لماذا لم يختَر يونايتد مورينهو قبل 3 سنوات ويغامر به الآن؟

التجارب الآمنة مع مويز وفان غال باءت بالفشل.. والبرتغالي في تحدٍ لتصحيح البوصلة

مورينهو يواجه تحديًا كبيرًا في أولد ترافورد
مورينهو يواجه تحديًا كبيرًا في أولد ترافورد
TT

لماذا لم يختَر يونايتد مورينهو قبل 3 سنوات ويغامر به الآن؟

مورينهو يواجه تحديًا كبيرًا في أولد ترافورد
مورينهو يواجه تحديًا كبيرًا في أولد ترافورد

لم يكن من المعتاد أن تكون عمليات التغيير وإعادة التقييم على المستوى التدريبي، أحداثًا مزلزلة على هذا القدر، وقد يكون من المأسوف له أن الشخصيات الهامشية الآن تميل لأن تغطي على إسهامات أولئك الموجودين على أرضية الميدان، لكن وصول جوزيه مورينهو إلى مانشستر يونايتد، ما كان له أبدًا أن يتم بهدوء أو بعيدًا عن الأضواء والكاميرات.
ينتاب كل القادة الوافدين حديثًا إلى أولد ترافورد إحساس صائب بأن المهمة هي واحدة من أكبر المهام في كرة القدم، ولم يكن مورينهو يقوم بمجرد الضغط على مفاتيح تأييد المشجعين عندما تحدث بالألغاز والرومانسية والشرف الاستثنائي لأن يصبح مدرب يونايتد.
ولعل دارسي هذه الحالة يرصدون تغييرات ضمنية هنا. فعندما وصل مورينهو أول الأمر إلى إنجلترا أحاطت هالة استثنائية به، وليس بمكان عمله، رغم أن الفكرة أنه محق فيما يقول عن يونايتد.
في إنجلترا، وحده ليفربول من يستطيع مجاراة يونايتد فيما يتعلق بالعظمة وتقليد النجاح المتواصل، وفي اللحظة الراهنة يعد النادي المنتمي لمانشستر أكبر من ليفربول في كل الجوانب، مع سنوات مجده التي لا تمتد إلى الوراء كثيرًا. في أنحاء أوروبا قد يكون برشلونة الوحيد بالنسبة إلى مدرب ريال مدريد السابق، وجهة لمدرب طموح.
ويعتبر تدريب ريال مدريد أمرًا مليئًا بالألغاز والرومانسية، مع رقم قياسي للكؤوس الأوروبية، لكن المدربين ليسوا متحكمين في اختياراتهم كما هو الحال في إنجلترا. وحتى المدربين الناجحين يجدون صعوبة في هذا - 29 مدربًا في السنوات الـ30 الماضية تعتبر قصة ذات دلالة في حد ذاتها - ومن هذا العدد، فقط ليو بينهاكر وفينسنت ديل بوسكي ومورينهو هم من استطاعوا البقاء في الخارج لأكثر من 3 مواسم. ومع السيطرة المحدودة على سياسة الانتقالات، وعدم وجود أي هامش للخطأ أو أي نوع من التأخير، يصير من الصعوبة بمكان بالنسبة إلى المدرب أن يرسي جذورًا طويلة الأمد أو يطور فريقًا وأن يلعب بطريقة تعكس فلسفته التدريبية.
في ألمانيا يعتبر بايرن ميونيخ فريقًا ذا عوامل جذب خاصة به، فهو يعد بشكل لافت فريقًا من الطراز الأول وصاحب حضور طاغٍ في دوري الأبطال كل موسم، فحتى لويس فان غال وجد النجاح مع البايرن. ولا يعني هذا التقليل من شأن إنجازات المدرب الهولندي في النادي البافاري، فقد كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أول ثلاثية ألمانية لولا تفوق إنترناسيونالي بقيادة مورينهو في 2010، لكن هناك إحساسًا متناميًا بأن السطوة المالية للبطل الألماني تفرض هيمنة غير صحية في البوندسليغا.
إذن، إذا كنت «ببساطة أفضل مدرب في كرة القدم اليوم»، كما وصف المدير التنفيذي لمانشستر يونايتد إد وودوارد، مدربه الجديد، فإن الفريق يعد سبيلاً واضحًا للرهان عليه. وخصوصًا في ظل الظروف الحالية، مع عرض راتب بلغ 10 ملايين جنيه إسترليني سنويًا على مورينهو، وأموال لا محدودة ينتظر إنفاقها على اللاعبين.
لقد كان هناك إحساس بأن ديفيد مويز تلقى عرضًا بتولي المهمة التي سبق وشغلها السير أليكس فيرغسون، لأن مالكي النادي الذين يفتقرون للشعبية في أوساط الجماهير يحاولون إتمام الأمور من دون تكلفة كبيرة، في أعقاب مخاوف حقيقية بأنه، مع تواضع النتائج ومدرب مكافح، لم يعد النادي وجهة جاذبة بما فيه الكفاية للاعبين الكبار في أنحاء أوروبا. وتبدد هذا الانطباع خلال العامين اللذين تولى خلالهما فان غال قيادة الفريق فنيًا، حتى لو كانت النتائج غير مرضية في النهاية. عمل يونايتد على تلميع اسمه وزاد من أنشطته التجارية خارج الملعب لحد أنه تمكن من توفير ما يقرب من 250 مليون جنيه للصرف على التعاقدات الجديدة، ومن الواضح أنه يستطيع القيام بهذا الأمر مجددًا. ومع تولي مورينهو قيادة الفريق، واعتماده على وكيله خورخي مينديز لن يخشى يونايتد بشأن قدرته على جذب اللاعبين الكبار سواء كان ينفق أموالاً ضخمة أم لا، ويتخيل المرء أن المدرب الجديد لن يكون عشوائيًا في اختياراته، وإنما سيكون مستهدفًا للاعبين فاعلين بشكل أكثر من سابقه، فان غال.
ويبدو الأمر كأنه رهان رابح طوال الطريق. وبالطبع هكذا يروج مورينهو ويونايتد لهذه الخطوة. ومع هذا، يجب ألا يشتتنا بريق هذا الاختيار بحيث نخفق في طرح الأسئلة المحرجة.
أولاً، هل مورينهو أفضل مدرب في العالم؟ بالطبع هو مرشح لهذه المكانة، لكن نفس الحال ينطبق على جوزيب غوارديولا، الذي يحاول الترويج لنفسه لوجه المقارنة مباشرة. كذلك يستحق دييغو سيميوني الانضمام إلى هذه الفئة، ناهيك بكارلو أنشيلوتي الذي سيكون التعاقد معه أمرًا أكثر سهولة، وهو الذي يتمتع بكل الخبرة الأوروبية التي يريدها يونايتد، إضافة إلى خبرة التدريب الناجحة والممتعة في إنجلترا.
وبينما ينوي سيميوني البقاء مع أتلتيكو مدريد، فيما تولى أنشيلوتي تدريب بايرن ميونيخ خلفًا لغوارديولا، فإن الاهتمام سيتركز حتمًا على المنافسة في مانشستر، في تكرار للصراع على الهيمنة كما كان الوضع في إسبانيا في بداية العقد الحالي.
حدد مانشستر سيتي مدربه مبكرًا وانتظر بصبر للحصول على خدماته. أما يونايتد فأخطأ تحديد الرجل الذي يريده، ليس مرة واحدة بل مرتين، وانتهى به المطاف الآن إلى اختيار الرجل الذي كان بإمكانه الحصول عليه منذ 3 سنوات مضت عقب اعتزال فيرغسون. تبدو خطة أحد الفريقين مرسومة بعناية وبعد تفكير جيد، فيما تظهر خطة الثاني أكثر تسرعًا واندفاعًا، لكن من يستطيع أن يقول أي المدربين سينهي الموسم المقبل في مركز أعلى في جدول الدوري الممتاز؟ تبدو الرهانات عالية جدًا في مانشستر في اللحظة الراهنة، في وجود المدربين صاحبي الشهرة والاسم الأكبر في أوروبا في نفس المدينة، لدرجة أن احتلال المركز الثاني من المرجح أن يعتبر إخفاقًا.
ومع هذا، فإليك أهم سؤال مؤرق على الإطلاق. إذا كان وودوارد يعتبر مورينهو أفضل مدرب في عالم كرة القدم الآن، حيث قال إن «سجل نجاحاته مثالي لنقل النادي إلى الأمام»، إذن فكيف لم يكن يشعر بهذا قبل 3 سنوات؟ ربما لأن يونايتد لم يتخيل اختيار مدرب كان يعتبر فاشلاً في ريال مدريد، وإن كان من السذاجة أن يتخيل مسؤولو النادي أن مويز سيكون رهانًا أفضل.
الآن لدى النادي مدرب كان يعتبر فاشلاً في تشيلسي أيضًا، وهو شخص تسبب في نفور لاعبيه إلى درجة أن 9 هزائم في الدوري تسببت في إقالته بحلول الكريسماس. هل سجل النجاحات يأخذ في الاعتبار موضوع الطبيبة إيفا كارنيرو المؤسف الذي لم يكن له أي داعٍ؟ وفي حين أنه سيكون من قبيل المبالغة القول إن مورينهو يصل إلى أولد ترافورد سلعة تالفة، فإن هناك كثيرًا من البقع التي تلطخ اسم البرتغالي الآن، أكثر مما كان عليه الحال في 2013، عندما عرض عليه يونايتد أن يستريح من محاولاته غير المجدية للفوز على برشلونة، وأن يقود يونايتد قبل قدوم غوارديولا إلى سيتي بـ6 سنوات.
هل يبدو هذا قرارًا حكيمًا متأخرًا؟ ربما. كانت هناك أسباب للمسار الذي اختاره يونايتد، رغم كل شيء، ولم يكن لها جميعًا علاقة بعشق مورينهو للشهرة وأحيانًا الشخصية الخبيثة. كان الرجل، ويظل وينبغي أن ينظر إليه كمدرب ذي عقلية دفاعية، وهو ليس من أنصار الكرة الهجومية المفتوحة. وهو يفرض تعليمات قاسية على اللاعبين ويميل إلى عدم البقاء طويلاً عندما تبدأ عملية الزخم الأولي لأساليبه التدريبية في التباطؤ.
ولو كان ثمة ما يقال عن مورينهو، فتعيينه يعد مغامرة الآن أكثر مما كان الحال قبل 3 سنوات، لكن بعد محاولة تجريب خيارين آمنين تبين عدم نجاحهما، يعود يونايتد إلى المغامرة من جديد.
وستكون مفاجأة كبرى لو أن مورينهو لم يحسن من أداء يونايتد - يعلم الله أن فان غال قلل من سقف التوقعات بما فيه الكفاية - رغم أن من الأهمية بمكان أن نتذكر أنه ليس هناك دليل إرشادي يستعين به المرء ليستدل على كيفية السير على درب مدرب استمر لأكثر من ربع قرن وحقق نجاحات غير مسبوقة (فيرغسون). اقتراح فيرغسون بالإبقاء على فان غال لموسم ثالث قد تم إحباطه تمامًا وعن حق، حتى لو كان يحمل أفضل النيات. إن النهاية الحزينة لعهد الهولندي التي جاءت في وقت كان يجب أن ينظر إليه باعتباره لحظة انتصاره في ويمبلي، كانت دليلاً على هذا.
لقد فقد يونايتد البوصلة ومن السابق لأوانه أن نعرف ما إذا كان مورينهو، بأفضل ما لديه، سيقود الفريق للعودة إلى أيام مجده المشرقة، أم سيكون نقلة جديدة في الاتجاه الخاطئ. لكننا سنكون أمام موسم صاخب، حيث سيعود أغلب حديثنا ليدور من جديد حول مانشستر، وكل شيء ممكن.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».