العاهل الأردني يشهد «استعراض العلم» في الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى

الاحتفال رسالة سياسية إلى دول المنطقة التي تشهد انقسامات وحروبًا أهلية

الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد خلال احتفال «استعراض العلم» أمس في عمّان (بترا)
الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد خلال احتفال «استعراض العلم» أمس في عمّان (بترا)
TT

العاهل الأردني يشهد «استعراض العلم» في الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى

الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد خلال احتفال «استعراض العلم» أمس في عمّان (بترا)
الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد خلال احتفال «استعراض العلم» أمس في عمّان (بترا)

شهد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، «استعراض العلم»، الذي نظمته القوات المسلحة الأردنية، في ميدان الراية بالديوان الملكي الهاشمي، والذي يأتي تتويجا لاحتفالات المملكة بمناسبة الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى وعيد النهضة العربية، التي أطلقها الشريف الحسين بن علي في 10 يونيو (حزيران) عام 1916.
وتأتي احتفالات الأردن بالذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى وعيد النهضة العربية، لتبعث رسائل سياسية إلى دول الجوار التي تشهد انقسامات وقتالا وحروبا أهلية وطائفية، خاصة في سوريا والعراق. وجاءت الثورة العربية ضد الحكم العثماني الذي أهمل البلاد العربية وتركها للجوع والفقر والبطش والتخلف في مناحي الحياة السياسية والاقتصادية. ولعل رعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، احتفال «استعراض العلم»، الذي نظمته القوات المسلحة الأردنية، في ميدان الراية بالديوان الملكي الهاشمي بعمان، تبعث رسالة طمأنة إلى المجتمع الأردني الذي تجاوز ما يعرف بـ«الربيع العربي» بإصلاحات سياسية شملت تعديل الدستور، وإقرار قوانين الانتخاب والأحزاب، ورسالة أخرى إلى الخارج، وبخاصة «داعش» والمنظمات الإرهابية التي تتربص بالأردن، بأن القوات المسلحة الأردنية قادرة على كبح جماحها والوقوف لها بالمرصاد، وأنها مستمرة في مكافحة الإرهاب.
وشارك في الاحتفال، الذي يتزامن مع ذكرى وفاة الشريف الحسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى ومطلق رصاصتها الأولى، نحو ألف جندي، بحضور الملكة رانيا العبد الله، وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.
وكان ولي العهد ومستشار الملك للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، في استقبال العاهل الأردني عبد الله الثاني. وكانت انضمت فرقة من الخيالة إلى الاستعراض بعد أن قطعت نحو ثلاثة كيلومترات عبر شارع «الأقصى» المؤدي إلى ميدان الراية، ترافقها وحدات من المشاة، حيث تجمع حشود من المواطنين لتحية هذه الوحدات.
وفي هذه الأثناء، حلقت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي تحمل راية الثورة العربية الكبرى، وعلم المملكة الأردنية، وعلم القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، ثم قام الملك باستعراض طابور الوحدات العسكرية المشاركة في استعراض العلم، التي اصطفت بانتظام يتقدمها حملة الأعلام.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».