السلطة القضائية تعود إلى عدن.. والمحاكم تستأنف عملها بعد توقف لأكثر من عام

اعتقال خلية إرهابية للحوثيين في المنصورة بحوزتها ملابس عسكرية.. وملازم لـ«حزب الله»

الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال اجتماع سابق بمجلس القضاء الأعلى في محافظة عدن (سبأ)
الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال اجتماع سابق بمجلس القضاء الأعلى في محافظة عدن (سبأ)
TT

السلطة القضائية تعود إلى عدن.. والمحاكم تستأنف عملها بعد توقف لأكثر من عام

الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال اجتماع سابق بمجلس القضاء الأعلى في محافظة عدن (سبأ)
الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال اجتماع سابق بمجلس القضاء الأعلى في محافظة عدن (سبأ)

استأنفت محاكم ونيابات العاصمة عدن أمس الاثنين عملها وفتح أبوابها أمام المواطنين بعد توقف إجباري لأكثر من نتيجة للدمار الشامل الذي تعرضت له مبانيها، جراء الحرب العدوانية الظالمة التي شنتها ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على عدن والجنوب في مارس (آذار) من العام الماضي.
ولم تتمكن محاكم ونيابات عدن من العودة لمزاولة أعمالها عقب تحرير عدن من الميليشيات الانقلابية في منتصف يوليو (تموز) الماضي، نتيجة للظروف الأمنية الحرجة التي مرت بها المدينة عقب التحرير، وتأتي عودة عمل السلطة القضائية بعدن بعد تسليم مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة القديم في خور مكسر لمحكمة ونيابة استئناف المحافظة، عقب إعادة ترميمه وتأثيثه من قبل الهلال الأحمر الإماراتي.
وقال رئيس محكمة استئناف محافظة عدن القاضي فهيم عبد الله الحضرمي لـ«الشرق الأوسط» إن عودة محاكم ونيابات عدن للعمل مجددًا يأتي بعد توقف عام كامل، لافتًا إلى أن عدة مقار للمحاكم والمجمعات القضائية تضررت جراء الحرب الظالمة على عدن، وموضحًا أن قرار استئناف العمل جاء بالتنسيق مع محافظ عدن، لإنهاء معاناة المواطنين الذين تضرروا بسبب إغلاق المحاكم والنيابات، على حد قوله.
وكان المحافظ عيدروس الزبيدي قد ناقش في لقاء جمعه أول من أمس بفضيلة القاضي فهيم عبد الله محسن رئيس محكمة الاستئناف بعدن والقاضي أحمد سعيد استئناف العمل في محاكم ونيابات عدن وتفعيل دورها في الوقت الراهن وسبل تطوير أداء مؤسسة القضاء بالمحافظة.
محافظ عدن الزبيدي أكد على أهمية تفعيل عمل المحاكم والنيابات في المحافظة واستئناف نشاطها لتضطلع بدورها في خدمة العدالة والمجتمع، مشيرًا إلى أن بناء الدولة الجديدة دولة العدل والمساواة حد تعبيره لن تستقيم إلا بسيادة القانون، وتفعيل عمل المحاكم للفصل في كل القضايا، التي تراكمت وباتت تشكل همًّا على المواطن وعلى سلطات المحافظة.
وخلال اللقاء الذي استأنفت محاكم ونيابات عدن العمل من صبيح اليوم التالي له، وجه اللواء الزبيدي مديري عموم مديريات عدن ببذل كل أشكال التعاون مع أجهزة القضاء والنيابة العامة ومساعدتها على استعادة دورها حامية للقانون والحقوق والحريات من خلال الالتزام بأحكامها وتوجيهاتها وقراراتها وفقا للقانون، على حد تلك التوجيهات.
وعبر قضاة عدن عن تقديرهم لدور وجهود محافظ عدن اللواء الزبيدي في تحقيق أمن واستقرار عدن، وكذا تفهمه لدور ومكانة القضاء، وتفاعله مع جهود إعادة تفعيل نشاط هذه المؤسسة المهمة.
واستعرضوا خلال لقائهم بالمحافظ الزبيدي، المعوقات التي تواجه محاكم ونيابات عدن، أبرزها النقص في أعداد القضاة وتغيب عدد كبير منهم، خصوصًا الذين ينتمون لمحافظات أخرى، كما تطرقوا إلى ضرورة إنشاء مكتب للمجلس الأعلى للقضاء لتسهيل الإجراءات والمعاملات المتعلقة بالمحاكم والنيابات في عدن والمحافظات المجاورة.
وعلى صعيد الأوضاع الأمنية بعدن، كشفت مصادر أمنية بشرطة عدن للشرق الأوسط عن تمكن القوات الأمنية والمقاومة الجنوبية من ضبط خلية حوثية في عدن مكونة من 10 أشخاص بأحد فنادق مدينة المنصورة بعدن كانت تسعد لتنفيذ عمليات إرهابية بالمدينة.
وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية والمقاومة الجنوبية ألقت القبض على الخلية الحوثية وبحوزتها ملابس عسكرية وكومبيوترات وكاميرات وكتب وملازم لحزب الله وجماعة الحوثي، وكذا أجهزة اتصالات وتواصل وكان موكلاً إليها قيادة عناصر إرهابية لزعزعة أمن واستقرار عدن وتنفيذ موجة اغتيالات بحق القيادات الجنوبية العسكرية والمدنية.
من جهة ثانية جدد محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي تأكيده أن الحملة العسكرية والأمنية ضد الجماعات الإرهابية التي ترعرعت في القصر الجمهوري بصنعاء، بدعم وتمويل المخلوع صالح مستمرة وقائمة حتى تجفيف منابع الإرهاب في عدن وحضرموت وعموم مدن الجنوب.
اللواء الزبيدي دعا المواطنين عامة إلى التعاون المستمر والجاد مع القوات العسكرية والأمنية بسائر محافظات الجنوب التي تخوض حربًا مستمرة ضد الجماعات الإرهابية الدخيلة على المجتمع الجنوبي، على حد قوله، بدعم وإسناد مباشر من قوات التحالف العربي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
جاء ذلك في برقية العزاء التي بعثها اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظ عدن إلى أهالي ضحايا العملية الإرهابية التي استهدفت تجمعًا للمستجدين الشباب أمام بوابة معسكر النجدة بمدينة المكلا حاضرة محافظة حضرموت، وأوقعت أكثر من 100 بين «شهيد» وجريح أول من أمس. وجاء في برقية العزاء للمحافظ الزبيدي: «نعزي أسر ضحايا التفجير الإرهابي الجبان وأهلنا في حضرموت خاصة والجنوب عامة بسقوط العشرات من الشباب الجنوبيين (شهداء) وجرحى في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت صباح اليوم (أول من أمس) الأحد».
محافظ عدن قال إن العملية الإرهابية التي استهدفت معسكر النجدة بالمكلا ونفذتها قاعدة المخلوع صالح تأتي انتقامًا للنصر الكبير الذي حققته المقاومة الجنوبية، بدعم وإسناد قوات التحالف العربي، في تطهير حضرموت من الإرهابيين بعد سيطرتهم على المكلا ومدن الساحل لأكثر من عام.
وحيا اللواء عيدروس الزبيدي النجاحات المستمرة التي تحققها قيادة محافظة حضرموت والقوات العسكرية في ملاحقة الجيوب الإرهابية والخلايا النائمة، والعمل بشكل متواصل ودوري في تجفيف منابع الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار في المكلا وسائر مدن الساحل والوادي والصحراء.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.