أنقرة تتهم واشنطن بـ«النفاق» والكيل بمكيالين

معارك ضارية بين قوات سوريا الديمقراطية و«داعش» الإرهابي قرب الحدود مع تركيا

أنقرة تتهم واشنطن بـ«النفاق» والكيل بمكيالين
TT

أنقرة تتهم واشنطن بـ«النفاق» والكيل بمكيالين

أنقرة تتهم واشنطن بـ«النفاق» والكيل بمكيالين

اتهمت تركيا اليوم (الجمعة)، الولايات المتحدة بـ«النفاق» إثر نشر صور لجنود أميركيين من القوات الخاصة، يساندون قوات سوريا الديمقراطية الكردية، في هجومها على مواقع تنظيم داعش في ريف الرقة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو إنّه «من غير المقبول» أن يضع جنود أميركيون شارات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة مجموعة إرهابية. وأضاف للصحافيين: «هذا كيل بمكيالين، هذا نفاق».
على صعيد آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم داعش انتزعوا السيطرة على أراض من مقاتلين سوريين في منطقة قرب الحدود مع تركيا اليوم، وإنهم قريبون من فرض حصار كامل على مدينة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، مضيفًا أن المتشددين سيطروا على عدد من القرى حول مدينة مارع شمالي حلب وأنهم يقتربون من فرض حصار كامل عليها. وقربهم هذا التقدم أيضًا من أعزاز وهي مدينة تقع على بعد ستة كيلومترات من تركيا. وتحصل الجماعات المعارضة التي تحارب «داعش» في المنطقة التي تعتبرها واشنطن مهمة استراتيجيا، على أسلحة عن طريق تركيا.
وفي السياق، نفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 150 ضربة على الأقل استهدفت مواقع تنظيم داعش، لدعم الهجوم الذي بدأته قوات سوريا الديمقراطية على معاقل التنظيم، وفق ما أفاد به اليوم المرصد.
وتوفر غارات التحالف، وكذلك قوات أميركية خاصة على الأرض، الدعم والإسناد لقوات سوريا الديمقراطية التي بدأت هجومها الثلاثاء في ريف الرقة.
وفي ذلك، أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «ترافقت الاشتباكات مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي 150 ضربة على الأقل استهدفت مواقع عناصر تنظيم داعش في ريفي عين عيسى وتل أبيض». كما قال لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك تكثيف كبير في الضربات، لكن كانت الأقوى في أول يوم للهجوم»، موضحًا أنّ كل صاروخ تطلقه طائرة يشكل «ضربة».
كما أكد التحالف الدولي تنفيذ ضربات بالقرب من عين عيسى والرقة.
وأضاف المرصد: «تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم في ريف عين عيسى لنحو 5 كلم، والسيطرة على نحو 10 قرى ومزارع منها النمرودية وقرتاجة وحضريات الخليل والوسطى وفاطسة إضافة لمزارع أخرى قريبة منها»، قائلاً إنّ الاشتباكات وضربات التحالف أسفرت منذ الثلاثاء «عن مقتل ما لا يقل عن 31 عنصرًا من تنظيم داعش بالإضافة لمعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات سوريا الديمقراطية يتم التكتم عليها من قبل القوات».
وقال عبد الرحمن: «لا يوجد قتلى من المدنيين لأن القرى والحقول التي تشهد معارك هي شبه خالية من المدنيين». أمّا بالنسبة للرقة فقال إن «(داعش) لا يعطي تصاريح خروج للسكان الراغبين بالمغادرة وأصبح الخروج صعبا حتى للمرضى».
وتمكنت بعض العائلات من الهروب من مدينة الرقة باتجاه محافظة إدلب إلى الغرب وهي مناطق تسيطر عليها فصائل معارضة وجبهة النصرة الإسلامية. فيما لا يزال 300 ألف شخص يعيشون في مدينة الرقة التي ترزح تحت إرهاب «داعش».
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية الثلاثاء، عملية لطرد التنظيم المتطرف من شمال محافظة الرقة، معقله الأبرز في سوريا، بعد يوم واحد على إعلان القوات العراقية بدء هجوم واسع النطاق لاستعادة الفلوجة في محافظة الأنبار، أحد أبرز معقلين متبقيين للتنظيم في العراق.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».