منتخبات «يورو 2016»: الشباب سلاح هودغسون والأسود الثلاثة

الحلقة الخامسة

منتخب إنجلترا
منتخب إنجلترا
TT

منتخبات «يورو 2016»: الشباب سلاح هودغسون والأسود الثلاثة

منتخب إنجلترا
منتخب إنجلترا

لم تكن صدمة الخروج المبكر من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل كافية لدفع روي هودغسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم إلى التخلي عن أسلوبه مع الفريق.
ولهذا، واصل هودغسون إصراره على الاعتماد بشكل أساسي على العناصر الشابة في تشكيلته من أجل تحقيق طموح الكرة الإنجليزية وجماهيرها حتى أثبتت تصفيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016) أن هودغسون أصاب كبد الحقيقة.
ولجأ هودغسون في اختياراته لتشكيل المنتخب الإنجليزي الحالي إلى اللاعبين الشبان وصبغ الفريق بأسلوب اللعب القائم على التحرك واللعب من لمسة واحدة، ليصبح أسلوب لعب الفريق حاليًا أبعد ما يكون عن أسلوب اللعب التقليدي للكرة الإنجليزية.
ولكن قرار هودغسون بإجراء هذا التغيير الهائل في أداء الفريق لم يكن دون أساس، وإنما اعتمد على المهارات والمواهب التي يتمتع بها كثير من اللاعبين الشبان في كرة القدم الإنجليزية حاليًا.
وأوضح هودغسون: «منحت الفرص بإعطاء اللاعبين الشبان فرصتهم. وفي المقابل، استغل اللاعبون هذه الفرص».
ورغم الخروج المبكر من دور المجموعات في المونديال البرازيلي، لم تتغير وجهة نظر هودغسون. وجاء رد فعل اللاعبين رائعًا، حيث قدم الفريق مسيرة رائعة في تصفيات يورو 2016، وكان الوحيد الذي فاز بجميع المباريات العشر التي خاضها في هذه التصفيات.
وبلغ متوسط أعمار اللاعبين في هذا الفريق 7.‏25 عامًا، وسجل لاعبوه 31 هدفًا واهتزت شباكهم ثلاث مرات فحسب.
ومن بين جميع لاعبي التشكيلة الأساسية للفريق، لم يكن هناك من تجاوز الثلاثين من عمره سوى قلبي الدفاع جاري كاهيل وفيل جاجيلكا والمهاجم واين روني.
وضمت التشكيلة الأساسية للفريق كثيرًا من اللاعبين الشبان مثل هاري كين (22 عامًا) ورحيم ستيرلنج (21 عامًا).
وأصبح ستيرلنج أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم البريطانية بعدما انتقل من ليفربول إلى مانشستر سيتي في العام الماضي مقابل 76 مليون دولار. ويبدو ستيرلنج مرشحًا لخلافة روني في قيادة الفريق الإنجليزي.
وقال هودغسون: «أثق في أن ستيرلنج سيتطلع يومًا ما إلى الجلوس بجواري وبحوزته أكثر من 100 مباراة دولية».
وقال ستيرلنج نفسه: «لدينا لاعبون جدد انضموا للفريق وأجادوا. هناك بعض الأوقات المثيرة تنتظر إنجلترا».
ورغم هذا، قد يواجه المنتخب الإنجليزي صعوبة في التعامل مع التوقعات الهائلة الملقاة على عاتقه.
ولم يحرز المنتخب الإنجليزي (الأسود الثلاثة) لقب أي بطولة منذ نصف قرن، وبالتحديد منذ تتويجه بلقب كأس العالم عندما استضافت بلاده النهائيات في 1966.
ويحتاج النجوم الجدد في الفريق إلى ملء الفراغ الذي تركه نجوم بارزون لم يعد لهم وجود بالفريق مثل ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد، كما يحتاج لاعبو الفريق حاليًا إلى تأكيد قدراتهم الهجومية من خلال مبارياتهم في يورو 2016.
وقال روني: «المنتخب الحالي يضم بالتأكيد أفضل مجموعة من المهاجمين منذ أن انضممت لصفوف الفريق».
ويشكل كين وستيرلنج وأليكس شامبرلين مع روني خط هجوم رائع للمنتخب الإنجليزي ويدعمهم جيمي فاردي الذي نال الفرصة غير المتوقعة بالانضمام للمنتخب، وهو في التاسعة والعشرين من عمره، بعدما أثبت جدارته بهذا خلال الموسم الحالي بالمستوى الرائع الذي يقدمه مع ليستر سيتي وأهدافه الغزيرة التي ساهمت في اعتلاء ليستر صدارة جدول الدوري الإنجليزي.
ويؤكد روني قائد المنتخب الإنجليزي أن الفريق مع وجود هذه المجموعة المتميزة من المهاجمين يمكنه الفوز بلقب يورو 2016.

نجم الفريق
رغم تركز معظم الأنظار على ستيرلنج، يظل واين روني هو العنصر الأساسي البارز في هجوم المنتخب الإنجليزي. وأصبح روني، الذي استهل مشاركاته الدولية مع المنتخب الإنجليزي وهو في السادسة عشرة من عمره، الهداف التاريخي للفريق من خلال أهدافه التي أحرزها في تصفيات يورو 2016 متفوقًا في رصيده من الأهداف مع الفريق على الأسطورة بوبي تشارلتون.
وبدأ روني مسيرته كرأس حربة، ولكنه يميل إلى اللعب حاليًا في مركز لاعب الوسط المهاجم.

المدير الفني
تولى روي هودغسون (68 عامًا) تدريب المنتخب الإنجليزي خلال فترة عصيبة للفريق بعد استقالة الإيطالي فابيو كابيللو من تدريب الفريق في أعقاب فضيحة العلاقة الغرامية بين جون تيري مدافع وقائد المنتخب الإنجليزي والصديقة السابقة للاعب واين بريدج زميله في تشيلسي والمنتخب الإنجليزي.
ولم يكن المدرب الهادئ رفيع السلوك هودغسون من المدربين الذين يحظون بكثير من الشهرة، ويستحوذون على الاهتمام الإعلامي، حيث كان أفضل إنجاز سابق له قبل توليه مسؤولية الفريق هو قيادة المنتخب السويسري إلى نهائيات كأس العالم 1994 ويورو 1996.

مباريات الفريق في الدور الأول ليورو 2016
يستهل المنتخب الإنجليزي مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الروسي في مدينة مارسيليا في 11 يونيو (حزيران) المقبل، ثم يلتقي نظيريه الويلزي في لنس والسلوفاكي في تولوز يومي 16 و20 من الشهر نفسه.

إنجازاته السابقة
بطل كأس العالم 1966 والفوز بالمركز الثالث في يورو 1978 و1996.

هل تعلم؟
حقق المنتخب الإنجليزي نجاحًا واحدًا فقط في الأدوار الفاصلة بالبطولات الأوروبية، وكان في دور الثمانية للبطولة عام 1996 عندما تغلب على إسبانيا بركلات الترجيح، فيما كان فوزه بالمركز الثالث في يورو 1968 من خلال خسارته أمام يوغوسلافيا السابقة في بداية مسيرته بالنهائيات التي اقتصرت على 4 منتخبات فحسب، ثم فوزه على منتخب الاتحاد السوفياتي السابق في لقاء تحديد المركز الثالث. وفيما عدا هذا، كان خروج المنتخب الإنجليزي من الدور الأول أو من دور الثمانية (بداية الأدوار الفاصلة).



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».