الميليشيات تنقل صواريخ باليستية من الحديدة إلى ذباب وتكثف من قصف الأحياء

محافظ تعز: ما يجري في تعز مسلسل عقاب جماعي لموقفها الرافض للانقلاب

الميليشيات تنقل صواريخ باليستية من الحديدة إلى ذباب وتكثف من قصف الأحياء
TT

الميليشيات تنقل صواريخ باليستية من الحديدة إلى ذباب وتكثف من قصف الأحياء

الميليشيات تنقل صواريخ باليستية من الحديدة إلى ذباب وتكثف من قصف الأحياء

قالت لجنة التهدئة الفرعية في محافظة تعز، إن الميليشيات الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية، وحركت صواريخ باليستية من محافظة الحديدة إلى مديرية ذباب، غرب المحافظة.
وأضافت في بلاغ، أنه «تم التعزيز بصواريخ باليستية طويلة المدى، عبر ناقلات كبيرة من محافظة الحديدة إلى معسكر العمري بمديرية ذباب التي تبعد 10 كيلومترات (كلم) عن مضيق باب المندب. كما أن الميلشيات كثفت من قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وكذا قرى الوازعية وجبل حبشي وجبل صبر».
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ضرورة «تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وقيام الدولة الاتحادية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بما فيه انسحاب الانقلابيين وتسليم السلاح، واستعادة الدولة».
وأشاد رئيس الوزراء بأبناء إقليم الجند (محافظتي إب وتعز) ومقاومتهم، وذلك خلال لقاء جمعه بالشيخ حمود سعيد المخلافي، رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في تعز، وبقيادات سياسية وقبلية من إقليم الجند في العاصمة السعودية الرياض، وناقش معهم واقع ومستجدات الساحة اليمنية وما تشهده من تطورات على كل المستويات.
وقال بن دغر إن «الحكومة ستولي الاهتمام لعلاج الجرحى ورعاية أسر الشهداء»، مشيرا إلى «ضرورة وحدة الصف، وأهمية التآزر وإعادة اللحمة الوطنية لتجاوز التحديات التي تواجه الشرعية والشعب اليمني الصابر».
وأكد الشيخ المخلافي أن «الميليشيات الانقلابية لم تلتزم بالهدنة منذ بدايتها، بل ازدادوا هجوما وحصارا على أبناء تعز». وتركز القصف على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المحور الشرقي والغربي للمدينة، في محاولة مستميتة من الميليشيات الانقلابية التقدم واختراق مواقع قوات الشرعية واقتحام المدينة.
وقال الناشط الحقوقي أحمد الصهيبي، من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط»: «لا تزال مفاوضات الكويت العبثية، تعطي الانقلابيين فرصة لقتل أكبر عدد من المدنيين في تعز عن طريق إرسال القذائف العشوائية والصواريخ، بالإضافة إلى استمرارها بإرسال التعزيزات العسكرية إلى مواقعها التي تسيطر عليها، وتحاول جاهدة تحقيق أكبر قدر من التقدم على الأرض».
وأضاف أنه «لا يوجد في تعز ما يسمى هدنة، حيث تم خرقها من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في الدقائق الأولى لبدء سريانها، ولا تزال المجازر مستمرة ضد أهالي الحالمة تعز، الأمر الذي يجعلنا نؤمن جدًا أن ما يحدث في الكويت هو مضيعة للوقت، مع تقديرنا لأشقائنا في الكويت لجهودهم الرامية لإحلال السلام في اليمن ودول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية».
وأكد الصهيبي أنه مع «عدم التزام ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بأي اتفاق وقعوه مع أي طرف آخر منذ بدء ظهور اسم جماعتهم قبل أعوام وحتى اليوم، أصبح الوضع الإنساني، أيضا، في تعز يزداد سوءا بعد الانهيار المفاجئ للعملة المحلية، وبعد قيام الميليشيات الانقلابية في صنعاء بطباعة أوراق عملات جديدة، ومع عدم وجود احتياطي نقدي في البنك المركزي».
وأوضح محافظ محافظة تعز، علي المعمري، خلال لقائه بعدد من النشطاء والإعلاميين والائتلافات والمبادرات الشبابية والمجتمعية في محافظة تعز، وبحضور قائد محور العميد يوسف الشراجي وقائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، أن تعز تتعرض لقصف يومي من قبل الميليشيات، وأن ما يجري هو ضمن «مسلسل العقاب الجماعي الذي تتعرض له تعز لموقفها الرافض للانقلاب وسلطة القمع والاستعباد والوصاية والقوة الغاشمة».
ودعا المعمري إلى توحيد الجهد الإعلامي، وإدارة معركة إعلامية موحدة للتعريف بجرائم الانقلاب، وتوضيح مظلومية محافظة تعز والأوضاع المتردية التي تعيشها نتيجة الحرب والحصار. وأعلن المعمري في حديثه أن استقالته ستتم في نهاية شهر مايو (أيار) الحالي في حال لم يتم تقديم الدعم اللازم للمحافظة، الذي يكفي لتشغيل المؤسسات والمرافق الحكومية، وتفعيل أجهزة الأمن.
وفي السياق ذاته، بحثت لجنة جرحى الحرب، المشكّلة من وزير الصحة والإسكان برئاسة المحافظ علي المعمري، مواصلة استكمال ملفات الجرحى وتسفيرهم إلى الخارج للعلاج وإعطاء المحتاجين الرعاية اللازمة في الداخل، وذلك على حسب تقرير اللجنة الطبية المختصة.
في المقابل، دعت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة تعز، المحافظ المعمري وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى «تركيز الجهود لإنجاز عملية التحرير التي ستنهي معاناة شعبنا، وتدعوهم في الوقت نفسه إلى الحيطة والحذر، واتخاذ جميع التدابير والإجراءت التي من شأنها كشف من يقف وراء هذه الجريمة، وإيقاف محاولات الإخلال بالأمن واستهداف قادة المقاومة بصورة حازمة وكاشفة للمتآمرين وأعداء تعز واليمن».
وقالت في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «اللقاء المشترك بتعز - وهو يؤمن بأن تعز ستظل رافعة للمشروع الوطني والدولة المدنية - يؤكد استمرار المقاومة الشعبية حتى النصر وإسقاط مشاريع الظلام والاستبداد، ولن يثني شعبنا عن المضي في ملحمة المقاومة أساليب الترويع والغدر واستهداف المقاومة ورموزها في مواقع البطولة والفداء».



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.