كبير مفاوضي المعارضة: الطريق مسدود مع النظام

الزعبي قال إن موسكو تمرر أجندتها عبر أعضاء في «هيئة المفاوضات»

كبير المفاوضين في المعارضة السورية محمد علوش (إ.ب.أ)
كبير المفاوضين في المعارضة السورية محمد علوش (إ.ب.أ)
TT

كبير مفاوضي المعارضة: الطريق مسدود مع النظام

كبير المفاوضين في المعارضة السورية محمد علوش (إ.ب.أ)
كبير المفاوضين في المعارضة السورية محمد علوش (إ.ب.أ)

تمسك محمد علوش كبير المفاوضين في المعارضة السورية بقرار استقالته، لكنه أكد أنه سيستمر في عضوية الهيئة العليا للمفاوضات عضوًا وممثلاً عن جماعة «جيش الإسلام».
وعزا علوش، استقالته، إلى الوصول لما سماه «الطريق المسدود مع النظام السوري»، موضحًا أن النظام لم ينفذ أي قرار دولي صدر عن سوريا، فيما وقفت بعض الدول عاجزة عن التحرك لحل الأزمة السورية، نافيًا أن يكون توسيع دائرة الهيئة هو الذي دفعه لتقديم استقالته.
وأكد علوش، لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة العليا للمفاوضات ليست لديها صلاحيات توسيع دائرة المشاركة فيها، مشددًا على أن مؤتمر الرياض هو الذي قرر شكل الهيئة الحالي، التي تضم ممثلين عن الشعب السوري بأطيافه كافة.
وتابع: «الهيئة شكلت لجنتين لمشاورة السوريين بأطيافهم كافة، ليس فقط منصتي موسكو والقاهرة، وقد شمل ذلك المجالس المحلية والهيئات الشرعية ورجال الدين والعلم والناشطين السياسيين والأحزاب. وهدف تلك اللجان استشارة الأطياف السورية بخصوص المرحلة المقبلة لشكل البلاد، ولدينا هدف واضح في الهيئة وهو التماس رأي الشعب السوري في شكل المرحلة المقبلة في ظل تعليق المفاوضات، والبحث المستمر في مستقبل البلاد».
ولفت علوش إلى بقائه في الهيئة عضوًا وممثلاً عن جماعة جيش الإسلام، مشددا على أن الاستقالة كانت من منصب كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية فقط.
وأضاف أن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية الدكتور رياض حجاب، قال له إن قبول الاستقالة يحتاج إلى صدور قرار جديد، وتابع: «قراري بالاستقالة واضح، وأرجو النجاح والتوفيق لأي زميل آخر». وذكر محمد علوش أن الهيئة لم تتلق حتى الآن دعوة لجولة رابعة لمحادثات سلام سوريا، مستبعدًا أن تتم هذه الدعوة في الوقت الراهن، لوجود متغيرات على الأرض لا تسمح بمسار سياسي لإنهاء الأزمة في البلاد.
وتحدث علوش، عن ضرورة الضغط على النظام السوري لتنفيذ القرارات الأممية، أو اتباع المسار الآخر وهو الخطة «ب» التي أفصح عنها جون كيري وزير الخارجية الأميركي، وأن يتم دعم الفصائل العسكرية السورية بسلاح نوعي، لإحداث توازن في المعارك، خصوصًا مع نوايا النظام السوري في الإجهاز على حلب، والتوغل في بعض المناطق.
وعن مستقبل الهيئة، قال محمد علوش: «الهيئة انبثقت عن مؤتمر الرياض لتعمل وفق ما جاء في بيانها الذي ينص على تشكيل مؤسسة تعمل على إدارة المفاوضات وتقديم الأوراق والوثائق كافة التي تتطلب حل الأزمة في البلاد».
إلى ذلك، لوّح أسعد الزعبي، رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف، بالاستقالة من منصبه، ردًا على ضغوط تمارسها روسيا سياسيا لضمان بقاء الأسد. وقال الزعبي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نوايا لموسكو لتمرير أجنداتها عبر بعض الأعضاء، وتحييد بعض القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن وتذويبها، ومحاولة وضع شكل يضمن استمرارية رأس النظام بشار الأسد على السلطة، أو السماح له بالمشاركة في الانتخابات التشريعية، أو فرض نظام فيدرالي، أو حكومة توافق يشترك بها الأسد».
وأضاف الزعبي، أن هناك تكتلاً داخل الهيئة باتجاه إفشال مسار المفاوضات الجدية الذي تخوضه الهيئة وتمرير مصالح دول أخرى تتقاطع أيضًا مع بعض التيارات والكتل التي ينتمون إليها، وعدم الالتفات للمصلحة العليا لسوريا.
واتفق رئيس وفد المعارضة السورية مع ما ذهب إليه محمد علوش، حول عدم جدوى الذهاب إلى جنيف، وقال: «في ظل الظروف الحالية، لن تذهب الهيئة للمفاوضات، ولا تزال في المربع الأول من الأزمة كونها لم تحل قضايا أساسية وأولية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.