تكثيف الغارات على حلب بالتزامن مع اجتماع أصدقاء سوريا

الزعبي لـ«الشرق الأوسط»: التحالف الروسي ـ الإيراني يستعد لخوض معركة الغوطة الشرقية

عنصر من قوات الدفاع المدني التي تعمل في مناطق المعارضة في حلب شمال سوريا يبحث عن ناجين بعد غارة جوية على حي السكري، أمس، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل (أ.ف.ب)
عنصر من قوات الدفاع المدني التي تعمل في مناطق المعارضة في حلب شمال سوريا يبحث عن ناجين بعد غارة جوية على حي السكري، أمس، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل (أ.ف.ب)
TT

تكثيف الغارات على حلب بالتزامن مع اجتماع أصدقاء سوريا

عنصر من قوات الدفاع المدني التي تعمل في مناطق المعارضة في حلب شمال سوريا يبحث عن ناجين بعد غارة جوية على حي السكري، أمس، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل (أ.ف.ب)
عنصر من قوات الدفاع المدني التي تعمل في مناطق المعارضة في حلب شمال سوريا يبحث عن ناجين بعد غارة جوية على حي السكري، أمس، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل (أ.ف.ب)

قال أسعد الزعبي رئيس الوفد المفاوض في جنيف، لـ«الشرق الأوسط»، إن التحالف الروسي – الإيراني، كثف غاراته الجويّة والبرّية، وزاد حجم حشوده بزيادة 11 ألف جندي من الحرس الثوري والجيش النظامي الإيراني على حلب وإدلب منذ فجر أمس بالتزامن مع انطلاق مؤتمر الدول الداعمة لسوريا في فيينا، منوها بأنه ارتكب مجازر راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
وأشار الزعبي إلى أن الطيران الروسي والقوات الإيرانية تستعد حاليا لخوض المعركة الثانية على الغوطة الشرقية، في رسالة واضحة لا تدعو إلى التفاؤل بمخرجات هذا المؤتمر، مبينا أن القوات الإيرانية لا تزال تصل تباعا عبر طائرات النقل والشحن إلى مطار دمشق الدولي وإلى مطار حماه في الشمال، مشيرا إلى أن موسكو وواشنطن تسعيان، لإجهاض نتائج الدعم السعودي للمعارضة.
وأضاف الزعبي: «بكل أسف لا نعوّل على اجتماع أصدقاء روسيا كثيرا، طالما أن إيران وروسيا وأميركا تشارك فيه، وبالتأكيد هناك قرارات كان من المفترض أن تتخذ لصالح الشعب السوري، لولا التأثير الموجه من قبل إيران وروسيا لدعم النظام، غير أن وجود هاتين الدولتين في هذا الاجتماع لا يسمح بخروج قرارات إيجابية تخدم القضية السورية والحل السياسي».
وتابع: «إن المشاركة السعودية مع بقية الدول الخليجية، في هذا الاجتماع هي الأمل الوحيد الذي تسعى واشنطن بالتعاون مع موسكو وطهران لإطفائه، ولكن عزاءنا أن الدعم السعودي والخليجي عامة، ليس مقتصرا على اجتماع فيينا ونتائجه، فالأمل دوما مستمر في ظل وقفة المملكة المشرفة مع الشعب السوري.
وأكد مسؤولون في الدفاع المدني بمدينة حلب السورية، مقتل 8 أشخاص وإصابة 15 آخرين جراء قصف قوات النظام حي السكري الواقع تحت سيطرة المعارضة في حلب بصاروخ من طراز «فيل».
وذكر المسؤولون لـ«الأناضول»، أمس، أن من بين قتلى القصف الذي وقع ليلة أول من أمس، نساء وأطفال، مشيرين إلى استمرار أعمال البحث والإنقاذ تحت الأنقاض.
وتستهدف قوات النظام برًا وجوًا وبشكل متكرر حي السكري الذي يقطنه عدد كبير من المدنيين في حلب، حيث يفتقد الحي للطاقة الكهربائية ومياه الشرب ما دفع السكان إلى تأمين المياه من الآبار، وتوليد الكهرباء عن طريق «مولدات تعمل بالوقود، فيما تسبب القصف المستمر له في إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية.
وبدأ النظام في الآونة الأخيرة باستخدام صواريخ «فيل» ذات القدرة التدميرية الكبيرة، في قصفه للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، بعد أن كان يقصفها بصواريخ سكود والقنابل الفراغية والبراميل المتفجرة.
وأوضح رئيس الوفد المفاوض، أن الطيران الروسي، غطى كل أحياء حلب وزاد من هجومه على الغوطة الشرقية، بجانب هجومه على الغوطة الغربية، مبينا أن هناك حشودا كبيرة من القوات الإيرانية من جهة مطار حلب ومن جهة الشيخ نجار ومن جهة العزيزية شرق حلب، مشيرا إلى أن هناك أيضا هجوما من داخل حلب بالتنسيق مع قوات الحماية الشعبية، في ظل تصميم روسي إيراني على احتلال حلب. ونبه رئيس الوفد المفاوض في جنيف، إلى أن القوات الإيرانية لا تزال تصل تباعا للمناطق المستهدفة، عبر طائرات النقل والشحن إلى مطاري دمشق الدولي ومطار حماه في الشمال، منوها بزيادة الوجود الإيراني حاليا بـ11 ألفا، مشيرا إلى أن المراقبة على الأرض تؤكد أن الحشود الإيرانية قفزت في مجملها إلى أكثر من 80 ألفا من الحرس الثوري والجيش النظامي والتكوينات الأخرى من المرتزقة التي تدربهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».