قيادة العمليات المشتركة: القوات العراقية تواصل التقدم إلى وسط الفلوجة

الجبوري يتحدث عن تجاوزات الشرطة بحق المدنيين.. ومصير 73 من النازحين مجهول

قيادة العمليات المشتركة: القوات العراقية تواصل التقدم إلى وسط الفلوجة
TT

قيادة العمليات المشتركة: القوات العراقية تواصل التقدم إلى وسط الفلوجة

قيادة العمليات المشتركة: القوات العراقية تواصل التقدم إلى وسط الفلوجة

قالت قيادة العمليات المشتركة العراقية بأن القوات العراقية مستمرة في التحرك صوب مدينة الفلوجة لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش مؤكدة وصول القطعات العسكرية إلى أماكن قريبة جدًا من مركز المدينة خصوصًا من المحورين الغربي والجنوبي. وفي حين تحدث رئيس البرلمان سليم الجبوري عن وجود تجاوزات للشرطة بحق المدنيين في الفلوجة، تصاعدت المطالب بكشف مصير 73 مواطنا من أهالي مدينة الفلوجة، فقد أثرهم بعد قليل من خروجهم مع عوائلهم هربا من المعارك، مع بداية العمليات العسكرية.
وذكرت مصادر عراقية مطلعة أن القوات العراقية تتحرك صوب قرية الصقلاوية شمالي الفلوجة التي ما زالت تخضع لسيطرة «داعش» مقتربة من معقل التنظيم. وقالت مصادر عسكرية عراقية بأنها تتوقع استعادة السيطرة على القرية في غضون الساعات المقبلة. وقال المتحدث الرسمي بلسان قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية العراقية تواصل تقدمها لتحرير مدينة الفلوجة من قبضة التنظيم من الاتجاهات الأربعة». وقال الزبيدي بأن التحرك العسكري هناك له حسابات خاصة في عمليات التقدم السريع ودخول مركز المدينة، بسبب تواجد عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة يمنعهم تنظيم داعش من الخروج بسبب استخدامهم كدروع بشرية. وأضاف الزبيدي أن القوات مستمرة بعمليات التقدم من جميع المحاور الأربعة للمدينة حيث وصلت قوات جهاز مكافحة الإرهاب ومقاتلو عشائر الأنبار إلى أقرب نقطة لمركز المدينة حيث لا تبعد سوى 700 متر عنها بعد تمكنها من الوصول إلى حي الشهداء أحد الأحياء السكنية في داخل المدينة، بينما وصلت قوات الفرقة الثامنة للجيش العراقي إلى ضفة نهر الفرات بعد أن تمكنت من تحرير قرى وأراضٍ شاسعة.
والتقت قوات الفرقة السادسة مع قوات الفرقة 14 عند الجهة الغربية لجسري الفلوجة القديم والجديد بانتظار عبور الجسر والدخول إلى المدينة، بينما تواصل الأفواج القتالية لشرطة الأنبار بقيادة الفوج التكتيكي وقوات الشرطة الاتحادية من عمليات التقدم من المحورين الشرقي والشمالي لمدينة الفلوجة بعد أن تم تحرير مناطق العبيدات والشيحة. وأشار الزبيدي أن القوات العراقية تواجه محاولات لعرقلة التقدم من قبل مسلحي تنظيم داعش باستخدامه للسيارات المفخخة والقصف بواسطة قذائف الهاون ونشر القناصين عند مداخل المدينة.
وأشار الزبيدي إلى أن «القوات الأمنية العراقية ما زالت تواصل الجهد من أجل إخلاء المدنيين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة، حيث تمكنت القوات من إنقاذ أكثر من 7500 شخص ونقلهم إلى الأماكن الآمنة بعد أن تمكنوا من الإفلات من قبضة التنظيم، فيما لا تزال عمليات خروج العائلات مستمرة خصوصًا بعدما ركز مسلحو التنظيم اهتمامهم على تقدم القوات العسكرية ووصولها إلى مداخل المدينة الأمر الذي مكن المدنيين من الهرب من قبضة التنظيم».
ولا يزال مصير 73 مواطنا من أهالي مدينة الفلوجة يشكلون الدفعة الأولى التي تمكنت من الخروج مع عوائلهم من داخل المدينة مع بداية العمليات العسكرية، غامضا. وأكد عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار أحمد عطية السلمان لـ«الشرق الأوسط» أن «من بين الأمور التي باتت مصدر قلق اختفاء 73 رجلا من أهالي الفلوجة كانوا قد خرجوا مع عوائلهم عند بدء العمليات العسكرية من أطراف الفلوجة، وقد تم فرز الرجال عن النساء والأطفال وتم نقل النساء والأطفال إلى مناطق آمنة بعد تسليمهم إلى محافظة الأنبار ثم نقل الرجال إلى مكان لم يتسنَّ لنا الحصول على معلومات عنه حتى الآن». كما قال السلمان إن «المشكلة تتعلق بتعدد الجهات التي تتولى عمليات التحقيق أو الاحتجاز وهو ما تحدثنا به مع رئيس الوزراء، حيث وجدنا أن كل جهة تحاول إلقاء اللوم على الجهة الأخرى مما يزيد الوضع غموضا»، موضحا أن «اختفاء الـ73 رجلا وشابًا لا نريده أن يُضاف إلى أكثر من 2200 مواطن تم اعتقالهم منذ شهور عند بحيرة الرزازة، ولم نعرف حتى الآن أي معلومات عن مصيرهم، في حين إننا نملك قوائم بأسمائهم»، موضحا أن «رئيس الوزراء حيدر العبادي شكل أخيرا لجنة تحقيق بهاتين الحالتين وبانتظار نتائج التحقيق». من جهته دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إلى ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين ومسار الجانب الإنساني. وقال الجبوري في بيان له أمس إن «هناك معلومات تشير إلى بعض التجاوزات التي ارتكبها أفراد في جهاز الشرطة الاتحادية وبعض المتطوعين أدت إلى انتهاكات بحق مدنيين، وإن هذه الأفعال تسيء إلى التضحيات التي يقدمها هذا الجهاز وجميع القوات المقاتلة». وحث الجبوري رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي على تعقب هذه الممارسات ومعالجتها بحزم وسرعة، تلافيًا لتداعياتها وحفاظا على الانتصارات التي حققتها القوات العراقية، على حد وصفه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.