برج «30 ماري أكس» من أنقاض إلى معلم لندني

أحد الأبراج الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن، خصوصا مع شكله المميز، الذي يشبه حبة الخيار، مما جعل الناس يطلقون عليه لقب «غريكن» gherkin. بُني على أنقاض مبنى تاريخي تم تفجيره في عام 1992، وهو مبنى «بورصة البلطيق» الذي كان المقر الرئيسي لتجارة السفن عالميًا، وفشلت محاولات ترميمه للأضرار البالغة التي لحقت به جراء التفجير الذي تبنته جماعة مسلحة تدعى «الجيش الجمهوري الآيرلندي»، ليقرر مالكو الأرض بعدها بناء ناطحة سحاب شاهقة تدعى «برج الألفية» يبلغ ارتفاعها 386 مترا، لكن السلطات الإنجليزية رفضت العرض خوفًا من عرقلة حركة صعود وهبوط الطائرات، ولم توافق إلا بعد تخفيض الارتفاع، إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن.
حمل البرج اسم الشارع الذي يقع فيه، وتم الانتهاء من بنائه في أواخر عام 2003 وافتتاحه في 2004، ويضم البرج 33 طابقا إداريا من أصل 41 طابقا. ويبلغ ارتفاعه الحالي 180 مترا بعد موافقة السلطات، مع تزويد قمته بتسع إشارات ضوئية تحذيرية للطائرات أثناء الظلام، ويصل قطر محيطه إلى 178 مترا، أي أقل بمترين عن ارتفاعه. وتم استخدام ما يوازي 35 كيلومترا من الحديد في بنائه. وتكلف بناؤه 138 مليون جنيه إسترليني (203 ملايين دولار) في ذلك الوقت.
ويتميز المبنى بنوافذه الزجاجية التي تغطيه بالكامل من الخارج، وتم استخدام 7429 لوحًا من الزجاج، منها 792 نافذة تفتح آليًا لإدخال مزيد من الضوء؛ حيث تتم إضاءة المبنى ذاتيا أثناء النهار بالاعتماد على الضوء الطبيعي وزجاج خاص يعزز الإضاءة الطبيعية لكل المبنى أثناء النهار.
وعلى قمة البرج في الطابق الـ40 يوجد ملهى ترفيهي يمكن الزائرين من رؤية لندن بزاوية 360 درجة، ويصل سعر تذكرة الدخول فيه لغير الأعضاء في المناسبات الخاصة كرأس السنة، إلى نحو 300 جنيه إسترليني (441 دولارا). ويمكن رؤية البرج من على مسافة 32 كيلومترا.