أكثر من 20 اختراقًا للميليشيات الانقلابية في محافظة الضالع

فرار ثلاثة قياديين حوثيين أسرى من معسكر الصدرين

أكثر من 20 اختراقًا للميليشيات الانقلابية في محافظة الضالع
TT

أكثر من 20 اختراقًا للميليشيات الانقلابية في محافظة الضالع

أكثر من 20 اختراقًا للميليشيات الانقلابية في محافظة الضالع

سجلت لجنة التهدئة والمراقبة في محافظة الضالع، جنوب البلاد، أكثر من 20 اختراقا للهدنة ووقف إطلاق النار، ارتكبتها الميليشيات الانقلابية في جبهتي مريس وحمك، شرق وشمال مدينة قعطبة. وقال مصدر في لجنة التهدئة والمراقبة لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس الأسبق صالح أطلقت بكثافة نيران أسلحتها من مواقعها في جبل ناصة وهضبة التهامي شمال جبهة مريس على مواقع المقاومة والجيش الوطني في الحيافي بموقعي يعيس والقهرة في أوقات مختلفة». وأضاف المصدر أن قرى رمة وعدنة الشامي والقهرة تم قصفها من قبل الميليشيات بالمدفعية والأسلحة المتوسطة، فيما تم إطلاق النار من مواقع تابعة للميليشيات الحوثية على مواقع للمقاومة والجيش الوطني في مواقع مختلفة في جبهة حمك شمال مدينة قعطبة وتخوم جنوب مدينة إب عاصمة محافظة إب وسط البلاد.
إلى ذلك، نظم أهالي منطقة مريس وقفة احتجاجية أمام قسم الشرطة بمنطقة جبارة، احتجاجا على فرار ثلاثة أسرى حوثيين من معسكر الصدرين الواقع في المنطقة نفسها.
وقال السكان لـ«الشرق الأوسط» إن الأسيرين فروا أول من أمس، وسبق ذلك فرار أسير حوثي ثالث من المعسكر نفسه، ويقول الأهالي إنه الشخص المسؤول عن عمليات القنص لعدد من المواطنين العزل، وكذا شباب المقاومة الشعبية.
وطالب هؤلاء بكشف الجهة الواقفة خلف عمليات الفرار للأسرى الحوثيين، موضحين أن الأسيرين الأخيرين هما قياديان حوثيان، ويرجح أن فرارهما تقف خلفه عصابة متواطئة مع الميليشيات وقوات الرئيس المخلوع، دون اعتبار للدماء والأرواح التي أزهقت برصاص وصواريخ هذه الميليشيات الانقلابية.
العقيد عبد الله مزاحم، قائد جبهة مريس دمت، أكد لـ«الشرق الأوسط» حقيقة الفرار للأسرى الثلاثة، كاشفا عن اتخاذه إجراءات رادعة حيال عملية الفرار للأسرى الثلاثة، موضحا بهذا الشأن تشكيله للجنة تحقيق مع الحراسة المسؤولة عن تأمين الأسرى، التي أودع جميع أفرادها الحبس على ذمة القضية. وأشار إلى أن قيادة الجبهة أبلغت رئاسة الأركان بواقعة الفرار للمرة الثانية على التوالي، مشددا على أهمية الكشف عن حقيقة القضية، وأن تأخذ الجهة الفاعلة جزاءها العادل والرادع.
وفي محافظة عدن، جنوب البلاد، بعثت منظمات المجتمع المدني وشخصيات اجتماعية برسالة عاجلة للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وقيادة التحالف العربي، طالبت فيها بوقف الدعم لأي ميليشيات مسلحة خارجة عن سلطات المحافظ ومدير الأمن، وبترسيخ العمل المؤسسي المدني في المدينة. وأكدت أكثر من 20 منظمة ومؤسسة مدنية وكذا شخصيات اجتماعية وثقافية في محافظة عدن، للرئاسة والحكومة اليمنية وقوات التحالف، وقف الدعم لأي ميليشيات أيا كان شكلها واسمها، طالما لا تخضع لسلطة المحافظ اللواء عيدروس الزبيدي، ومدير الأمن اللواء شلال شائع، مؤكدة ضرورة منح قيادة محافظة عدن كامل الصلاحيات المخولة لها والمعززة لسلطتها النابعة من التأسيس للعمل المؤسسي وبناء دولة النظام والقانون.
وقالت هذه المنظمات والشخصيات في رسالتها العاجلة والمهمة التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها: «نرفع لكم خطابنا هذا الذي نضعه بين أيديكم آملين منكم الاهتمام بمضامينه وبما جاء فيه لكونه صادرا عن أكبر تحالف لمنظمات المجتمع المدني لمدينة عدن». وأضافت: «إننا نتابع بحرص شديد ما يدور في مدينتنا منذ أن تم تحريرها من قوات الغزو الانقلابية، وذلك بفضل الله، ثم برجال مقاومتنا الوطنية الجنوبية، وبفضل إسناد ودعم قوات التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة».
وتابعت: «استشعرنا سير بعض مجريات الأمور بمدينتنا بقلق شديد لكونها تتم خارج نطاق مؤسسات الدولة ولا نعلم من ورائها أو من يقف خلفها ويدعمها بقوة، وذاك بإصدار بعض القرارات دون علم قيادة المحافظة وإدارة أمنها ومع هذا نجدها تنفذ بقوة على أرض الواقع».
واختتمت مناشدتها بالقول: «وعليه فإننا - نحن منظمات المجتمع المدني - الذين نمثل الحاضنة الاجتماعية لعدن، نعرب لكم عن استيائنا وقلقنا الشديدين تجاه ظواهر تنبئ بأن عدن تدار بواسطة قيادات ميليشيات تربعت باسم المقاومة وتأمر وتنهى خارج أجهزة السلطات المحلية، وهو ما يتعارض مع ما يتطلع إليه شعبنا، وفي الوقت نفسه نؤكد ضرورة بسط الدولة هيبتها وسلطاتها وعدم السماح بتشكيل أي ميليشيات خارج إطار الدولة ووقف هذه الازدواجية». وتضمنت الرسالة أكثر من 20 منظمة ومؤسسة مدنية في العاصمة المؤقتة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».