تستعد القوات العراقية، بمشاركة التحالف الدولي، إلى بدء عمليات تحرير مدينة الفلوجة، وسط جدل بشأن كيفية التعامل مع المدنيين العزل داخلها.
وقال النائب عن المحافظة وعضو لجنة الأمن والدفاع محمد الكربولي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «معركة الفلوجة لا بد أن تنطلق لأنها تأخرت كثيرًا، وباتت تهدد أمن العاصمة بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى توفر المستلزمات الكافية لها، طبقًا لما تعلنه الجهات العسكرية المسؤولة».
أكد الكربولي أن «كل ما نتمناه أن لا تحصل أخطاء كتلك التي رافقت تحرير محافظات ومناطق أخرى، رغم أنه لا بد من وجود هامش للخطأ في الحروب، لكن معركة الفلوجة ووضع المدينة مختلف، وبالتالي يجب أن يكون التعامل معها مختلفًا»، مبينًا أنه «لابد من التمييز بين أهالي الفلوجة، وعدم النظر إليهم على أنهم جميعًا من (الدواعش)، بل الغالبية هم من المواطنين المغلوب على أمرهم».
وأشار الكربولي إلى أن «الكثير من النداءات بدأت تصلنا من داخل المدينة من قبل الأهالي، بشأن كيفية خروجهم عبر ممرات آمنة، وهو ما يعني أنهم كانوا مجرد دروع بشرية لتنظيم داعش الإرهابي، الذي انكشفت كل أوراقه، وهو ما جعله يخسر المعارك واحدة تلو الأخرى، وآخرها معركة الرطبة التي لم تخسر فيها القوات العراقية جريحًا واحدًا».
وبشأن الكيفية التي سيكون فيها مسار المعركة، قال الكربولي إن «رأس الحربة في الدخول إلى المدينة سيكون جهاز مكافحة الإرهاب والقوات الساندة له من القوات العسكرية والحشد العشائري من أبناء المناطق هناك، بينما فصائل الحشد الشعبي ومعها قوات عسكرية أخرى لتأمين الحدود الخارجية من الأنبار والقريبة من بغداد، والتي تمثل مقتربات للفلوجة والمناطق المحيطة بها».
وحول الأزمة السياسية القائمة حاليًا، ومدى تأثير معركة الفلوجة عليها سلبا أو إيجابا قال الكربولي إن «المعارك ضد (داعش) تدور بعيدًا عن الأزمة السياسية المستمرة منذ شهور، ولكن لكون الفلوجة تمثل رمزية خاصة فإنها بالتأكيد ستحجب الأضواء عن هذه الأزمة التي نتوقع إيجاد حل لها قبل الشروع الفعلي بمعركة الفلوجة»، موضحًا أن «الجميع الآن ينتظر القرار الذي سيصدر عن المحكمة الاتحادية الأربعاء المقبل، والذي سيكون ملزما للجميع، حيث إن هذا القرار في حال كان لصالح الرئاسة الحالية للبرلمان التي يمثلها الدكتور سليم الجبوري، فإن البرلمان سيعقد جلسة الخميس أو مطلع الأسبوع المقبل، لكي يستأنف عمله بشكل طبيعي، وفي حال لم تكن لصالح الرئيس الحالي فإنه سيجتمع أيضا لانتخاب رئاسة جديدة».
وكانت القوات الأمنية العراقية أطلقت على معركة تحرير الفلوجة تسمية «كسر الإرهاب»، كناية عن الرمزية التي تحتلها الفلوجة لدى تنظيم داعش. وكانت خلية الإعلام الحربي دعت أهالي الفلوجة إلى التهيؤ للخروج من المدينة عبر طرق آمنة، وأكدت أن تلك الطرق ستوضح لاحقًا، كما طالبتهم بالابتعاد عن مقار وتجمعات تنظيم داعش، كونها ستكون أهدافا للطيران الحربي.
أكدت الخلية في بيان أمس أن «عملية تحرير الفلوجة هي عملية عسكرية عراقية، تشترك بها كل القطاعات من الجيش، وجهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة، والحشد الشعبي والعشائري، والقوة الجوية، وطيران الجيش»، مبينةً أن «هذه القوات ستخوض المعركة بخيار وحيد هو النصر، وتحرير الفلوجة من دنس (داعش) الإرهابي».
وأضافت الخلية أن «عملية تحرير الفلوجة من أجلكم، ومن أجل إعادة الفلوجة إلى أهلها، وهي انتصار لكل عراقي وخصوصا أبناء الأنبار»، مشيرةً إلى أن «عملية التحرير عراقية من أجل تحرير أرض عراقية طاهرة، وهي انتصار لكل الشهداء وضحايا الإرهاب، وانتصار لكل مواطن من الأنبار، ومن الفلوجة».
من جهته أكد الخبير الأمني المتخصص سعيد الجياشي لـ«الشرق الأوسط» أن «كل مستلزمات المعركة تمت تهيئتها من حيث المقدمات والنداءات للمواطنين، وتأمين الطرق الخاصة لهم، وتأمين الغذاء وكل ما يتطلبه الجهد العسكري واللوجيستي، وبالتالي لم تبق سوى ساعة الصفر التي باتت وشيكة جدا».
وأضاف الجياشي أن «مسرح عملية الفلوجة بدأ من الرطبة، حيث إن تحريرها كان المقدمة الضرورية لبدء معركة الفلوجة، نظرًا للترابط الوثيق رغم بعد المسافة بينهما، حيث إن كل الإمدادات التي تأتي لقادة التنظيم وعناصره بالفلوجة إنما تأتي من سوريا عن طريق الرطبة، وعبر طرق وعرة وطويلة، لكنهم يسيطرون عليها، وبالتالي فإن تحرير الرطبة قضى على أهم موقع كان يستخدمه (داعش) لتطوير عمله داخل الفلوجة».
وحول الكيفية التي سيتم من خلالها التعامل مع المدنيين داخل الفلوجة، قال الجياشي إن «شيوخ عشائر الفلوجة والأنبار يبذلون دورا كبيرا في هذا المجال، بالإضافة إلى وجود تعاون من داخل المدينة، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يكون خروج الأهالي آمنًا إلى حد كبير جدًا».
تحضيرات معركة الفلوجة تحجب الأضواء عن الأزمة السياسية في بغداد
البرلمان ينتظر دخان الاتحادية الأبيض
تحضيرات معركة الفلوجة تحجب الأضواء عن الأزمة السياسية في بغداد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة