تحضيرات معركة الفلوجة تحجب الأضواء عن الأزمة السياسية في بغداد

البرلمان ينتظر دخان الاتحادية الأبيض

قوات أمن عراقية مع معداتها في إطار الاستعداد لمعركة الفلوجة وتحريرها من تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
قوات أمن عراقية مع معداتها في إطار الاستعداد لمعركة الفلوجة وتحريرها من تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
TT

تحضيرات معركة الفلوجة تحجب الأضواء عن الأزمة السياسية في بغداد

قوات أمن عراقية مع معداتها في إطار الاستعداد لمعركة الفلوجة وتحريرها من تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
قوات أمن عراقية مع معداتها في إطار الاستعداد لمعركة الفلوجة وتحريرها من تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)

تستعد القوات العراقية، بمشاركة التحالف الدولي، إلى بدء عمليات تحرير مدينة الفلوجة، وسط جدل بشأن كيفية التعامل مع المدنيين العزل داخلها.
وقال النائب عن المحافظة وعضو لجنة الأمن والدفاع محمد الكربولي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «معركة الفلوجة لا بد أن تنطلق لأنها تأخرت كثيرًا، وباتت تهدد أمن العاصمة بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى توفر المستلزمات الكافية لها، طبقًا لما تعلنه الجهات العسكرية المسؤولة».
أكد الكربولي أن «كل ما نتمناه أن لا تحصل أخطاء كتلك التي رافقت تحرير محافظات ومناطق أخرى، رغم أنه لا بد من وجود هامش للخطأ في الحروب، لكن معركة الفلوجة ووضع المدينة مختلف، وبالتالي يجب أن يكون التعامل معها مختلفًا»، مبينًا أنه «لابد من التمييز بين أهالي الفلوجة، وعدم النظر إليهم على أنهم جميعًا من (الدواعش)، بل الغالبية هم من المواطنين المغلوب على أمرهم».
وأشار الكربولي إلى أن «الكثير من النداءات بدأت تصلنا من داخل المدينة من قبل الأهالي، بشأن كيفية خروجهم عبر ممرات آمنة، وهو ما يعني أنهم كانوا مجرد دروع بشرية لتنظيم داعش الإرهابي، الذي انكشفت كل أوراقه، وهو ما جعله يخسر المعارك واحدة تلو الأخرى، وآخرها معركة الرطبة التي لم تخسر فيها القوات العراقية جريحًا واحدًا».
وبشأن الكيفية التي سيكون فيها مسار المعركة، قال الكربولي إن «رأس الحربة في الدخول إلى المدينة سيكون جهاز مكافحة الإرهاب والقوات الساندة له من القوات العسكرية والحشد العشائري من أبناء المناطق هناك، بينما فصائل الحشد الشعبي ومعها قوات عسكرية أخرى لتأمين الحدود الخارجية من الأنبار والقريبة من بغداد، والتي تمثل مقتربات للفلوجة والمناطق المحيطة بها».
وحول الأزمة السياسية القائمة حاليًا، ومدى تأثير معركة الفلوجة عليها سلبا أو إيجابا قال الكربولي إن «المعارك ضد (داعش) تدور بعيدًا عن الأزمة السياسية المستمرة منذ شهور، ولكن لكون الفلوجة تمثل رمزية خاصة فإنها بالتأكيد ستحجب الأضواء عن هذه الأزمة التي نتوقع إيجاد حل لها قبل الشروع الفعلي بمعركة الفلوجة»، موضحًا أن «الجميع الآن ينتظر القرار الذي سيصدر عن المحكمة الاتحادية الأربعاء المقبل، والذي سيكون ملزما للجميع، حيث إن هذا القرار في حال كان لصالح الرئاسة الحالية للبرلمان التي يمثلها الدكتور سليم الجبوري، فإن البرلمان سيعقد جلسة الخميس أو مطلع الأسبوع المقبل، لكي يستأنف عمله بشكل طبيعي، وفي حال لم تكن لصالح الرئيس الحالي فإنه سيجتمع أيضا لانتخاب رئاسة جديدة».
وكانت القوات الأمنية العراقية أطلقت على معركة تحرير الفلوجة تسمية «كسر الإرهاب»، كناية عن الرمزية التي تحتلها الفلوجة لدى تنظيم داعش. وكانت خلية الإعلام الحربي دعت أهالي الفلوجة إلى التهيؤ للخروج من المدينة عبر طرق آمنة، وأكدت أن تلك الطرق ستوضح لاحقًا، كما طالبتهم بالابتعاد عن مقار وتجمعات تنظيم داعش، كونها ستكون أهدافا للطيران الحربي.
أكدت الخلية في بيان أمس أن «عملية تحرير الفلوجة هي عملية عسكرية عراقية، تشترك بها كل القطاعات من الجيش، وجهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة، والحشد الشعبي والعشائري، والقوة الجوية، وطيران الجيش»، مبينةً أن «هذه القوات ستخوض المعركة بخيار وحيد هو النصر، وتحرير الفلوجة من دنس (داعش) الإرهابي».
وأضافت الخلية أن «عملية تحرير الفلوجة من أجلكم، ومن أجل إعادة الفلوجة إلى أهلها، وهي انتصار لكل عراقي وخصوصا أبناء الأنبار»، مشيرةً إلى أن «عملية التحرير عراقية من أجل تحرير أرض عراقية طاهرة، وهي انتصار لكل الشهداء وضحايا الإرهاب، وانتصار لكل مواطن من الأنبار، ومن الفلوجة».
من جهته أكد الخبير الأمني المتخصص سعيد الجياشي لـ«الشرق الأوسط» أن «كل مستلزمات المعركة تمت تهيئتها من حيث المقدمات والنداءات للمواطنين، وتأمين الطرق الخاصة لهم، وتأمين الغذاء وكل ما يتطلبه الجهد العسكري واللوجيستي، وبالتالي لم تبق سوى ساعة الصفر التي باتت وشيكة جدا».
وأضاف الجياشي أن «مسرح عملية الفلوجة بدأ من الرطبة، حيث إن تحريرها كان المقدمة الضرورية لبدء معركة الفلوجة، نظرًا للترابط الوثيق رغم بعد المسافة بينهما، حيث إن كل الإمدادات التي تأتي لقادة التنظيم وعناصره بالفلوجة إنما تأتي من سوريا عن طريق الرطبة، وعبر طرق وعرة وطويلة، لكنهم يسيطرون عليها، وبالتالي فإن تحرير الرطبة قضى على أهم موقع كان يستخدمه (داعش) لتطوير عمله داخل الفلوجة».
وحول الكيفية التي سيتم من خلالها التعامل مع المدنيين داخل الفلوجة، قال الجياشي إن «شيوخ عشائر الفلوجة والأنبار يبذلون دورا كبيرا في هذا المجال، بالإضافة إلى وجود تعاون من داخل المدينة، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يكون خروج الأهالي آمنًا إلى حد كبير جدًا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.