تكتيكات فان غال دفعت لاعبي مانشستر يونايتد إلى حافة التمرد

حجم الإحباط تجلى بوضوح مع نهاية عهد المدرب الهولندي.. وسنواته في أولدترافورد لن تذكر بخير

فان غال كان يعلم أن وقت رحيله عن يونايتد قد حان (رويترز)
فان غال كان يعلم أن وقت رحيله عن يونايتد قد حان (رويترز)
TT

تكتيكات فان غال دفعت لاعبي مانشستر يونايتد إلى حافة التمرد

فان غال كان يعلم أن وقت رحيله عن يونايتد قد حان (رويترز)
فان غال كان يعلم أن وقت رحيله عن يونايتد قد حان (رويترز)

كيف وصل الأمر إلى المرحلة التي يمكن عندها لمدرب مانشستر يونايتد أن يفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي، مع كل الأمجاد التي يفترض أن يجلبها، ثم يتعرض لصيحات الهجوم من قبل قطاعات عريضة من مشجعي النادي ويحمل الكأس إلى مؤتمره الصحافي ليتم إخباره بأن وسائل الإعلام تنشر قصصا عن إقالته الوشيكة؟!
رغم كل أخطاء المدرب الهولندي لويس فان غال، فإنه لم يكن هناك قدر كبير من المفاجأة من دون شك لأن يتم تسريب هذا النوع من المعلومات في الوقت الذي كانت فيه الاحتفالات تتواصل على منصة التتويج في ويمبلي. يمكن النظر إلى مدى تراجع شعبية فان غال من خلال الهتافات باسم «جوزيه مورينهو» من داخل مدرجات ويمبلي، وخلال كثير من التوقفات على امتداد الطريق وصولا إلى مساء السبت الماضي، بالطبع لا يستحق أي مدرب أن يعامل بهذه الطريقة. اثنان من المدربين تعرضوا لهذا النوع من المعاملة منذ تقاعد السير أليكس فيرغسون قبل 3 سنوات، وقد تبين لفان غال، كما تبين من قبل لديفيد مويز، أولئك الذين وصفهم بـ«أصدقائي في وسائل الإعلام» ومن نبرات صوته ما يشير إلى أي نوع من الودية والصداقة.
من حق فان غال أن يشعر بأنه كان من الممكن التعامل مع خبر إقالته بمزيد من الكرامة، لكن بالقدر ذاته، من الصعوبة بمكان أن تجادل مع قرار يونايتد، بالنظر إلى أن فترة قيادة المدرب الهولندي على مدار عامين، كانت مرادفًا لمستوى متواضع من كرة القدم، شمل أسوأ إحصائيات تهديفية على مدار ما يزيد على ربع قرن، وحجم خيبة الأمل داخل غرفة خلع الملابس الذي يوضح تمامًا أنه سيكون هناك تعاطف لا يكاد يذكر بين اللاعبين. كان الوصف الذي عرف به فان غال بين اللاعبين هو «العمل الشاق». لم تكن تكتيكاته تلقى قبولاً لدرجة أن كثيرًا من لاعبي فريقه تحدثوا فيما بينهم عن تحديه علنا. لم يصل هذا لمرحلة التمرد، ولكن كانوا قريبين جدًا من الوصول إلى هذه النقطة. كان هناك إجماع على أن «الأمور لا يمكن أن تصل إلى ما هو أسوأ من هذا كثيرًا».
إن المدرب ليس مضطرًا لأن يكون ذا شعبية لكنه يحتاج إلى أن يُعامل باحترام، ورغم أنه كانت هناك أوقات من الدفء بينه وبين اللاعبين، إلا أنه أسلوب فان غال الذي لا يهتم بالمشاعر، والذي يشبه تقريبًا أسلوب ناظر المدرسة، دائمًا ما كان قاسيًا على اللاعبين. لقد وجدوا تشددًا في أساليبه. وتساءلوا: لماذا يتمسك رجل بمثل خلفيته المبهرة في عالم كرة القدم، بمثل هذا الأسلوب الذي لا يلقى قبولا؟ كما كان المشجعون يتوقون إلى عودة إلى أيام يونايتد الخوالي - حيث الكرة الهجومية والمغلفة بروح المغامرة، والتي تعتمد على السرعة والاختراقات - وهي الرغبة نفسها التي كانت موجودة داخل اللاعبين، وقد آلمهم أنه رفض أن يلين أو يستجيب.
بدلا من هذا، كان هناك دائما الإحساس المزعج بأن عليهم الالتزام بطريقة فان غال العقيمة وإما المخاطرة بطردهم من الفريق. يتفوق يونايتد بفارق هدف فقط عن سندرلاند صاحب المركز الرابع في قاع الدوري – وهو الفريق الذي أمضى 237 يوما في منطقة الهبوط - في موسمه الأخير الذي كان يتحدث فيه عن «العملية» أو «الفلسفة»، ومتجاهلا كيف وعد عند تعيينه بأن الفريق سيعود لمساره الصحيح في غضون 3 أشهر.
ويعد الفريق الحالي الأقل مشاهدة في تاريخ يونايتد، وهناك حكايات كثيرة عن كيف تضاءل احترام اللاعبين لفان غال بشكل جماعي في خضم هذا. ويأتي أحد الأمثلة في شكل «حصص التقييم» التي كان يقيمها فان غال في اليوم التالي لكل مباراة، التي كان الهولندي ينتقد خلالها اللاعبين بقسوة. وبحسب أحد المصادر: «كان يقوم بتوبيخ اللاعبين أمام بعضهم البعض». وذهب أقدم لاعبين في الفريق، وهما واين روني ومايكل كاريك لمقابلته والتعبير عن قلقهما بأن هذا الأسلوب يضر بمعنويات اللاعبين وأنه يعتبر فعليا بمثابة إجراء يؤدي للهزيمة الذاتية.
والحق أن فان غال كان دائما مستعدا لأن يستمع إلى الشكاوى، وشجع لاعبيه على التعبير عن آرائهم. لكن استمر الإحساس السيئ. ومن تلك اللحظة فصاعدًا، بدأ يرسل للاعبين برسائل شخصية على البريد الإلكتروني، يشرح فيها بالتفصيل أخطاءهم ويرفق بها مقاطع فيديو لإبراز عدم رضاه. وعند هذه المرحلة كان كثير من اللاعبين في حالة من خيبة الأمل لدرجة أن كثيرين منهم كانوا يتجاهلون الرسائل أو يلقون بها في سلة مهملاتهم مباشرة.
كان فان غال يشك في اللاعبين كذلك، واستعان ببرنامج لتعقب الرسائل بحيث كان يعرف ما إذا كان تم فتح الرسالة ولكم من الوقت. تحول الأمر إلى لعبة القط والفأر، حيث كان بعض اللاعبين يفتحون الرسائل من هواتفهم الجوالة، ويتركونها جانبا ويتسكعون لمدة 20 دقيقة.
ووصل الأمر إلى حد أن الكثير من اللاعبين كانوا يعتبرون فترة التوقف الدولية فترة راحة وفرصة للعب في جو خالٍ من التوتر بعيدا عن مدرب لم يفهموه أبدا، وكانوا - بحسب وصف أحد اللاعبين - يظنون أنه غريب الأطوار.
لن يكون حارس المرمى ديفيد دي خيا في حالة معنوية سيئة من دون شك بالنظر إلى أن علاقته مع فان غال انهارت لدرجة أن الحارس الإسباني البارع كان يفكر بجدية في الضغط من أجل الرحيل عن الفريق هذا الصيف. كان دي خيا أفضل لاعب في الموسم في يونايتد على مدار المواسم الثلاثة الماضية، ولا يجد المرء مفرًا من التفكير في أنه لولاه لكان الفريق في وضع أسوأ من احتلاله المركز الخامس، وبفارق 15 نقطة عن الصدارة.
ومع هذا، فإن حالته الفنية اللافتة كانت تغطي على حقيقة أنه لم يكن هناك دفء بينه وبين فان غال. وعانى الحارس الإسباني من مشكلات منفصلة مع مدرب الحراس، فرانس هويك، لكنه قد تراجع الآن عن فكرة أن يكون هذا الموسم هو الأخير له في مانشستر.
لقد كان من شأن فكرة خسارة دي خيا، بعد انتقاله المفترض إلى ريال مدريد، أن تشكل انتكاسة قوية ليونايتد بالنظر إلى أننا نتحدث عن واحد من قلة من اللاعبين من نوعية النجوم الحقيقيين. ودون هذا، ليس فقط بول سكولز وريو فيرديناند وغاري نيفيل وكل هؤلاء اللاعبين من عهد فيرغسون، الذين تحولوا إلى خبراء تحليل، ليسوا هم فقط من يطالبون بعملية تغيير شاملة. هنالك كثيرون في أولد ترافورد يرددون المطلب نفسه. كم عدد اللاعبين الذين يستلزم رحيلهم؟ يقول واحد من الشخصيات المهمة بعد تفكير طويل في السؤال: «90 في المائة».
لكن اللاعبين يتوقون فوق كل شيء إلى العودة إلى ما يرونه كجو طبيعي. على سبيل المثال، كان أشلي يانغ، يشعر بالارتباك والخوف عندما أبلغ بداية هذا العام بأنه سيكلف بأداء دور جديد، كمهاجم صريح. كان يانغ من أفضل لاعبي يونايتد من حيث الأداء الموسم الماضي عندما انتقل إلى مكانه المعتاد على الجناح الأيسر ليلعب كظهير. وما لم يتخيله أبدًا هو أن يلعب كمهاجم، خصوصًا مع الطريقة التي يرى بها فان غال هذا الدور. كان مهاجمو يونايتد يتلقون تعليمات بتكرار الشيء نفسه في كل مرة: السيطرة على الكرة، والتمرير ثم الدخول إلى منطقة الجزاء وانتظار ما يحدث بعد ذلك. كما كانت التعليمات للاعبي الأطراف هي أنه بدلا من التفكير بالمرور من مراقبيهم، عليهم انتظار الدعم من الظهير. وقد يساعد كل هذا في تفسير سبب شك فان غال فيما إذا كان غاريث بيل (نجم ريال مدريد)، وهو هدف منذ وقت طويل لنائب الرئيس التنفيذي للنادي إد وودوارد، يمكن أن تكون طريقة لعبه مناسبة لنظام الفريق. تحدث فان غال في ويمبلي عن احتياج يونايتد إلى «لاعبين يمتازون بالسرعة والابتكار»، لكننا أمام مدرب قال في أول مؤتمراته الصحافية: «لا أريد أن يكون اللاعبون مبتكرين»، وهو ما بدا غريبا جدا بالنسبة إلى الصحافيين المرافقين له، الذين اضطروا إلى معاودة سماع التسجيل ليتأكدوا من أن آذانهم لم تخطئ سماع ما قاله الرجل.
ومع هذا النوع من البنية الجامدة، ينبغي ألا يندهش أحد من عدم تألق أنخيل دي ماريا في أولد ترافورد، لكنه تفوق مع باريس سان جيرمان. كذلك فقد عانى ممفيس ديباي، ووضح أن أسلوبه المتعجرف لا يتفق مع أول مواسمه في النادي، بعد ضمه في صفقة تكلفت 25 مليون جنيه إسترليني. عندما ارتكب ديباي خطأ أدى لهدف تشيلسي في المباراة التي انتهت بالتعادل 1 - 1 على ملعب ستامفورد بريدج في فبراير (شباط)، تلقى تعليمات بأن يلعب مع فريق الرديف في اليوم التالي.
وحضر ديباي لملاقاة الفريق الثاني لنورويتش سيتي بسيارة من طراز «رولز رويس» وبدا غير مبالٍ عندما قيل له إن هذا قد ينعكس بشكل سيئ عليه. ومع هذا، فهناك درجة من التعاطف مع ديباي من خلف الكواليس ورغبة في إعطائه فرصة جديدة على أمل أن يظهر بصورة مختلفة تحت قيادة مدرب مختلف.
ومع هذا فرغم كل شيء ليس هناك شك بأن صفقات فان غال في معظمها كانت خيبات أمل كبيرة. ويعد أنتوني مارسيال الاستثناء الواضح، لكن الهولندي أنفق ما يزيد على 250 مليون إسترليني، لكن هذا النوع من الأنفاق الباهظ لم يأت بمردود يُذكر.
وكان الألماني باستيان شفاينشتايغر مثالاً على هذا، بعد ما لعب أساسيا في 13 مباراة فقط في الدوري منذ انتقاله من بايرن ميونيخ الموسم الماضي، وكان واضحا تماما لماذا كان بطل ألمانيا مستعدا للسماح له بالرحيل. نادرا ما وصل شفاينشتايغر إلى أكثر من 6 من 10 درجات من حيث جاهزيته، لكن ظل دون هذا المستوى بانتظام، وعروضه المملة لم تكن هي الشيء الوحيد الذي فاجأ زملاءه في الفريق. لقد أمضى شفاينشتايغر أجزاء كبيرة من الموسم مصابًا وميله إلى العودة إلى ألمانيا، وقد أثر سفره جوًا قبل وبعد مباريات يونايتد بالسلب على أقل تقدير.
منح فان غال شفاينشتايغر معاملة تفضيلية، لأنه كان ينظر إليه باعتباره شخصًا سينفذ تعليماته حرفيا. ولأسباب مشابهة، كان يثق بمروان فيلايني الذي كان يعهد إليه بدور أساسي. غير أن فيلايني كان في كثير من الأحيان هو أكثر لاعب لا يثق به الجمهور في أولد ترافورد، لكن فان غال كان يقدر طريقة إنصاته للتعليمات عندما كان واضحًا أن لاعبين آخرين يريدون أن يبادروا بالتعبير عن آرائهم.
وكان من أكثر تعليمات فان غال إثارة للارتباك بالنسبة إلى مهاجميه، هو ألا يكون خيارهم الأول التسديد على المرمى عن تلقي الكرات العرضية على حافة منطقة الجزاء. بدلاً من هذا، تلقوا تعليمات بأن يمرروا أمام المرمى، حتى ولو كانوا واثقين بما فيه الكفاية ليسعوا إلى التسجيل مباشرة. ويعود أحد الأمثلة إلى أول مباراة في الموسم، في مواجهة توتنهام هوتسبر، حيث أرسل أنتونيو فالنسيا عرضية منخفضة من الجهة اليمنى إلى روني الخالي من الرقابة، في منتصف منطقة الجزاء. بدا أن الكرة تحتاج إلى لمسة أخيرة مباشرة، لكن روني قام بلمسة إضافية، لأن هذا ما طلبه فان غال من لاعبيه. حاول كايل ووكر إنقاذ الكرة، لكنه حولها إلى داخل شباكه وبدا روني خجلا وهو يتوجه نحو دائرة المنتصف بعد الهدف.
وعلى مدار الوقت، بدأ اللاعبون يتجاهلون القاعدة، ويشتكون من أنه ينبغي السماح لهم بالتفكير بأنفسهم (رغم أن القصة التي تقول إن أحد اللاعبين طلب من رئيس يونايتد أن يسلق له بيضتين ليأخذهما معه إلى المنزل) على أساس أنه لا يعرف كيف يفعل هذا من تلقاء نفسه، وفي إشارة إلى أن بعض لاعبي الفريق يحتاجون إلى التدليل.
وكشفت مصادر أخرى كيف أن اللاعبين أصبحوا في درجة من الإحباط من تعليمات فان غال بحيث أصبحوا يفعلون ما يرونه مناسبا بطريقتهم، وأبلغوه بأنهم يريدون أن تكون لهم المبادرة في الملعب. في حالة من الحالات، يقال إن هذا اللاعب تحسن بشكل لافت نتيجة لهذا.
وبات واضحا أن كثيرا من اللاعبين يريدون أن يقود رايان غيغز الفريق على أساس أنه يفهم النادي أفضل من فان غال ومورينهو، وأقل احتمالا لأن يكون منعزلا عن كل اللاعبين بعد مرور عامين، وسيكون من المثير أن نتابع ما إذا كان الويلزي سيبقى في أولد ترافورد، أم سيرحل بعد ما تم تجاهل فرصة تعيينه في الدور الذي أراده له فيرغسون وآخرون، كخليفة له.
ومعروف أن آراء غيغز تجاه الأسلوب الذي ينتهجه فان غال في التدريب، تتفق إلى حد بعيد مع آراء نيفيل وسكولز، صديقيه المقربين، وقد كان العامان الماضيان في غاية الصعوبة بالنسبة له كمساعد للمدرب، حيث تربى على مبادئ يونايتد لكن عليه أن يلتزم بطريقة تفكير مختلفة وألا يعمل على قلب السفينة.
ويفسر هذا جزئيا سبب توقف غيغز عن عمل المقابلات الصحافية إذا كانت تعنى بمناقشة أحوال الفريق، وكانت لغة جسده في كثير من الأحيان تبدو مكتومة أثناء جلوسه في مقاعد المنطقة الفنية. في كل يوم خميس كان يونايتد يجري مباراة تدريبية بين فريقين قوام كل منهما 11 لاعبا، وكانت مهمة غيغز وضع تشكيل فريق بطريقة تناسب لعب المنافس الذي سيواجهه يونايتد، وأن يتحدث عن الكرات الثابتة. ومع هذا، فبخلاف هذا الدور، لم يكن له رأي قوي في التكتيكات، ولم يكن قادرا على إقناع فان غال بالانتقال إلى طريقة لعب أكثر إمتاعا.
ونتيجة لهذا، سجل يونايتد 49 هدفا في الدوري هذا الموسم بمعدل 1.29 هدفا، في حين أن معدل الفريق في بطولات الدوري السابقة يصل إلى 76 هدفا. ولم يحدث أن كان الفريق بمثل هذه الإنتاجية المتواضعة منذ موسم 1989 - 1990، عندما رفعت لافتة «تارا فيرجي» الشهيرة، وهذا يلخص انهيارا في الفريق خلال السنوات الثلاثة التي أعقبت تقاعد فيرغسون، حيث سجل إجمالي 175 هدفا – وهو أقل بواقع 81 هدفا عن مانشستر سيتي، بل والأكثر إحراجًا أنه عدد الأهداف نفسه التي سجلها يونايتد في آخر موسمين بقيادة فيرغسون.
في مرحلة من المراحل كان يونايتد يقوم بعدد أكبر من التمريرات إلى الخلف أكثر من أي فريق آخر في الدوري الممتاز، وأقل نسبة من التمرير للأمام، وثاني أعلى معدل من التمرير العرضي. أنهى يونايتد معظم انتصاراته بنتيجة 1 - 0 كما أنه صاحب أعلى عدد من التعادلات السلبية. ويحتل الفريق الترتيب 15 من أصل 20 فيما يتعلق بإجمالي التسديدات على المرمى، البالغة 430، وتملك شركة أوبتا للإحصائيات الرياضية بيانات توضح أن 3 فرق فقط هي واتفورد وأستون فيلا وويست بروميتش، صنعت عددا من الفرص أقل من يونايتد.
وهذا هو المغزى: لقد أعطى فان غال معنى جديدا لمقولة «كرة القدم، الجحيم الدموي». كما عانى يونايتد أسوأ بداية لموسم، منذ 25 عاما، في أول موسم لفان غال مع الفريق، 2014 - 2015، عندما ألقى اللاعبون باللائمة سرا على استعداداته للموسم في لوس أنجليس، لأنهم أحسوا بأنهم كانوا في سجن «5 نجوم»، مع مضاعفة الحصص التدريبية، وكثير من الاجتماعات وعشاء كل ليلة، وكل هذا من الساعة 8:30 صباحا وحتى 10:30 مساء كل يوم. كانت بداية سيئة، وحتى مع حصول الفريق على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي، يبقى أن الحقيقة الصعبة هي أن سنوات فان غال لن تذكر بأي خير في أولد ترافورد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».