طريق مورينهو للوصول بيونايتد إلى القمة يصطدم بـ128 عامًا من التاريخ

4 مدربين فقط نجحوا في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي مع أكثر من نادٍ

مورينهو يوقع لجماهير يونايتد التي تنتظر منه الكثير (رويترز)
مورينهو يوقع لجماهير يونايتد التي تنتظر منه الكثير (رويترز)
TT

طريق مورينهو للوصول بيونايتد إلى القمة يصطدم بـ128 عامًا من التاريخ

مورينهو يوقع لجماهير يونايتد التي تنتظر منه الكثير (رويترز)
مورينهو يوقع لجماهير يونايتد التي تنتظر منه الكثير (رويترز)

مع وصول المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو إلى مانشستر يونايتد، يتعين عليه أن يخط لنفسه نهجا مختلفا في الكرة الإنجليزية، حيث نجح 4 مدربين فقط في الفوز بلقب الدوري مع أكثر من نادٍ.
من هم أعظم المدربين في تاريخ الكرة الإنجليزية؟ دعونا نلقي نظرة على أي مدرب فاز بلقبين أو أكثر للدوري منذ الحرب العالمية الثانية. هناك 15 مدربا نجحوا في هذا. وفي حين يمكن الزعم أن أمثال بيل نيكولسون وألف رمزي ورون غرينوود وبوبي روبسون من أعظم المدربين، فإن هذا يبدو نقطة بداية معقولة. المدربون الـ15 هم: مات بوسبي، هاري كاتريك، برايان كلوف، ستان كوليس، كيني دالغليش، أليكس فيرغسون، جورج غراهام، بوب جاكسون، هوارد كيندال، جوزيه مورينهو، بوب بايسلي، دون ريفي، بيل شانكلي، أرسين فينغر، توم ويتاكر. وبعيدا عن حقيقة أن 10 من هؤلاء الـ15 يأتون سواء من الشمال الشرقي أو منطقة غلاسجو - لاناركشاير، يبرز شيء آخر. باستثناء كلوف، الغريب في كل شيء تقريبا، فإن كل أولئك المدربين حققوا أعظم نجاحاتهم في إنجلترا في أول ناد كبير تولوا تدريبه (في حالات معينة تحولوا من تدريب أندية منتصف الجدول إلى أندية القمة). ويعتبر فيرغسون ومورينهو هما فقط من سبق لهما تحقيق نجاح لافت خارج إنجلترا أولا، وبالتأكيد في ضوء إنجازاتهما على الصعيد الأوروبي، كان أبردين وبورتو أندية أقل حظا لتحقيق النجاح.
وفي حقيقة الأمر، على مدار تاريخ الكرة الإنجليزية بالكامل، الممتد منذ 128 عاما، لم يفز سوى 4 مدربين – توم واتسون، هيربرت تشابمان، كلوف، دالغليش – بلقب الدوري مع أكثر من ناد واحد. وحتى خلال العقدين الماضيين، عندما تمكنت مجموعة من الأندية بفضل القوة المالية من الانفراد بقمة الدوري من دون تهديد حقيقي من بقية الأندية (على الأقل حتى جعل ليستر سيتي وصفقة البث التلفزيوني الجديدة هذا النظام محل شك)، وأصبح تكرار النجاح أمرا في غاية الصعوبة مع تسارع وتيرة تغيير المدربين.
قد يكون مورينهو الخامس في هذه المجموعة المختارة. ويمكن القول إنه الخامس بالفعل، بالنظر إلى أنه رحل عن تشيلسي وعاد. ومن المرجح أن تزداد هذه المجموعة خلال المواسم القليلة القادمة: فرغم كل شيء، من بين الخمسة الذين فازوا بكأس أوروبا / أبطال الدوري مع أكثر من ناد، هناك 3 نجحوا في هذا خلال السنوات الـ6 الماضية. وعندما يكون هناك حفنة من الأندية العظمى تمرر لقب دوري الأبطال فيما بينها، ومجموعة صغيرة من المدربين المشهورين الموثوقين، فستكون هذه هي النتيجة الطبيعية.
ومع هذا، فالتاريخ يوحي بأن أفضل المدربين، وأكثرهم إثارة، هم أولئك الذين يصلون إلى ناد، ويعيدون تشكيله وفق أسلوبهم، وهم أولئك الذين يكونون في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، الذين يأتون بطاقة وحماس وأفكار جديدة (هناك استثناءات بالطبع: بايسلي كان في الـ55 من العمر عندما تولى تدريب ليفربول). قم بتعيين مدرب في خمسينات العمر، وستعرف ما الذي ستحصل عليه، لكن هذا ما يفعله الجميع. يعرف العالم ما يتوقعه من فريق مورينهو، وقد استغرق الأمر بالفعل عقدا من البحث عن طرق لإيقاف هذا الرجل.
ثم هناك طبيعة كرة القدم ذاتها. إنها لعبة أثبتت أنها متقلبة إلى ما لا نهاية، ليس هناك معادلة للفوز. وكان أكبر التطورات التكتيكية يميل لأن يكون نتاجا لتكافل الفلسفة التدريبية وقدرات اللاعبين. على سبيل المثال، هل كان الضغط الذي كان ينفذه أياكس بقيادة رينوس ميتشلز، ليصبح بتلك الشراسة لولا وجود لاعب وسط مدافع مثل يوهان نيسكنز؟ وهل كان برشلونة بقيادة جوزيب غوارديولا يستطيع أن يلعب بتلك الطريقة من غير ذكاء تشابي في وسط الملعب؟ وهل كان أي من هذين الفريقين يستطيع أن يؤدي بتلك السلاسة لولا وجود جيل من اللاعبين الشباب الذين تصادف أن ظهروا من أكاديميات الناشئين في الوقت المناسب تماما، ومن ثم قضوا سنوات من اللعب معا، وتزايد التفاهم المشترك فيما بينهم قبل أن ينضموا للفريق الأول؟
إن الخطر في أي مجال من المجالات هو أن تولي القيادة الفنية لفريق لفترة طويلة تستدعي محاكاة الذات، ومن ثم فإن فينغر، على سبيل المثال، لا يفكر في أفضل حل لعلاج مشكلة، بل أفضل حل لدى المدرسة الفينغرية لعلاج المشكلة. وبلغة عملية، فإن هناك خطرا لأن يحاول مدرب ما فرض أسلوب نجح مع مجموعة معينة من اللاعبين في وقت معين، على مجموعة مختلفة من اللاعبين في توقيت مختلف، ليكتشف أنه في ظل تلك الظروف الجديدة لا تكون تلك الأساليب مناسبة بنفس القدر.
وقليلون جدا هم المدربون الذين يكونون مؤثرين على أعلى المستويات لأكثر من عقد من الزمن، مدربون من أمثال فيرغسون، وهم نادرون. وحتى مورينهو ربما لا يكون هو نفس المدرب كما كان. بين 2002 و2010، فاز مورينهو بـ6 ألقاب للدوري، ولقبين لدوري الأبطال. ومنذ ذلك الحين، فاز بلقبين للدوري، ورحل عن ناديين، وسط «خلافات واضحة». لكن يظل مورينهو، رغم تراجع أسهمه، مدربا عظيما، لكن هناك تلميحات إلى أن اللاعبين الأصغر سنا لا يستجيبون بشكل جيد لأسلوبه التدريبي الجامد الخالي من العواطف.
وزعم جوزيه مورينهو أن «الأندية العملاقة لا بد أن يقودها أفضل المدربين»، وذلك لدى تأكيد تعيينه مدربا جديدا لمانشستر يونايتد، في إطار عقد يمتد 3 سنوات.
وليس معنى هذا القول أنه اختيار سيء بالنسبة إلى يونايتد، فرغم كل شيء، عندما ينظر مسؤولو النادي في المدينة حولهم، ليروا تعيين غوارديولا في ملعب الاتحاد (مقر الغريم مانشستر سيتي)، فإن هناك مغزى أكيدا وراء تعيين المدرب المزعج تماما بالنسبة له. وإذا كان يونايتد الحديث يستغل الشهرة والعائد الذي تأتي به، فإن مورينهو هو الرجل المثالي.
لكن المفارقة تستدعي التفكير بنفس الدرجة. إن فكرة أن مورينهو هو أقرب شيء في كرة القدم إلى ضمان النجاح هي فكرة عامة ومشتركة بما فيه الكفاية، بالنظر إلى أنه يفوز دائما بالدوري في موسمه الثاني. لكن تاريخ كرة القدم الإنجليزية يوحي بأن أكثر طريقة مضمونة للفشل في الفوز بالدوري هي تعيين شخص فاز به من قبل.
وقد يكون هذا تفسيرا مزعجا بصورة لا داعي لها، لكن الواقع بالتأكيد هو أن اختيارات الأندية الغنية بالنسبة للمدربين تميل إلى المحافظة، ويعني هذا أن المدربين الصاعدين والعباقرة، من أمثال باسبي أو شانكلي أو كلوف، أو مورينهو في ولايته الأولى مع تشيلسي، لم يعودوا يحصلون على فرصتهم حتى تبدأ قواهم في النفاد. قد يكون هذا مفهوما بالنظر إلى الحاجة إلى أرضاء أصحاب المصلحة، لكن من الصعوبة بمكان تجاهل التفكير بأن الاختيارات الأكثر تشددا، وإن كانت تنطوي على مخاطرة واضحة، لديها الإمكانية إلى نقل ناد من الأندية إلى مستويات أعلى.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».