اختير الإيطالي كلاوديو رانييري مدرب العام في إنجلترا بعد قيادته ليستر سيتي إلى إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لموسم 2015 - 2016. وبات رانييري ثاني مدرب غير بريطاني يتوج بهذه الجائزة بعد الفرنسي آرسين فينغر مدرب آرسنال الحالي والفائز بها عامي 2002 و2004.
وخالف ليستر سيتي جميع التوقعات وقلب الطاولة على رأس الجميع وتحديدا الأندية الغنية ليتوج باللقب بفارق 10 نقاط عن آرسنال صاحب المركز الثاني.
وتوجت الجائزة يوما من الاحتفالات لرانييري الذي انضم إلى لاعبيه في موكب على متن حافلة مكشوفة عبر شوارع ليستر أمام نحو 250 ألف مشجع متحمس. وبدأت جماهير ليستر في الاصطفاف في الشوارع منذ بعد ظهر أول من أمس لمشاهدة أبطالهم والمدرب رانييري وهم يحملون الكأس الغالية والتي بدا من غير المحتمل أن ينتزعها الفريق في بداية الموسم بعد أن كان مرشحا بنسبة واحد لكل خمسة آلاف. ولوح اللاعبون للجماهير وبدت السعادة على وجهوهم مع اجتياز الحافلة لآلاف المشجعين المحتشدين في الشوارع في طريقها نحو ميدان جوبيلي في وسط المدينة، حيث شيد مسرح خاص في متنزه فيكتوريا ليستمتع اللاعبون بصحبة جماهير ليستر المعجبة بعروضهم.
وتم تقديم اللاعبين بشكل منفرد للجماهير التي هتفت لكل اسم منهم قبل أن يتم تقديمهم ثانية مع جائزة البطولة التي تلقوها بشكل رسمي عقب آخر مباراة لهم على أرضهم أمام إيفرتون على استاد كينج باور. وقال رانييري الذي انتزع مثله مثل ليستر أول ألقابه على صعيد دوريات الدرجة الأولى: «استمعت أمام جماهيرنا كافة. أريد أن أشكر الجميع لأنهم ساندونا طوال الموسم وكانوا يؤمنون بقدراتنا».
وقال القائد ويس مورغان: «ما حققناه هذا الموسم كان رائعا وأسهم الجميع، اللاعبون أو الطاقم الفني أو الجماهير في هذا الأمر وكان الموسم رائعا».
وقال الجزائري رياض محرز جناح ليستر: «أنا في غاية السعادة لوجودي هنا مع تلك الجماهير وهذا أمر رائع ولا يصدق. ما قمنا به هذا الموسم.. يجب أن يجعلنا نشعر بالفخر بأنفسنا. هذا رائع».
وعلى شاشات كبيرة ووسط هتافات الجماهير تم عرض أبرز لقطات الفريق خلال الموسم بما في ذلك أهداف مهاجمه جيمي فاردي - أفضل لاعب في الدوري وفقا لاستفتاء رابطة الكتاب الرياضيين، ومحرز أفضل لاعب في الدوري وفقا لرابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا إضافة لأبرز تصريحات رانييري.
وسيقف التاريخ طويلا أمام موسم 2015 - 2016 للدوري الإنجليزي باعتباره شهد واحدة من أروع القصص في تاريخ المسابقة. وتحدى ليستر سيتي الصعاب وتفوق على الأندية صاحبة الريادة على المستويين الرياضي والمالي وفاجأ العالم أجمع عبر تتويجه باللقب للمرة الأولى في تاريخه الممتد على مدار 132 عاما. وقال رانييري: «لقد استمتعت بالموسم بأكمله لأنني منذ البداية شعرت بشيء استثنائي لكني لم أكن أتصور حدوث ذلك أبدا».
وأضاف: «الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أمر استثنائي وأكثر هنا في ليستر، الأولاد كانوا رائعين، إنجاز لا يصدق».
وبعد تفادي الهبوط في الموسم الماضي كانت نسبة المراهنات على تتويج الفريق لا تتجاوز 1 على خمسة آلاف.
ومع تشكيل فريق تكلف جزءا بسيطا من حجم أنفاق مانشستر يونايتد وتشيلسي ومانشستر سيتي وآرسنال في سوق انتقالات اللاعبين، تحقق الهدف من خلال التزام اللاعبين بفلسفة رانييري التي تعتمد على التكاتف وروح الفريق. وفي ظل وجود المهاجم جيمي فاردي والجناح الجزائري رياض محرز والدفاع الصلب، صعد ليستر إلى الصدارة في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي ولكن الكل كان يتوقع أن يسقط الفريق ضحية للضغوط الشديدة في القمة. ولكن ذلك لم يحدث أبدا وتوج الفريق باللقب بفارق عشر نقاط عن أقرب ملاحقيه، بل وحسم اللقب قبل جولتين من النهاية. وقال ويس مورغان قائد ليستر في خضم الاحتفالات التي عمت المدينة: «كنا دائما نتحلى بالإيمان، كنا ندرك أننا لا نقل عن باقي الفرق، الأمر يتعلق بالتماسك».
وضغط توتنهام بواسطة هداف الدوري الإنجليزي هاري كين طوال الوقت على ليستر سيتي وبدا في طريقه لإنهاء الموسم في مركز الوصيف، لكنه تعرض لهزيمة ساحقة بخمسة أهداف لهدف في الجولة الأخيرة من المسابقة على يد نيوكاسل الذي هبط لدوري الدرجة الأولى، ليتراجع الفريق إلى المركز الثالث ويحصد آرسنال المركز الثاني. وتأهل ليستر وآرسنال وتوتنهام إلى دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي تأهل فيه مانشستر سيتي منطقيا إلى الدور التمهيدي للبطولة، والحالة الوحيدة التي سيفقد فيها الفريق المركز الرابع هي فوز مانشستر يونايتد على بورنموث (أمس) بفارق 19 هدفا.
وجاءت نقطة التحول بالنسبة لسيتي بعد الإعلان مطلع فبراير (شباط) الماضي عن تولي المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا قيادة الفريق خلفا للتشيلي مانويل بيليغريني في نهاية الموسم.
وخلال تلك الفترة كان سيتي يحتل المركز الثاني لكنه حصد 19 نقطة من أصل 42 نقطة بعد ذلك ليتراجع إلى المركز الرابع.
وقال بيليغريني: «أردت الفوز بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم ولكن حين أعلن النادي في فبراير عن المدرب الجديد تغيرت ولم تكن مثالية». وعلى الأرجح سينضم يونايتد إلى ساوثهامبتون في الدوري الأوروبي، فيما ستذهب بطاقة التأهل الأخيرة إلى كريستال بالاس، حال فوزه يوم السبت المقبل في نهائي كأس إنجلترا على يونايتد، أو وستهام يونايتد صاحب المركز السابع.
وتعاقد سيتي مع غوارديولا لم يكن التحرك الوحيد في سوق المدربين الكبار، فقد أقال تشيلسي مدربه البرتغالي جوزيه مورينهو في يناير الماضي بعد البداية الضعيفة للموسم، وسيتولى المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي قيادة الفريق في الموسم المقبل.
كما استغنى ليفربول عن مدربه برندان رودجرز وتعاقد مع الألماني يورغن كلوب، الذي قاد الفريق لإنهاء الموسم في المركز الثامن لكن صعد به لنهائي الدوري الأوروبي.
رانييري ثاني مدرب غير بريطاني يتوج بجائزة مدرب العام في إنجلترا
شارك لاعبي ليستر في موكب الاحتفال باللقب التاريخي أمام 250 ألف مشجع
رانييري ثاني مدرب غير بريطاني يتوج بجائزة مدرب العام في إنجلترا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة