المجلس الأعلى للجيوش التونسي يخصص اجتماعه للوضع الأمني على الحدود

استرجاع 225 ألف يورو من الأموال المهربة إلى الخارج

المجلس الأعلى للجيوش التونسي يخصص اجتماعه للوضع الأمني على الحدود
TT

المجلس الأعلى للجيوش التونسي يخصص اجتماعه للوضع الأمني على الحدود

المجلس الأعلى للجيوش التونسي يخصص اجتماعه للوضع الأمني على الحدود

خصص الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، اجتماع المجلس الأعلى للجيوش الذي عقده أمس بقصر قرطاج، للنظر في الوضع الأمني في تونس، خاصة ما يتعلق بالوضع على الحدود الجنوبية مع ليبيا.
وعقب الاجتماع الذي دام لساعات، أكد وزير الدفاع، فرحات الحرشاني، في تصريح إعلامي، مواصلة الحكومة دعمها المؤسسة العسكرية بمعدات حديثة وتعميق التعاون مع البلدان الصديقة والشقيقة في مجالي الاستعلامات ومراقبة الحدود.
وأضاف أن المجلس الأعلى للجيوش وجه جانبا من اهتمامه نحو تحسين الظروف المعيشية للعسكريين والتصنيع العسكري والتحضيرات لإحياء الذكرى 60 لانبعاث الجيش التونسي.
وتطرق المجلس كذلك إلى ضرورة استكمال مشاريع مراقبة الحدود الجنوبية مع ليبيا، التي تتضمن الساتر الترابي الممتد على طول 250 كيلومترا، والمراقبة عبر الطائرات دون طيار والمراقبة الإلكترونية.
في هذا الصدد، أعلنت ألمانيا قبل أيام قرب تسليم معدات إلكترونية لتعزيز جهود تونس في مراقبة الحدود والرفع من قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب.
وكانت ألمانيا قد تعهدت بتعزيز جهود تونس في مكافحة الإرهاب وضبط المراقبة على حدودها الشرقية مع ليبيا عبر نظام مراقبة إلكتروني بعد أن استكملت تونس مد جدار ترابي بطول 250 كيلومترا للتصدي للتهريب وتسلل العناصر الإرهابية في الاتجاهين وتهريب الأسلحة التي تستعمل لاحقا في تنفيذ أعمال إرهابية داخل التراب التونسي.
على صعيد آخر، رحبت مختلف الهياكل القضائية والإدارية المهتمة باسترجاع الأموال المنهوبة من الخارج بالخطوة التي قطعتها سويسرا، أول من أمس، من خلال تسليم تونس مبلغ 225 ألف يورو، ثبت أنها مكتسبة بطريقة غير شرعية وتم تهريبها إلى سويسرا، وهي ملك سفيان بن علي، ابن شقيق الرئيس التونسي السابق بن علي.
وقال عمر منصور وزير العدل التونسي، في أشغال الملتقى الدولي حول منظومة استرجاع الأموال المكتسبة بطريقة غير مشروعة، الذي حضره ممثلون عن الاتحاد الأوروبي، إن النتائج المحققة في مجال استرجاع تونس للأموال المنهوبة والمحولة إلى الخارج تبقى دون المأمول، رغم الجهود المبذولة من قبل الدولة التونسية لاسترداد موجوداتها بالخارج. وأشار إلى وجود عقبات قانونية وواقعية وسياسية ما تزال تواجه مسار استرجاع تلك الأموال.
وفي السياق ذاته، قال سفيان السليطي، المتحدث باسم النيابة العامة في تصريح إعلامي، إن هذا المبلغ الذي استرجعته تونس من السلطات السويسرية يندرج ضمن تنفيذ جزء من الإنابات القضائية الدولية التي تم تنفيذها من قبل قضاة التحقيق بالقطب القضائي المالي والسلطات السويسرية، على حد تعبيره.
وأكد المصدر ذاته تعهد الجانب السويسري بإحالة جميع هذه الأموال المنهوبة إلى السلطات التونسية.
وقال كمال الهذيلي، المكلف العام بنزاعات الدولة، إن قيمة الأموال التونسية المجمدة في سويسرا لا يمكن حصرها، نظرا لأن عدة ملفات لا تزال محل إنابات قضائية، وتوقع ألا تقل قيمة هذه الأموال عن 60 مليون فرنك سويسري في أدنى الحالات.
وأشار الهذيلي، المطلع على ملفات تهريب الأموال التونسية إلى الخارج، إلى أن بلحسن الطرابلسي وعماد الطرابلسي وصخر الماطري (وهم أصهار بن علي) من أبرز الأسماء على قائمة الأموال المنهوبة، على حد قوله. وأكد وجود أموال تونسية منهوبة بالبنوك الفرنسية وأملاك متنوعة، من بينها عقارات وبناءات على ذمة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وأصهاره.
وتمكنت تونس خلال السنوات الخمس الماضية من استرجاع طائرة ملك صخر الماطري صهر بن علي، ويخت لقيس بن علي ابن شقيق بن علي، ويخت آخر لبلحسن الطرابلسي شقيق ليلى بن علي زوجة بن علي، ومبلغ مالي قدره 28 مليون دولار أميركي من الأموال المهربة في لبنان، و225 ألف يورو من الأموال المهربة في سويسرا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.