الأردن وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوقعان مذكرة تفاهم لمكافحة التطرف

حقق نتائج إيجابية مع سجناء الفكر التكفيري

الأردن وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوقعان مذكرة تفاهم لمكافحة التطرف
TT

الأردن وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوقعان مذكرة تفاهم لمكافحة التطرف

الأردن وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوقعان مذكرة تفاهم لمكافحة التطرف

وقعت وزارة الداخلية الأردنية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أمس، مذكرة تفاهم لتطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف. ووقع المذكرة وزير الداخلية الأردني مازن القاضي، والمدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن زينا علي أحمد.
وقال القاضي، في تصريح صحافي عقب التوقيع، إن المذكرة تأتي في إطار الجهود الأردنية الرامية إلى مكافحة التطرف بشتى صوره، وترسيخ آفاق التعاون الثنائي بين الأردن والمنظمة الأممية في مجال مكافحة التطرف والعنف، عبر وجود استراتيجية وطنية تكون مرجعية لكل الجهات التي تعمل على مكافحة التطرف، وتمتين الجبهة الداخلية، وتعزيز الحوار الثقافي والديني والتسامح كوسيلة لتقوية تعامل المجتمعات مع التطرف العنيف، وتعزيز الاستجابة الثقافية والاجتماعية والتعليمية لخطر التطرف.
وأضاف الوزير أن الأردن كان من أوائل الدول التي حذرت من مخاطر الإرهاب والتطرف الأعمى والعنف على مستقبل الأمم والشعوب، وضرورة تسريع خطوات المجتمع الدولي للتصدي لهذه الظاهرة واجتثاثها من جذورها، مشيرا إلى أن السلاح لا يكفي وحده للقضاء على الإرهاب، وإنما يجب محاربة الإرهاب فكريا وآيديولوجيا واعتماد أساليب الحوار القائم على الحجة والإقناع والتنوير بمخاطره وآثاره.
ولفت القاضي إلى أن الأردن تبنى استراتيجية لمكافحة التطرف والإرهاب، ومن ضمنها برنامج حوار نزلاء الفكر التكفيري في مراكز الإصلاح والتأهيل، ويأخذ البرنامج عدة مراحل، حيث أظهرت المؤشرات الأولية أن هذا البرنامج حقق نتائج إيجابية، بالإضافة إلى البرامج الأخرى التي تنوعت في الفئات المجتمعية المستهدفة في دور العبادة والمدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني.
من جانبها، قالت المديرة القطرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن المذكرة تأتي انسجاما مع رؤية البرنامج القائمة على تعزيز التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، والنهوض بالمرأة، والحوكمة الرشيدة، وسيادة القانون.
وتهدف المذكرة إلى توفير إطار للتعاون المشترك بين الجانبين، خصوصا فيما يتعلق بدعم الجهود الحكومية لمكافحة التطرف والعنف في الأردن لتعزيز الأمن المجتمعي.
وبموجب المذكرة، سيقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن الخدمات الفنية والاستشارية لوزارة الداخلية لغايات دعم جهودها الرامية إلى تطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف، خصوصا بين الشباب والفئات المستهدفة في المجتمع، وضمان إدامة الاستقرار في الأردن. وتنص المذكرة على تشكيل لجنة توجيهية من الطرفين لمناقشة التقارير الربعية لسير عمل المشروع المقدمة من البرنامج، والموافقة عليها، وتقديم التوجيهات اللازمة لإدارة المشروع، وصولا إلى النتائج المرجوة، وإقرار خطة عمل تنفيذ المشروع.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».