية الأسبوع المقبل.
بالتأكيد سوف يكون الفريق الإنجليزي في هيئة أفضل مما كان عليها عندما تولي هودجسون القيادة خلفا لفابيو كابيلو وخاض المدرب الإنجليزي غمار منافسات يورو 2012 مع المهاجمين واين روني، وأندي كارول، وداني ويلبيك، وجيرمين ديفو. ولكي لا ننسى، كان روني موقوفا في أول مباراتين، وسجل اللاعبان كارول وويلبيك هدفي إنجلترا في البطولة، في حين لم يشارك ديفو أساسيًا في أي من مباريات الفريق الإنجليزي خلال العشرين شهرًا الماضية. وبعد أداء محبط آخر في البطولات الكروية، اعتبر هودجسون أن الفريق ظهر بشكل غير مرضٍ بسبب النقص الواضح في المهاجمين.
وبعد مرور أربع سنوات، اتسمت اختيارات هودجسون بروح المغامرة الكبيرة، ربما منذ قيام المدرب كيغان بضم الآن شيرر ومايكل أوين وروبي فاولر وايميل هيسكي وكيفين فيليبس ضمن خط الهجوم لمنافسات يورو 2000 التي شهدت خروج الفريق من مرحلة المجموعات الأولى. سجل كين وفاردي الكثير من الأهداف في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي تتساوى مع ما سجله فريق مانشستر يونايتد كاملا طوال الموسم. شارك روني في 12 لقاء من 15 لقاء خاضها المنتخب الإنجليزي منذ كأس العالم الأخيرة، ويتمتع ماركوس راشفورد بالموهبة والقوة، ومن خلال ما شاهدناه حتى الآن، يتمتع اللاعب بالقدرة على مقاومة الانفعال، وعليه فربما حان الوقت الآن لإعطاء دانييل ستوريدج بعض الراحة، فالإصابة التي لحقت به قد يكون لها تأثير على جاهزيته، لكن هودجسون كثيرا ما امتدح ستورديدج بوصفه أفضل من ينهي الهجمات بين جميع مهاجمي الفريق في ظل تسجيل مهاجم ليفربول لثمانية أهداف منذ شهر مارس (آذار) الماضي. ومن بين جميع مهاجمي المنتخب الإنجليزي كان كين الوحيد الذي تفوق على دانيل ستوريدج في الشهرين الماضيين.
الجانب السلبي هو أن الفريق الإنجليزي بدا متثاقلاً بعض الشيء عندما اكتفى هودجسون بضم ثلاثة لاعبين فقط في مركز قلب الدفاع بعد عودة لاعب الوسط إيريك داير إلى الخلف في حالات الضرورة، مما يعطي مساحة أكبر وحرية حركة لزميله في مركز الجناح. بكل تأكيد، سوف يتعين على هودجسون الإجابة عن استفسارات عن عدم التوازن في حال عدم سير المباريات بشكل جيد، وبالتأكيد سوف يكون الرهان محسوبا بشأن وجود ثمانية لاعبين يميلون للدفاع من إجمالي عشرون لاعبا جرى اختيارهم للقائمة (باستثناء حراس المرمى المختارين الثلاثة).
من الغريب أن ينتقد هودجسون في الماضي لكونه مقاومًا للتغير، ثم ينتقد الآن بسبب إظهاره لروح المغامرة والاندفاع الهجومي، ولذلك فالخياران متاحان أمام إنجلترا، القوة الهجومية التي يمكن للفريق الإنجليزي بها أن يكون مصدر قلق لأقوى المنافسين. عندما تم سؤال هودجسون قبل مباراة البرتغال الودية الأخيرة أول من أمس عما إذا كان بالإمكان حشر اسم روني وكين وفاردي في تشكيل الفريق، كانت إجابته: «بالطبع».
يعتقد الجميع أن ستوريدج لا يريد أن يبدو ذلك الشخص الغريب، في حين أن راشفورد ينتظره الكثير، حتى وإن جاء خامسا في ترتيب الاختيارات، ولا يجب أن ننسى أن رحيم استيرلينغ بدأ مباراة أستراليا الودية كمهاجم.
ربما أفضل أسلوب لتحقيق ذلك هو تقييم خيارات إنجلترا الهجومية مقابل خيارات ألمانيا بطلة العالم التي يضع موقعها الإلكتروني المهاجمان ماريو غوميز وماريو غوتزه وليروي سانيه ضمن خط هجوم فريق المدرب يواكيم لوف. في الحقيقة، فإن غوميز بطبيعته هو قلب الهجوم الحقيقي، في حين أن غوتزه وسانيه لاعبا خط وسط مهاجمان، ولم يشارك سانيه سوى في مباراتين دوليتين فقط.
تلك هي فقط بعض سمات الفرق الكبرى، فبالإضافة إلى أوليفر جيرو الذي يعتبر المهاجم الصريح في الفريق الفرنسي، لا يوجد سوى أندريه بيير غينياك الذي قضى العام الماضي يلعب لنادي نانيل المكسيك. ولا شك غرازيانو بيلي مهاجم قدير في نادي ساوثهامبتون، لكن من الصعب تخيله في أي وقت غير هذا الوقت كأحد المهاجمين الإيطاليين، وإسبانيا كذلك لا تملك تلك القائمة المرعبة من اللاعبين. سوف تشمل قائمة المهاجمين لديهم اللاعبين ألفارو موراتا الذي يلعب ليوفنتوس، ونوليتو لاعب سيلتا فيغو، وأريتز أدوريز الذي يبلغ عمره 35 عاما والذي كان قريبا من إنهاء مسيرته قبل أن يلفت أنظار المدرب فيسنتي ديل بوسكي بداية العام الحالي بعد موسم حفل بـ36 هدفًا لفريق أتليتكو بلباو.
كان لقاء البرتغال الودي على ملعب ويمبلي أول من أمس فرصة كي يجرب هودجسون روني وكين وفاردي. فقد أثبت كين وفاردي قبل مواجهة البرتغال قدرتهما على اللعب كمهاجمين منفصلين، في حين يستطيع روني التراجع إلى الخلف للمركز رقم 10، وهو المركز الذي شغله باقتدار ديلي ألي في الفريق الإنجليزي، وان كان مستواه في لقاء البرتغال بدا غير مقنع. من المؤكد أن هودجسون لم تتح له كل تلك الخيارات الهجومية من قبل، وقد اشتكى من قبل من اتهامه بأنه مدرب متحفظ غير قابل للتغير، وكان من ضمن الرسائل التي خرجت عن معسكر المنتخب الإنجليزي هي أن عمله ينصب على تكوين فريق هجومي قوي، لا على تأسيس تعاون بينه وبين جهازه التدريبي المعاون. ركز هودجسون كل تركيزه على خط هجوم الفريق، بيد أنه قامر بدفاعاته، ويبقى أن ننتظر لما ستسفر عنه تلك النزعة، وعليه لا يستطيع أحد أن يتهمه بنقص أسلحته الهجومية.
وفرة خيارات هودجسون الهجومية.. نعمة أم نقمة على المنتخب الإنجليزي؟
قرار المدرب الدفع بـ5 مهاجمين في يورو 2016 قد يأتي بنتائج عكسية
وفرة خيارات هودجسون الهجومية.. نعمة أم نقمة على المنتخب الإنجليزي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة