شنت قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا هجوما واسعا على المناطق الشمالية من محافظة الرقة، حيث تعتبر المدينة التي تحمل الاسم نفسه «عاصمة» تنظيم داعش في سوريا.
في الرابع من مارس (آذار) 2013 وبعد عامين من بدء الانتفاضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد تمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من السيطرة على مدينة الرقة لتكون أول عاصمة محافظة في سوريا تخرج عن سلطة النظام.
واعتقل مقاتلو المعارضة المحافظ وسيطروا على مقر المخابرات العسكرية في المدينة، أحد أسوأ مراكز الاعتقال في محافظة الرقة، حسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما تم تدمير تمثال في المدينة للرئيس السابق حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار.
وفي البداية كان مقاتلو الجيش السوري الحر يفتقرون كثيرا إلى السلاح فرحبوا بالمتشددين المزودين بأسلحة متطورة وتعاونوا معهم، قبل أن يقرروا وقف ذلك بسبب تطرفهم ولجوئهم إلى الاعتقالات الاعتباطية.
في أغسطس (آب) 2013 تمكن تنظيم داعش من طرد مقاتلي الجيش السوري الحر من مقر قيادتهم في الرقة. وفي الرابع عشر من يناير (كانون الثاني) 2014 سيطر المتشددون بشكل كامل على مدينة الرقة.
في يونيو (حزيران) 2014 أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تغيير اسمه ليصبح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأعلن «الخلافة» على الأراضي التي باتت تحت سيطرته في العراق وسوريا.
في الرابع والعشرين من أغسطس (آب) بات التنظيم يسيطر بشكل كامل على محافظة الرقة بعد انتزاع مطار الطبقة من قوات النظام.
وسريعا ما فرض التنظيم المتطرف قوانينه على الرقة، مستخدما كل أساليب الترهيب.
وبعد أن فرض سيطرته على محافظة الرقة ومناطق أخرى من سوريا، لجأ التنظيم إلى الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس والاغتصاب والخطف والتطهير العرقي والرجم، وغيرها من الممارسات الوحشية، ما استدعى الأمم المتحدة إلى وصف هذه الممارسات بجرائم ضد الإنسانية.
وحسب الأرقام التي قدمها المرصد السوري لحقوق الإنسان في نهاية عام 2015 ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، فإن أكثر من 3500 شخص أعدموا، نصفهم من المدنيين على أيدي هذا التنظيم الذي حرص على استخدام كل التقنيات الحديثة لتصوير فظاعاته على شرائط فيديو بهدف إثارة الرعب.
وهناك مدينتان اليوم تفلتان من سيطرة التنظيم في محافظة الرقة هما تل أبيض وعين عيسى.
تتمتع مدينة الرقة بموقع استراتيجي في وادي الفرات عند مفترق طرق مهم.
وهي قريبة من الحدود مع تركيا وتقع على بعد 160 كيلومترا شرق حلب، وعلى بعد أقل من مائتي كلم من الحدود العراقية.
كان عدد سكانها يبلغ نحو 220 ألفا أضيف إليهم بعد بداية الأحداث نحو 80 ألفا من النازحين.
وأتاح بناء سد على مستوى مدينة الطبقة ازدهار مدينة الرقة التي باتت تلعب دورا مهما في الاقتصاد السوري بسبب الزراعة.
بلغت مدينة الرقة أوج ازدهارها في عهد الخلافة العباسية. وفي عام 722 أمر الخليفة المنصور ببناء مدينة الرافقة على مقربة من مدينة الرقة.
وفي عام 796 جعل الخليفة هارون الرشيد من الرقة عاصمته الثانية على مفترق طرق بين بيزنطية ودمشق وبلاد ما بين النهرين.
الرقة السورية: من الازدهار العباسي إلى جرائم المتطرفين
أول عاصمة محافظة تخرج عن سلطة النظام
الرقة السورية: من الازدهار العباسي إلى جرائم المتطرفين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة