بعد عام من التوقف.. القوات الأمنية تنشط مرافقها في مدن ساحل حضرموت

أول عملية اغتيال بالمكلا تسجل ضد قوات النخبة الحضرمية

بعد عام من التوقف.. القوات الأمنية تنشط مرافقها في مدن ساحل حضرموت
TT

بعد عام من التوقف.. القوات الأمنية تنشط مرافقها في مدن ساحل حضرموت

بعد عام من التوقف.. القوات الأمنية تنشط مرافقها في مدن ساحل حضرموت

عاودت أقسام الشرطة ومقار الأمن عملها أمس الأربعاء في عاصمة المحافظة المكلا ومديرية الشحر وعموم مدن الساحل الجنوبي الشرقي، حيث باشرت القوات الأمنية تفعيل مرافقها والعمل على تلبية مطالب السكان المحليين من أبناء حضرموت.
وتأتي عودة عمل مرافق الشرطة والأمن بمدن ساحل حضرموت وحاضرة المحافظة المكلا بعد توقف لأكثر من عام من سيطرة عناصر «القاعدة» على المنطقة، قبل أن يتم تحريرها قبل أسابيع على أيدي القوات العسكرية الجنوبية بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقال اللواء فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن أجهزة الأمن وأقسام الشرطة بالمكلا والشحر ومدن ساحل حضرموت عادت إلى عملها من أمس الأربعاء للمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار وحل مشاكل المواطنين.
اللواء البحسني قال إن القوات الأمنية والعسكرية تقف جنبا إلى جانب في قيادة الحملات الأمنية ضد الجيوب الإرهابية بالمحافظة، مشيدًا بالدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وتعاون المواطنين من أبناء حضرموت.
إلى ذلك اغتال مسلحون مجهولون بمدينة المكلا أمس الأربعاء قيادي في القوات العسكرية. وأوضحت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحين أطلقوا النار على قيادي عسكري في الجيش من أبناء منطقة فوة بالمكلا وأحد جنود قوات النخبة، وذلك أثناء قيادته لسيارته الشخصية بشارع الخور بمدينة الشرج وأردوه قتيلاً على الفور.
وتعد حادثة الاغتيال تلك هي الأولى ضد جنود القوات العسكرية والأمنية التي طهرت حضرموت، وتأتي بعد أيام من سلسلة تفجيرات إرهابية استهدفت مقارا عسكرية بعاصمة المحافظة المكلا تبناها تنظيم داعش وأوقعت العشرات بين قتلى وجرحى.
وكانت قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا قد أعلنت أول من أمس ضبط كميات كبيرة من الألغام والمفخخات في أكبر معامل للجماعات الإرهابية بساحل حضرموت.
قيادة المنطقة العسكرية الثانية قالت إن عمليات البحث جارية ومستمرة حتى يتم تأمين المنطقة كاملاً من مخلفات التنظيم الإرهابي، وسط حملات دهم وتعقب للجيوب والخلايا النائمة بالمحافظة.
وتشهد المكلا والشحر ومدن ساحل حضرموت بحسب مدير الأمن سليمان بن غانم أوضاع أمنية مستتبة وحركة تجارية واقتصادية



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».