إعادة نصب تذكاري لبورقيبة تثير جدلاً في تونس

رئيس حزب سياسي وعد بإزالته حال فوزه في الانتخابات المقبلة

تونسيون يقفون أمام نصب بورقيبة التذكاري في الشارع الذي يحمل اسمه وسط العاصمة التونسية أمس (رويترز)
تونسيون يقفون أمام نصب بورقيبة التذكاري في الشارع الذي يحمل اسمه وسط العاصمة التونسية أمس (رويترز)
TT

إعادة نصب تذكاري لبورقيبة تثير جدلاً في تونس

تونسيون يقفون أمام نصب بورقيبة التذكاري في الشارع الذي يحمل اسمه وسط العاصمة التونسية أمس (رويترز)
تونسيون يقفون أمام نصب بورقيبة التذكاري في الشارع الذي يحمل اسمه وسط العاصمة التونسية أمس (رويترز)

أشرف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس على موكب إعادة النصب التذكاري للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إلى الشارع الرئيسي، الذي يحمل اسمه وسط العاصمة التونسية، وحضر الموكب كل من محمد الناصر، رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان)، والحبيب الصيد رئيس الحكومة، وعدد كبير من المواطنين، الذين رفعوا علم تونس وصور بورقيبة.
وأزاح الباجي الستار عن الحجر الرخامي، الذي أعاد تمثال بورقيبة إلى مكانه الأصلي، في ظل جدل سياسي تقوده تيارات إسلامية حول نتائج عمليات التحديث الاجتماعي الذي قاده بورقيبة، وأكد الرئيس التونسي في تصريح إعلامي على رمزية عملية إعادة التمثال إلى مكانه الطبيعي والأصلي في شارع الحبيب بورقيبة، باعتباره باني الدولة الحديثة في تونس، واعتبر أن «إعادة التمثال إلى مكانه الأصلي ليست عملية شخصنة بل تعني الوحدة الوطنية»، مشيرا إلى أن تونس اليوم في حاجة إلى وحدة وطنية شاملة من أجل إخراج البلاد من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب. ووسط حضور المئات من المواطنين أوضح الباجي أن شارع الحبيب بورقيبة كان في السابق يحمل اسم «جول فيري»، الذي جلب معه الاستعمار إلى تونس، بينما يبقى بورقيبة على الدوام رمزا للحرية والاستقلال والدولة الجديدة.
وفي رده على الأصوات المحتجة ومعارضي عودة التمثال إلى وسط العاصمة، قال الرئيس التونسي إنه يقبل الاحتجاج برحابة صدر من منطلق أن الديمقراطية تفرض حرية التعبير، وجدد سعيه إلى صون الحريات العامة وضمان حرية الرأي التي اعتبرها من أهم مكاسب الجمهورية الثانية على حد تعبيره، دون أن يوجه انتقادات لمعارضيه.
وبهذه المناسبة عبرت هاجر بورقيبة، ابنة الزعيم الوطني الراحل، عن سعادتها بعودة التمثال إلى مكانه الطبيعي وسط الشارع الرمز، وقالت إن إنجازات والدها في بناء الدولة وتحرير المرأة وتعميم التعليم لا يمكن أن ينكرها أي تونسي.
لكن هذه العملية لم تسلم من انتقادات كثيرة، من بينها الدعوة لاستغلال الأموال المخصصة إلى إعادة تمثال بورقيبة لتشغيل الشباب العاطل عن العمل، وتصنيف الأولويات الملحة التي تأتي على رأسها المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا الشأن، طلب الهاشمي الحامدي، رئيس تيار المحبة من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التراجع عن إعادة تمثال الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة إلى العاصمة، وقال إنه سيزيل التمثال من جديد في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، مؤكدا أنه يعارض إرجاع التمثال إلى وسط العاصمة التونسية، لأن بورقيبة على حد قوله ألغى الصحافة الحرة، وضيق الخناق على الأحزاب المعارضة خلال فترة حكمه التي امتدت نحو 31 سنة، واقترف نظامه انتهاكات متنوعة لحقوق الإنسان، وشرع لجرائم التعذيب التي لا تسقط بالتقادم بحسب القوانين الدولية، على حد تعبيره. كما ذكر باستهداف بورقيبة المحتجين بالرصاص في أحداث 26 يناير (كانون الثاني) من سنة 1978، رغم الطابع السلمي لتلك الاحتجاجات الاجتماعية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.