«داعش» يطلق تطبيقًا إلكترونيًا يهدف إلى استقطاب الأطفال وتجنيدهم

ترسيخ منهج التطرف عند صغار السن يضمن للتنظيم انتشار أفكاره

«داعش» يطلق تطبيقًا إلكترونيًا يهدف إلى استقطاب الأطفال وتجنيدهم
TT

«داعش» يطلق تطبيقًا إلكترونيًا يهدف إلى استقطاب الأطفال وتجنيدهم

«داعش» يطلق تطبيقًا إلكترونيًا يهدف إلى استقطاب الأطفال وتجنيدهم

حذر تقرير مصري حديث من التطبيق الجديد الذي أطلقه تنظيم داعش الإرهابي، جاء في أعقاب الكشف عن قيام وحدة الدعاية والإعلام التابعة له، بإطلاق تطبيق جديد للأطفال يُسمى «حروف»، ويعمل على نظام تشغيل الهواتف المحمولة «آندرويد». ويهدف هذا التطبيق إلى استقطابهم وتجنيدهم منذ الصغر، وذلك عبر تعليمهم الحروف الأبجدية العربية باستخدام كلمات تتعلق بالحروب والأسلحة.
وأوضح مصدر مصري أن «داعش» يسعى لخلق جيل جديد من الأطفال الانتحاريين يتخذون من فكر التنظيم ومنهجه الضال عقيدة ومنهجًا، لافتا إلى أن «الأطفال من الأوراق الرابحة لدى التنظيم، ويتم تجنيدهم عبر أسرهم، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) و(فيسبوك) للانضمام إلى صفوف التنظيم».
وأضاف المصدر المصري لـ«الشرق الأوسط» أن «تجنيد الأطفال وغرس منهج الكراهية والتطرف داخل عقولهم منذ نعومة أظفارهم، أصبح الملجأ الوحيد المتبقي للتنظيم لضمان استمراره وانتشار أفكاره»، مشيرا إلى أن الأطفال المُجندين أشدّ فتكا من المُقاتلين الحاليين، لأنهم لم يتعايشوا مع أشخاص يتبنون القيم الصحيحة، ويتم تلقينهم عقيد الكراهية منذ الصغر، من خلال تدريبهم على العنف في سن مُبكرة.
وقال التقرير المصري الذي نشره أمس مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن «التطبيق يسعى إلى تلقين الأطفال معاني العنف والقتال من بوابة تعلم الحروف الأبجدية، حيث يتم تعليم الأطفال الحروف عن طريق مسميات السلاح المختلفة، كأن يتعلم الطفل الحرف «ب» مصحوبا بكلمة «بندقية»، والحرف «ص» مصحوبًا بـ«صاروخ»، و«ر» مصحوبا بـ«رصاصة»، و«س» بـ«سيف»، و«د» بـ«دبابة»، وغيرها من أنواع الأسلحة والمعدات، التي يُروج لها التنظيم، ويحاول بناء عقلية الأطفال منذ الصغر على هذه المسميات، التي ترمز إلى العنف والقتل والحرب.
وأشار التقرير إلى أن تطبيق «داعش» الإلكتروني يُقدم دروسا للأطفال في شكل ألعاب وأناشيد مصحوبة بصور جذابة وألوان زاهية، مع وجود «علم الخلافة» الأسود الخاص بالتنظيم، وصور لأطفال يرتدون أقنعة «داعش» السوداء، بما تحمله هذه الصور من معاني تُشجع الأطفال على مُمارسة العنف، والإقبال عليه، وترسيخ صورة مُقاتلي التنظيم، باعتبارهم نماذج يُحتذى بهم.
وبث «داعش» في وقت سابق مقطع فيديو مُصور يُظهر أطفالا يتامى يتدربون على الأعمال القتالية في دار أيتام في سوريا، وقال التنظيم وقتها «إنهم سيكونون نواة مُقاتلين في المستقبل». وحذّر المراقبون عقب ذلك من الترويج لهذا المقطع، وأكدوا أن «الفيديو بدأ بطريقة احترافية بصورة لهؤلاء اليتامى وهم يلهون بالألعاب ويتناولون طعامهم، وسرعان ما يظهر علم التنظيم ذي اللونين الأبيض والأسود، وأعقبه ظهور مجموعة من الفتيان، يتم إجبارهم على تنفيذ تمرينات عسكرية على أرض خرسانية يكسوها الغبار، ثم يظهر بعد ذلك ولد أكبر منهم سنّا يجبرهم على الرّكض بصورة دائرية».
وحذّر تقرير الإفتاء المصرية من خطورة ترك الأطفال لقمة سائغة لهذه الدعاية الداعشية وعمليات غسيل المخ، التي يُحاول التنظيم إجراءها على الأطفال من مُختلف المشارب. ودعا التقرير إلى حماية الأطفال من تلك التطبيقات، التي تهدف إلى تلقينهم عددا من القيم والمعاني العنيفة، والمحفزة على مُمارسة العنف واستحسانه، فضلا عن ضرورة مُتابعة التطبيقات والبرامج التي يشاهدها الأطفال، لضمان عدم تعرضهم لهذه الدعاية الخبيثة، والأفكار التي تحض على العنف، والتي يسعى التنظيم إلى بثها في عقول الأطفال منذ الصغر لتهيئتهم لتقبل مثل هذه الأفكار ومُمارسة أعمال العنف.
من جانبه، قال المصدر المصري نفسه إن «التطبيق المُسمى (حروف) الإلكتروني يربط الحروف الأبجدية بالكثير من المُصطلحات الإرهابية، ويحتوي على الكثير من الرسومات لجذب الأطفال، ويشير تنظيم داعش في ذاك التطبيق إلى مقاتليه على أنهم أسود، وإلى الأطفال باعتبارهم أشبالا».
ودعا تقرير مرصد دار الإفتاء إلى تكثيف المواجهة الإلكترونية والتقنية لتنظيم داعش بشكل خاص، نظرا لما يتمتع به التنظيم من قدرات تكنولوجية وتقنية غير مسبوقة على مستوى الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي تطوير قدرات المواجهة وتحديثها، بما يضمن محاصرة النفوذ التكنولوجي الداعشي وإحباط مخططاته الخبيثة. ويقول مراقبون إن تنظيم داعش استخدم الأطفال في دعاياته القتالية 400 مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، وظهر الأطفال حاملين الأسلحة الثقيلة، ونفذ بعضهم عمليات انتحارية، وتم بثها للعالم عبر فيديوهات مٌصورة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.