اتفاق «مظلة» بين بروكسل وواشنطن لحماية البيانات الشخصية لمواطني الاتحاد الأوروبي

اتفاق «مظلة» بين بروكسل وواشنطن لحماية البيانات الشخصية لمواطني الاتحاد الأوروبي

يشمل جمع المعلومات للوقاية أو التحقيق والملاحقة القضائية في الجرائم الكبرى

اتفاق «مظلة» بين بروكسل وواشنطن لحماية البيانات الشخصية لمواطني الاتحاد الأوروبي
TT
20

اتفاق «مظلة» بين بروكسل وواشنطن لحماية البيانات الشخصية لمواطني الاتحاد الأوروبي

اتفاق «مظلة» بين بروكسل وواشنطن لحماية البيانات الشخصية لمواطني الاتحاد الأوروبي

أعلن الاتحاد الأوروبي أمس، عن التوقيع مع الولايات المتحدة الأميركية على اتفاق «مظلة»، الذي يتضمن إطارا شاملا لحماية البيانات الشخصية، ويحسن الاتفاق، التعاون في مجال إنفاذ القانون الجنائي وأيضًا حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي من خلال توفير المساواة في المعاملة مع مواطني الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بحقوق الانتصاف القضائية أمام المحاكم الأميركية. وقع الاتفاقية وزير العدل الهولندي إردبان ديرستور الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد ومعه المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون العدل فيرا جوروفا بينما وقعت عن الجانب الأميركي لوريتا لينش النائب العام، وقال الوزير الهولندي: «الاتفاق سيعمل على تحسين التعاون بين سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عند مكافحة الإرهاب والجرائم الكبيرة الأخرى، وسيضمن الاحترام الكامل للحقوق الأساسية، كلما جرى نقل البيانات الشخصية بين الجانبين».
ويشمل الاتفاق جميع البيانات الشخصية المتبادلة بين الشرطة وسلطات العدل الجنائية من الجانبين، لغرض الوقاية، والتحقيق والكشف، والملاحقة القضائية للجرائم الجنائية، بما في ذلك الإرهاب وفضلا عن أنه سوف يسهم في تيسير التعاون في مجال إنفاذ القانون، فإنه سيوفر الضمانات القانونية لنقل البيانات، وتشمل على سبيل المثال، حدودًا واضحة على استخدام البيانات، والحصول على موافقة مسبقة قبل نقل أي بيانات، والتزام بتحديد فترات الاحتفاظ بالبيانات، وحق الوصول إلى تلك البيانات، وغيرها.
وجاء الإعلان عن توقيع الاتفاق في اليوم الثاني من أعمال الاجتماع الوزاري النصف سنوي للشؤون الداخلية والعدل، بين الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، والذي انطلق الأربعاء يستمر على مدى يومين. وانعقد الاجتماع في أمستردام عاصمة الرئاسة الهولندية الحالية للاتحاد الأوروبي، للتشاور بشأن التعاون بين الجانبين في قضايا الداخلية والعدل، وسيتم بحث الوضع الحالي للعلاقة بين الطرفين وسبل تعزيزها. ويعتبر هو الاجتماع الأول من نوعه على هذا المستوى بين الجانبين في أعقاب تفجيرات بروكسل في مارس (آذار) الماضي، وتصدر ملف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله أجندة النقاش، هذا بالإضافة إلى ملف حماية البيانات الشخصية للمواطنين الأوروبيين، وقضايا أخرى، بحسب مصادر مقربة من المؤسسات الاتحادية في بروكسل. وفي نهاية الأسبوع الماضي طالب أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل، المفوضية الأوروبية، باستمرار التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية لمعالجة «القصور» في اتفاق بين الجانبين تحت اسم «درع الخصوصية» لحماية البيانات الشخصية لمواطني الاتحاد الأوروبي والتي تنقل إلى واشنطن. ودار نقاش قبل التصويت على قرار حول هذا الصدد، وركز النواب خلاله على حماية البيانات المنقولة إلى واشنطن لاستخدامها في أغراض تجارية. وصوت 501 عضو لصالح القرار «غير التشريعي» نهاية الأسبوع الماضي في بروكسل بينما رفضه 119 عضوًا وامتنع 31 عن التصويت.
وتضمن القرار الترحيب بجهود المفوضية الأوروبية، والإدارة الأميركية لتحقيق «تحسن كبير» في اتفاق «درع الخصوصية»، الذي حل محل اتفاق سابق يعرف باسم «الملاذ الآمن»، ولكن نواب البرلمان قالوا في نص القرار، إنهم قلقون بسبب «القصور» في الاتفاق الجديد الذي تتفاوض بشأنه المفوضية حاليا مع واشنطن، ومن بين أوجه القصور، إمكانية وصول السلطات الأميركية للبيانات المنقولة في إطار درع الخصوصية، وإمكانية جمع هذه البيانات في بعض الحالات، التي لا تتوفر فيها شروط الضرورة والتناسب، والتي تضمنها ميثاق الاتحاد الأوروبي.
وأكد النواب على أن درع الخصوصية يعطي وكالات حماية البيانات في الدول الأعضاء، دورا بارزا في عمليات البحث والدراسة في طلبات تتعلق بحماية البيانات، وممارسة دورها في إلغاء أي عملية لنقل البيانات، على أن تقوم المفوضية الأوروبية بإجراء تقييم على فترات حول مدى ملائمة درع الخصوصية.
وفي النصف الثاني من مارس الماضي بدأ النقاش داخل البرلمان الأوروبي ببروكسل، حول الاتفاق الذي يتعلق بتبادل البيانات الشخصية للمواطنين عبر الأطلسي في إطار مكافحة الإرهاب. وقال البرلمان الأوروبي في بروكسل إن النقاش جرى داخل لجنة الحريات المدنية، حول الاتفاق الجديد في هذا الصدد، وشارك في النقاش ممثلون عن المفوضية الأوروبية وفعاليات مختلفة ذات الصلة بالاتفاق الجديد وتداعياته، وأشار البرلمان إلى أن عددا من نواب البرلمان الأوروبي أظهر تخوفا نسبيا من بعض بنود الاتفاق الجديد. وفي فبراير (شباط) الماضي جرى الإعلان في كل من بروكسل وواشنطن، عن التوصل إلى اتفاق على إطار جديد، وذلك بدلا من الاتفاق السابق، الذي رفضته المحكمة الأوروبية، وطالب البرلمان الأوروبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتعليق العمل به، على الرغم من أحد الأهداف الرئيسية للاتفاق، والمعلنة، كان مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وفي مارس الماضي، قالت مفوضة العدل في الاتحاد الأوروبي فيرا جوروفا، إن الصفقة الجديدة ستحمي الحقوق الأساسية للأوروبيين عند نقل بياناتهم الشخصية إلى الشركات الأميركية. وأشارت جوروفا إلى أن «الولايات المتحدة قدمت لأول مرة على الإطلاق، تطمينات ملزمة للاتحاد الأوروبي، بأن اطلاع السلطات العامة على تلك المعلومات لأهداف الأمن القومي سيخضع لقيود واضحة، وآلية محددة للضمانات والرقابة». وكانت محكمة العدل الأوروبية قضت في أكتوبر الماضي ببطلان اتفاقية «الملاذ الأمن» ومدتها 16 عاما بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وسيضع الاتفاق «درع الخصوصية»، فور دخوله حيز التنفيذ نهاية لفترة من عدم اليقين أثارت احتمالية الطعن قانونيا من جانب أشخاص في أرجاء الدول الـ28 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي من القلقين بشأن قضية الخصوصية تلك. وقال أندروس أنسيب، المفوض الأوروبي المسؤول عن السوق الرقمي الموحد «على مواطنينا أن يكونوا على يقين من أن بياناتهم الشخصية محمية تماما، وأعمالنا التجارية، لا سيما أصغرهم حجما، لديهم الثقة القانونية الذي يحتاجونها لتنمية أنشطتهم عبر المحيط الأطلسي».
وأضاف أنسيب أن الإطار الجديد سيضمن ضوابط وتوازنات صحيحة للمواطنين الأوروبيين.. مؤكدًا أن «الاتفاقية الجديدة تحتوي على تحسينات كبيرة عن الاتفاق السابق، الذي أبرم في بداية ظهور الإنترنت مطلع هذا القرن. وأشار إلى أن هذه الاتفاقية أفضل بكثير مما كانت لدينا في عام 2000».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT
20

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».