أندية المنطقة الشرقية تطوي موسمها العصيب دون إنجازات

الفتح أفضلها حالاً بـ«الخامس».. والقادسية نجا في المراحل الأخيرة

الفتح كان يمني النفس بالمركز الرابع لكنه خرج بالخامس هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
الفتح كان يمني النفس بالمركز الرابع لكنه خرج بالخامس هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
TT

أندية المنطقة الشرقية تطوي موسمها العصيب دون إنجازات

الفتح كان يمني النفس بالمركز الرابع لكنه خرج بالخامس هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
الفتح كان يمني النفس بالمركز الرابع لكنه خرج بالخامس هذا الموسم («الشرق الأوسط»)

عاشت أندية المنطقة الشرقية موسما عصيبا في منافسات دوري المحترفين السعودي، وأخفقت في تحقيق أدنى أهدافها، بينما تعلق الآمال على موسم جديد ناجح يشهد عودة نادي الاتفاق العريق قادما من منافسات دوري الدرجة الأولى.
وكان الفتح يمني النفس بالحلول في أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال آسيا، لكنه أنهى موسمه في المركز الخامس، وهو المركز الذي يعد «أقل من الطموح»، بحسب رئيس النادي أحمد الراشد والذي شدد على أن الهدف كان بلوغ أحد المراكز الأربعة الأولى، ولكن لم يوفق الفريق في تحقيق هذا الهدف الذي كان متاحا لولا فقدان نقاط كانت متاحة وخصوصا في الدور الأول على اعتبار أن النتائج كانت أفضل نسبيا في الدور الثاني وتحققت نتائج إيجابية متتالية ولكن الحصاد المتأخر لم يثمر في النهاية لتحقيق الهدف.
ونتيجة للظروف الصحية غادر الراشد للعلاج خارج المملكة مما أجل حسم موضوع مدرب الفريق ناصيف البياوي والجهاز الفني المساعد حيث تم تعليق الموضوع إلى حين عقد اجتماع لمجلس الإدارة برئاسة الراشد الذي عاد مؤخرًا.
وفي الوقت الذي كان الرئيس خارج المملكة تم إعلان خطة الإعداد للموسم الجديد من حيث مواعيد انطلاقة التدريبات والمعسكرات الإعدادية دون التأكيد على نية التجديد مع البياوي من عدمه، وهذا ما جعل المدرب يحزم حقائبه ويرحل في إجازة خاصة في انتظار القرار النهائي للإدارة حيث جهز تقريرا عن الموسم المنصرم وحاجات الفريق للموسم الجديد في حال تم تجديد الثقة فيه.
وقبل مغادرته بساعات، قال البياوي لـ«الشرق الأوسط» إنه راض عما قدمه هذا الموسم، مشيرا إلى أنه مركز «جيد جدا» قياسا بإمكانيات نادي الفتح من الناحية المالية.
وتابع: «لا يمكن جلب لاعبين من أندية أخرى يصنفون في الفئة الأولى أو دوليين سعوديين، أيضا ينقص الفريق لاعب أجنبي قناص يمكنه ترجمه الفرص السانحة إلى أهداف في الكثير من المباريات الهامة وهذا الشيء أثر في نتائج الفريق وخصوصا في الدور الأول، حيث فقد الفتح نقاطا كانت قريبة منه، وكتأكيد على قوة الفريق فإنه تفوق ذهابا وإيابا على التعاون صاحب المركز الرابع وهذا يثبت أنه كان الأقوى فنيا لكن التوفيق لم يحالفه.
ووجه البياوي ما يمكن أن يعتبر رسالة وداع، شكر من خلالها إدارة النادي واللاعبين والجماهير وكل من وقف معه ومع الفريق بشكل عام.
ومن يعرف بواطن الأمور بنادي الفتح يدرك أن الإدارة تفضل الاستقرار والصبر على مدربيها كما حصل في تجربته مع التونسي فتحي الجبال الذي تم الصبر عليه 6 سنوات ثم توج ذلك بحصد الدوري في إنجاز تاريخي قد لا يتكرر مع فريق مصنف ضمن فرق الوسط بل لحق الفتح بقيادة الجبال بطولة دوري 2012 ببطولة كأس السوبر في نسخته الأولى التي جمعته بالاتحاد وكان البياوي نفسه مساعدا أول للجبال مما يعزز احتمالية بقائه.
أما الخليج الذي وصل للمركز السابع كأفضل مركز في تاريخ مشاركات الفريق الكروي في دوري المحترفين، فإن كل المؤشرات تنبئ بمستقبل مظلم جدا قد يسقط الفريق في نهاية المطاف لدوري الأولى بعد موسمين متتاليين قضاهما بين الكبار واختير في الدوري المنصرم كأفضل فريق انضباطي في دوري المحترفين وهو إنجاز يضاف إلى جملة من الإنجازات والمكاسب التي تحققت للفريق في الموسمين الأخيرين حيث كان من أفضل فرق الوسط بالدوري، وتأتي النظرة السلبية على مستقبل الفريق نتيجة المشاكل الإدارية العاصفة التي يمر بها النادي حاليا والتي بدأت منذ تشكيل المجلس الجديد برئاسة فوزي الباشا بالتزكية لأربع سنوات مع مجموعة من الأعضاء الذين لم يكونوا يؤيدون أصلا بقاء الباشا بل قدموا مرشحا لم يكن يملك كافة شروط تولي الرئاسة.
ونتيجة للخلافات العاصفة، بدأت لجنة مالية من الهيئة العامة للرياضة التحقيق في المصاريف المالية والإيرادات والمصروفات بعد شكوى الأعضاء في مجلس الإدارة على رئيس النادي، وهذه المشاكل تسببت في رحيل المدرب جلال قادري وكذلك مدير الكرة حسين الصادق رغم أن الصادق رفض ربط تأكيد رحيله بالمشاكل المستجدة وأكد أنه قرر منذ بداية الموسم أن يرحل عن منصبه بعد أن يكون قد قضى أربعة مواسم حافلة بالإنجازات بداية من الصعود من دوري الأولى ونهاية بحصد مركز مميز بدوري المحترفين، ولكن مدير الاحتراف جعفر سليس فتح نافذة أمل واشترط عودة الوفاق سريعا بين الرئيس والأعضاء حتى يتم حسم الكثير من الملفات العالقة ومن بينها الأجهزة الإدارية والفنية والتعاقدات ومعسكر الفريق وغيرها من الاستحقاقات الأساسية.
أما رئيس النادي فقد قدم استقالته نتيجة الأزمة ولكن لم يتم الموافقة عليه مع العلم أنه مشرف كرة القدم.
أما الفريق الثالث فهو القادسية الذي كان مهددا بالعودة إلى دوري الأولى قبل أن ينتفض في الجولات الحاسمة ويحتاج للفوز في المباراة الأخيرة على هجر ليضمن البقاء دون انتظار نتائج الآخرين.
وكان القادسية قد خاض موسما مشحونا ومرهقا جدا نتج عنه تكليف 3 مدربين على التوالي للإشراف على الفريق بداية من التونسي جميل قاسم ثم البرازيلي جالو وانتهاء بالوطني حمد الدوسري الذي نجح في مهمة الإنقاذ.
ورغم كل المطالبات بعدم المغامرة مجددا والبحث عن مدرب والإبقاء على الوطني الدوسري، فإن إدارة النادي بقيادة معدي الهاجري رفضت الحسم سريعا وأجلت القرارات كافة المتعلقة بكرة القدم حتى اجتماع مجلس الإدارة.
وقال الهاجري بخصوص تصوراته وطموحاته الخاصة بالفريق إن التصور بل والثقة أن القادسية سيكون الحصان الأسود في دوري الموسم الجديد بكونه يمتلك لاعبين شبابا كسبوا الخبرة الكافية، وكذلك سيكون اللاعبون المحترفون على مستوى عال، وكانت البداية بتجديد عقد الدولي العراقي سعد عبد الأمير نتيجة ما قدم من مستوى عال وسنحاول أن نتعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين مؤثرين لتقوية صفوف الفريق.
وأقر الهاجري بوجود أخطاء حصلت الموسم الماضي جعلت الفريق في وضع حرج وخصوصا الخيارات الفنية للاعبين الأجانب إلا أنه أكد أن هذه الأخطاء يتحملها الجميع وليس شخص بعينه مهما كان منصبه، لأن القرارات تؤخذ بالمشاورات وليس بالفردية. مؤكدا في الوقت ذاته الاستفادة الكاملة من الأخطاء التي حصلت.
أما رابع فرق المنطقة الشرقية والتي ينتظرها موسم بمثابة تحد لاكتشاف الذات، فهو فريق الاتفاق العائد بصعوبة إلى دوري المحترفين بعد أن حل وصيفا للمجزل على أثر التعادل في عدد النقاط وتفوق حامل الدرع بفارق المواجهات المباشرة.
وبعد أن اختارت إدارة خالد الدبل الاستقرار الفني بالإبقاء على قائد رحلة العودة جميل قاسم تم الإعلان عن برنامج الإعداد والذي سيكون عبر معسكرين أوروبيين وكذلك التعاقد مع أبرز الأجانب بدوري الأولى ليوناردو ألفيس وكذلك التجديد مع البرازيلي ريكاردينهو وبقيت صفقتان أجنبيتان كما تم ضم المهاجم المحلي محمد الصيعري وهناك صفقات أخرى اقتربت الإدارة من إنجازها.
ويقول المدرب قاسم: «يجب السعي لضمان البقاء ولكن دون حسابات معقدة، علينا بذل جهود كبيرة لذلك الهدف وهو ليس طموحا ولكن يجب أن نتعامل مع الأمور بعقلانية ونضع التاريخ جانبا».
أما الرئيس خالد الدبل فيقول إنه يطمح بالعمل مع إدارته والشرفيين وكل شركاء النجاح وأن يجعلوا عودة الفريق لدوري المحترفين ترسم انطباعا على أن الاتفاق عائد بقوة للمكان الذي يستحق الوجود به دائما.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».