توني شيا للمشجعين: انسوا الماضي.. سنجعل من آستون فيلا فريقًا عظيمًا

رجل الأعمال الصيني الذي امتلك النادي يتطلع لإعادة الفريق للممتاز.. ووعد بضخ المال لبناء فريق جديد

هبوط فريق آستون فيلا يستلزم تغييرات كبيرة الموسم المقبل (أ.ف.ب) - توني شيا مالك آستون فيلا الجديد (رويترز)
هبوط فريق آستون فيلا يستلزم تغييرات كبيرة الموسم المقبل (أ.ف.ب) - توني شيا مالك آستون فيلا الجديد (رويترز)
TT

توني شيا للمشجعين: انسوا الماضي.. سنجعل من آستون فيلا فريقًا عظيمًا

هبوط فريق آستون فيلا يستلزم تغييرات كبيرة الموسم المقبل (أ.ف.ب) - توني شيا مالك آستون فيلا الجديد (رويترز)
هبوط فريق آستون فيلا يستلزم تغييرات كبيرة الموسم المقبل (أ.ف.ب) - توني شيا مالك آستون فيلا الجديد (رويترز)

تعهد المالك الجديد لآستون فيلا بتحويل النادي الهابط حديثا إلى الدرجة الأولى إلى أحد أكبر أندية العالم، بضخ ما يصل إلى 50 مليون جنيه في خزائن النادي قبل الموسم القادم، ومنتقدا اللاعبين الذين يفتقرون للحماس رغم امتلاكهم الموهبة.
أزيح الستار يوم الأربعاء الماضي عن شيا جيانتونغ، وهو مليونير يبلغ من العمر 39 عاما، من شرق الصين، يستخدم الاسم الإنجليزي، توني شيا، بوصفه المالك الجديد لآستون فيلا، بعد شهر على هبوط النادي إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي في أعقاب موسم كارثي بالنسبة إلى تاريخ النادي الممتد على مدى 142 عاما.
وتحدث شيا في مكتبه الواقع في الطابق الـ19 في حي المال في بكين، قائلا إنه يستعد للشروع في عملية تغيير مكثفة في النادي ضمن جهد يهدف إلى تأمين الصعود مجددا إلى الدوري الممتاز. وبمجرد تحقيق هذا الهدف، فإنه سيقاتل لتحويل آستون فيلا إلى قوة كروية عالمية.
وواصل شيا في حديث مع «الغارديان» في مكتبه، في أول مقابلة مباشرة مع وسائل الإعلام منذ الإعلان عن الصفقة: «طموحي هو أن أجعل فيلا من بين الستة الكبار في أقل من 5 سنوات، وأتمنى أن يكون من أكبر 3 أندية في العالم – بل وأشهر ناد في العالم – في أقل من 10 سنوات».
ومضى للقول: «حتى الآن على الأقل تحقق كل ما خططت له في حياتي العملية. ولا أحد يصدق البداية لكني حققت هذا مهما استغرق ذلك من سنوات طويلة».
وبسؤاله عن رسالته لمشجعي فيلا، قال شيا: «انسوا الماضي وفكروا بأننا سندخل عصرا جديدا».
على أن رئيس آستون فيلا الجديد أقر بأن التحدي الأول له سيكون القتال من أجل العودة إلى الدوري الممتاز. وأوضح: «الأولوية الأولى بالنسبة لي هي الصعود. وأشعر بالكثير من الضغوط. وأعتقد أن الكثير من أنصار فيلا يتوقون للعودة للممتاز من جديد، ومن ثم سيكون العام المقبل صعبا جدا بالنسبة لي. وأتمنى أن نتمكن من تحقيق هذا».
وقال شيا إن ما يثير قلقه بشكل أساسي هو إيجاد أفضل مدرب وأكد أنه أجرى مباحثات مع عدد من المرشحين، بمن فيهم مدرب تشيلسي ووست برومويتش ألبيون السابق روبرتو دي ماتيو، ومدرب ساوثهامبتون وليستر السابق نيجيل بيرسون.
وقال: «لدينا الكثير من المرشحين الجيدين للغاية.. تحدثت إليهم جميعا»، مضيفا أن القرار بشأن المدرب الجديد سيتم حسمه في الأسبوعين المقبلين. وقال: «أهم شيء الآن هو أن نجد المدرب المناسب.. نحن بحاجة فعلا لمدرب جيد يعرف كيف يلعب في الدرجة الأولى. هذا المستوى أصعب حتى من الدرجة الممتازة. ونحن بحاجة لأن نعرف كيف نعيد ترتيب الأمور داخل الفريق».
وقال شيا إن المدرب الجديد سيحصل على تمويل للصفقات الجديدة يتراوح بين 20 إلى 50 مليون جنيه اعتمادا على عدد اللاعبين الذين يرى حاجة للتعاقد معهم.
وأوضح: «أشعر بالثقة في الوقت الحالي. وأعتقد أننا سنضيف 6 إلى 7 لاعبين في 6 إلى 7 مراكز تقريبا (قبل بداية الموسم) وسنستعين بعدد من اللاعبين صغار السن الموهوبين من أكاديمية الناشئين في الفريق الأول.. أعتقد أن كثيرا منهم يستطيعون أن يؤدوا بشكل جيد جدا في الدرجة الأولى».
وقال رجل الأعمال الذي عاد إلى الصين من إنجلترا هذا الأسبوع إنه يأمل بأن يتطلع أنصار آستون فيلا المحبطون إلى المستقبل وأن يقفوا وراء خططه للنادي.
كما دافع عن المالك السابق راندي ليرنر الذي لا يحظى بتأييد الجمهور. وقال إن بعض الإساءات التي وجهها إليه المشجعون كانت «ظالمة».
وقال: «راندي ليرنر رجل رائع وهو يحب هذا النادي. لقد أراد فعلا أن يحسن من الفريق. وقد استثمر فيه الكثير من الأموال».
ومع هذا، وفي اعتراف بازدياد العلاقة سوءا بين ليرنر والمشجعين، قال رئيس فيلا الجديد إنه سيحتاج إلى لغة حوار أفضل بكثير مع الجمهور من تلك التي كان يستخدمها سلفه، موضحا: «سيكون التواصل جزءا مهما للغاية».
وبعد مشاهدة مباراة فيلا الأخيرة على ملعبه ضد نيوكاسل يونايتد في 7 مايو (أيار) قال شيا إنه يخطط لأن يصبح وجها مشهورا جدا في فيلا بارك وسينتقل إلى برمنغهام بصحبة زوجته وابنته التي يبلغ عمرها 18 شهرا في محاولة لكسب تأييد المشجعين ودعمهم لمسيرة الصعود.
وقال: «سأنفق الكثير من الأموال هناك، خاصة في الموسم الأول. وأعتقد أنني سأشتري منزلا، الشهر المقبل ربما».
ولد شيا في كوزهو، وهي مدينة متوسطة الحجم، تبعد 400 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من شنغهاي، لأب متخصص في أساليب الزراعة، وأم كانت ربة منزل.
وقال: «نشأت في أسرة عادية جدا». لكن وفقا لتقارير لوسائل إعلام محلية في الصين، كان شيا أبعد ما يكون عن طفل عادي. وتصف هذه التقارير شيا، وهو واحد من 3 أبناء، بالطفل المعجزة الذي سافر للدراسة بالجامعة في بكين وعمره 14 عاما.
بعد 4 سنوات، وفي عامه الـ19. حزم شيا حقائبه وعبر المحيط الهادي لقضاء ست سنوات في الدراسة في جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. قضى 5 أشهر في جامعة أكسفورد ضمن برنامج لتبادل الطلاب في 2002، وخلال ذلك الوقت قال إنه تحول إلى مشجع لآستون فيلا، بعد أن شاهد مباراة على فيلا بارك. وأضاف: «كنت من عشاق الكرة الإنجليزية لسنوات كثيرة».
ولدى سؤاله عن أول مباراة شاهدها على فيلا بارك، قال رجل الأعمال: «أنت تعرف الإحساس هنا. إنه لا يشبه الإثارة، بل يشبه الصدمة عندما تكون في هذه البيئة».
قال شيا إنه جمع ثروته من خلال العمل في مشروعات تصنيع في أنحاء الصين التي يجتاحها التحضر واستحوذ في 2004 على مجموعة «ريكون غروب»، وهي الشركة القابضة التي مقرها في بكين وهانغتشو، والتي تقف وراء شراء آستون فيلا.
ربما كان اسم شركته، الذي قال إنه اختصار لكلمة «إعادة الإعمار» مناسبا بالنسبة إلى المالك الجديد لناد لكرة القدم يمر بأزمة.
ووفقا لصحيفة «فايننشيال تايمز»، تملك «ريكون غروب» الحصص الأكبر في شركات تشمل شركة لصناعة الصابون وشركة في شنغهاي أنتجت 150 ألف طن من الغلوتمات أحادية الصوديوم العام الماضي. وحققت هذه الشركة، وفق تقارير، صافي خسارة بلغت 77.7 مليون دولار العام الماضي.
وفي مقابلة مع «سكاي نيوز»، قال لاعب وسط فيلا المدافع السابق، إيان تايلور، عن استحواذ شيا على النادي بأنه «نبأ رائع»، لكنه أقر بأن لديه «بعض التحفظات بشأن مؤهلات المالك الجديد».
وفي حديثه يوم الخميس، أكد شيا أنه الرجل المناسب للمهمة. ووصف نفسه بأنه رجل يحب العمل الشاق ومليونير عصامي، لن يكون لديه صبر طويل على اللاعبين الذين يتقاضون أجورا كبيرة ولا يقدمون المردود المطلوب.
وأوضح: «بالنسبة إلى كثير من الصينيين الآن، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تصبح من خلالها ثريا أو ناجحا هي أن تنشأ في أسرة غنية، أو يكون والدك شخصية ذات نفوذ؛ أبا غنيا أو قويا، أو أي شيء من هذا القبيل. وعلى الأقل من واقع خبرتي، إذا واصلت العمل الشاق، فستظل لديك فرصة. وأعتقد أن السلوك أهم بكثير من الموهبة. ومن ثم فهذا واحد من المبادئ الأساسية بالنسبة لي، والتي أقدمها إلى المدرب الجديد الذي سيختار اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق في عملية إعادة بنائه».
وتعهد شيا بضخ مبالغ كبيرة في النادي، لكنه قال إنه لن يحاول تقليد ما وصفه بنموذج «الأموال المحروقة» في فرق مثل مانشستر سيتي، موضحا: «لا أعتقد أن هذا نموذج صحي وأنه يمكن أن يدوم طويلا».
وقال شيا إنه سيعود إلى برمنغهام خلال الأسبوعين القادمين لبدء عملية إعادة البناء والانخراط مع المشجعين: «سيكونون بحاجة لأن يعرفوا أنني واحد منهم. سأفعل أي شيء أستطيعه لكي يصعد النادي للدرجة الممتازة من جديد. وأتمنى أن نعيد كل شيء إلى مساره الصحيح بأسرع ما يكون».
وختم شيا أنه ليس هناك ما هو أسوأ بالنسبة إلى الوضع الحالي في النادي، قائلا: «لهذا أتمنى أن يقف كل المشجعين معا وأتمنى أن يكون العام المقبل عاما سعيدا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».