طيران التحالف يعاود غاراته على مواقع الميليشيات في شبوة

تفشي وباء «حمى الضنك» وتسجيل ألف حالة في مديريات بيحان

طيران التحالف يعاود غاراته على مواقع الميليشيات في شبوة
TT

طيران التحالف يعاود غاراته على مواقع الميليشيات في شبوة

طيران التحالف يعاود غاراته على مواقع الميليشيات في شبوة

عاود طيران التحالف العربي، أمس الخميس، شن غارات جوية مكثفة على تعزيزات ومواقع الميليشيات الانقلابية في مناطق السليم وحيد بن عقيل والعلم شرق بيحان بمحافظة شبوة، بعد توقف أسابيع منذ سريان هدنة مفاوضات الكويت منتصف الشهر الماضي.
واستهدفت الغارات، أمس الخميس، التعزيزات القادمة من محافظتي البيضاء ومأرب، في ظل احتدام المعارك بين ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة، والمقاومة والجنوبية والجيش الوطني من جهة ثانية، بعد أيام من تمكن المقاومة والجيش من تحرير 12 موقعا ومنطقة كانت تحت سيطرة الميليشيات منذ أكثر من عام.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال القيادي في المقاومة الجنوبية بمديريات بيحان الثلاث، الشيخ مساعد عمير الحارثي، إن المعارك التي تشهدها جبهات شبوة تتم بإسناد مباشر لطيران التحالف العربي الذي تأتي غاراته بعد توقف أسابيع، لافتًا إلى تكبد الميليشيات خسائر كبرى في العتاد والأرواح جراء الغارات المتجددة للتحالف وسقوط العشرات من عناصر الحوثيين بين قتلى وجرحى.
القيادي الحارثي أوضح أن تعزيزات كبيرة تصل للميليشيات منذ أول من أمس عبر طريق محافظتي البيضاء ومأرب الشماليتين، في محاولة استعادة المواقع التي خسرتها قبل أيام.
وأوضح الحارثي أن المقاومة وقوات اللواء «19» تصدت أمس الخميس لمحاولة التفاف وتقدم للميليشيات ناحية الجبهات والمواقع المحررة شرق بيحان بدعم وإسناد جوي من طيران التحالف، الذي نفذ غارات مكثفة على مواقع الميليشيات والتعزيزات الواصلة لها، مشيرا إلى أن طيران التحالف ما زال يحلق باستمرار في سماء بيحان حتى لحظات مساء أمس الخميس نفسه.
وتقدم الشيخ الحارثي قائد المقاومة الجنوبية بمديريات بيحان الثلاث بالشكر الجزيل إلى قوات التحالف كافة، لاستجابتها لدعوات المقاومة الجنوبية وإسناد الطيران لهم في معارك أمس الخميس المحتدمة التي كان لتلك الغارات الأثر الكبير في تقطيع أوصال الميليشيات وتدمير التعزيزات العسكرية الكبيرة التي تتوافد إليهم تباعا عبر مأرب والبيضاء.
وأكد أن الميليشيات بعد فشلها في استعادة المواقع المحررة قصفت بشكل عشوائي بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا على المناطق السكنية والقرى المحاذية.
القيادي الحارثي ناشد قوات التحالف العربي استمرار الغارات الجوية، مؤكدًا أن لدى المقاومة الجنوبية القوة البشرية على الأرض.
كما طالب القيادي الحارثي قيادات التحالف بالتعامل مباشرة مع قوات المقاومة الجنوبية على الأرض وتقديم الدعم والسلاح والمال لها، وهي جديرة باستكمال عمليات التحرير وخوض معارك الشرف حتى تحرير كامل أراضي بيحان وشبوة والجنوب.
وتشهد مديريات بيحان عسيلان وعين العلياء وبيحان معارك مستمرة ومواجهات عنيفة مع ميليشيات الانقلابيين منذ أسابيع، حققت فيها المقاومة الجنوبية والجيش الوطني انتصارات كبيرة ومتتالية، وتمكنت من تحرير أكثر من 12 موقعا ومنطقة كانت تحت سيطرة الميليشيات منذ أكثر من عام من اليوم.
وتكبدت ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح في تلك المعارك بعسيلان وعين وبيحان خسائر كبرى وفادحة في العتاد والأرواح، حيث وصل عدد قتلاها وجرحاها وأسراها إلى أكثر من 250 خلال أقل من أسبوع، بينهم قيادي حوثي كبير يدعى أبو عامر، وآخرها الضربات الموجعة للطيران أمس الخميس التي أدت إلى مصرع العشرات من الميليشيات قتلى وجرحى.
وأوضحت مصادر طبية ومحلية لـ«الشرق الأوسط»، أن 10 من شهداء المقاومة الجنوبية في جبهه عسيلان وبيحان بمحافظة شبوة سقطوا أمس الخميس، إلى جانب عشرات الجرحى بعد معارك شرسة هي الأعنف منذ أسابيع عقب عمليات تصدي محاولة تقدم للميليشيات شرق المنطقة الحدودية السابقة بين الشمال والجنوب، التي تربط بين محافظة شبوة الجنوبية ومأرب والبيضاء الشماليتين، في ظل عدم توافر الخدمات الطبية الكافية في المستشفى الميداني وتعثر سيارات الإسعاف عن نقل الجرحى إلى خارج شبوة، نتيجة انعدام الوقود في المنطقة.
وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية، تشهد مديريات بيحان الثلاث انتشارا كبيرا لوباء «حمى الضنك» بين أوساط المواطنين، حيث وصلت عدد حالات الإصابة إلى أكثر من ألف، وأكثر من 30 حالة نزفية، و13 حالة وفاة، في ظل استمرار انعدام الأدوية والتيار الكهربائي عن المنطقة جراء الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيات منذ أسابيع مضت.
وفي بلاغ صحافي له، ناشد الدكتور علي أحمد دويحان، نائب مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية بيحان، المنظمات الدولية والإغاثية والإنسانية ورجال المال والأعمال دعم مستشفى الشهيد من خلال توفير اختصاصيين في طب الجراحة، لعدم وجود جراحين بالمستشفى، لافتًا إلى عدم توافر المحروقات التي يحتاجها المستشفى الوحيد في المنطقة، والطوارئ تعمل في الظلام والتكييف مهم لجميع الأقسام التي تقدم خدماتها إلى المرضى.
وأوضح الدكتور دويحان أن المستشفى الحكومي الوحيد في بيحان يعمل من دون موازنة تشغيلية منذ ثلاثة أشهر، حيث يعتمد المستشفى في تسيير شؤونه، وتقديم خدماته للمواطنين على تبرعات المؤسسات الإنسانية ورجال الخير، شاكرا لهم ما يقدمونه من تبرعات في سبيل إبقاء المستشفى عاملاً لتقديم خدماته للمواطنين في بيحان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.