الولايات المتحدة تؤكد دعمها والتزامها بمرجعيات مفاوضات الكويت

الميليشيات تعتقل رئيس هيئة الأراضي وتوقف مرتبات الموظفين

الولايات المتحدة تؤكد دعمها والتزامها بمرجعيات مفاوضات الكويت
TT

الولايات المتحدة تؤكد دعمها والتزامها بمرجعيات مفاوضات الكويت

الولايات المتحدة تؤكد دعمها والتزامها بمرجعيات مفاوضات الكويت

أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها لن تسمح بالخروج على الثوابت والأسس والمرجعيات التي بنيت عليها مشاورات الكويت، ممثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216 وجميع القرارات ذات الصلة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن التأكيد الأميركي جاء في سياق الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الليلة الماضية من وكيل وزارة الخارجية الأميركية توماس شانون الذي أكد دعم بلاده للشرعية الدستورية في اليمن ممثلة بالرئيس هادي. وعبر شانون عن شكره البالغ لهادي وجهوده الحثيثة التي يبذلها من أجل السلام من خلال دعمه للمشاورات السلام في الكويت، رغم تعنت ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. من جانبه ثمن الرئيس اليمني الدور الإيجابي للحكومة الأميركية ووقوفها إلى جانب أمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية، مؤكدًا حرصه الشديد على إنجاح مشاورات السلام في الكويت.
وفي سياق آخر، قالت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء، إن أطقما عسكرية تحركت من مقر الحكومة الذي استولت عليه الميليشيات الانقلابية، متجهة إلى مبنى هيئة أراضي وعقارات الدولة، وشوهدت وهي في حالة انتشار ومدججة بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هذه القوات قامت باعتقال رئيس الهيئة العامة للأراضي الدكتور عبد الله الفضلي، موضحة أن اعتقال المسؤول على خلفية انتمائه لمحافظة أبين الجنوبية وضمن ممارسات طالت مسؤولين وموظفين جنوبيين في صنعاء.
وكشفت هذه المصادر عن ضغوطات تعرضت لها القاضية أفراح بادويلان رئيسة الهيئة العامة لمكافحة الفساد من قبل الحوثيين الذين تبنوا أيضا حملة استهدفت نائب الرئيس التنفيذي لشركة الغاز اليمنية، صبري العدني، علاوة لوجود آلاف الموظفين الجنوبيين العالقين في العاصمة صنعاء نتيجة لوقف مرتباتهم ومستحقاتهم. وأشارت إلى أن الميليشيات المسيطرة على وزارة الدفاع أوقفت مرتبات ومخصصات محافظة جزيرة سقطرى كافة.
وقال عسكريون جنوبيون لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح منعتهم من دخول العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأربعاء، وقامت بمصادرة هواتفهم الخلوية، مشيرين إلى قيام الميليشيات بوقف العشرات منهم في نقطة تفتيش نقيل يسلح جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وكشف هؤلاء عن وقف مرتباتهم منذ أشهر بداعي مقابلة اللجان المشكلة من قبل اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، موضحين أنهم ورغم متابعتهم المستمرة مع جهات صرف مرتباتهم الشهرية في صنعاء تم إلزامهم بالحضور لتسلم هذه المرتبات التي حصرت صرفها الميليشيات بمكاتب البريد في العاصمة صنعاء فقط.
وأشاروا في أحاديثهم إلى أنهم ورغم عناء السفر من محافظاتهم الجنوبية المحررة إلى العاصمة اليمنية التي تسيطر عليها الميليشيات فوجئوا بوقف الكثير منهم في نقاط التفتيش وإعادتهم إلى محافظاتهم، بينما البعض الآخر قوبل بإساءة بالغة وتجريدهم من هواتفهم الخاصة واتهامهم بالخيانة والعمالة لدول العدوان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.