محافظ تعز: الجيش الوطني سيتولى تسلم المؤسسات في المدينة وحمايتها

الحوثيون يواصلون قصف السكان.. والشرعية تدشن مرحلة جديدة لدعم جرحى الحرب نفسيًا

محافظ  تعز علي المعمري - جنود من قوات الجيش و المقاومة الشعبية  الموالية للشرعية بالقرب من قاعدة الدفاع الجوي في تعز (غيتي)
محافظ تعز علي المعمري - جنود من قوات الجيش و المقاومة الشعبية الموالية للشرعية بالقرب من قاعدة الدفاع الجوي في تعز (غيتي)
TT

محافظ تعز: الجيش الوطني سيتولى تسلم المؤسسات في المدينة وحمايتها

محافظ  تعز علي المعمري - جنود من قوات الجيش و المقاومة الشعبية  الموالية للشرعية بالقرب من قاعدة الدفاع الجوي في تعز (غيتي)
محافظ تعز علي المعمري - جنود من قوات الجيش و المقاومة الشعبية الموالية للشرعية بالقرب من قاعدة الدفاع الجوي في تعز (غيتي)

أكد محافظ محافظة تعز، علي المعمري، أهمية الإسراع في دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني وسد الثغرات في المناصب في كل المكاتب والمؤسسات التنفيذية وردع المخالفين والقضاء على الاختلالات، وقال إن «الجيش الوطني سيتولى قريبا تسلم المؤسسات في المدينة وحمايتها».
وأضاف المحافظ المعمري خلال لقائه بأحزاب اللقاء المشترك في تعز، أن «موضوع جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والملف الأمني في المحافظة يحظيان بالأولوية في قائمة أجندة السلطة المحلية لمحافظة تعز خلال المرحلة المقبلة»، مشددًا على ضرورة مساعدة السلطة المحلية للقيام بدورها المنوط بها وفق الإمكانات المتاحة والمتوفرة.
كما كشف محافظ تعز، في لقاء آخر جمعه بقيادة نقابة المحامين فرع تعز، عن تشكيل «لجنة برئاسة وكيل المحافظة المهندس رشاد الاكحلي مهمتها حصر الممتلكات في جميع المؤسسات والمكاتب تمهيدًا لتفعيلها لتقوم بدورها في خدمة المحافظة والمواطنين»، محييًا في الوقت ذاته الدور الكبير الذي لعبه المحامون في رصد الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح ومساعدة اللجنة الأمنية لحماية المؤسسات وحصر الممتلكات خلال المرحلة الماضية.
إلى ذلك، شهد عدد من جبهات القتال في مدينة تعز بما فيها مديرية صبر الموادم، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، من جهة أخرى، في محاولة مستميتة من هذه الأخيرة للتقدم واستعادة مواقع تم دحرهم منها.
وتتزامن هذه المواجهات في جبهات القتال في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الانقلابية خروقاتها وفرض الحصار الكامل على مدينة تعز من جميع المنافذ والتنصل من الاتفاق المبرم مع لجنة التهدئة الفرعية التابعة للشرعية والمقاومة الشعبية بفتح المنافذ الرئيسية للمدينة، والدفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة.
وقال الناشط الحقوقي مختار القدسي، من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية مستمرة في خروقاتها من خلال القصف المدفعي العنيف التي تعرضت له الأحياء السكنية في مدينة تعز وعدد من أريافها الجنوبية والغربية ومواقع الجيش والمقاومة الشعبية، وسقط فيها قتلى وجرحى من المدنيين العُزل وبينهم نساء وأطفال».
وأضاف أن «مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شرق المدينة وفي اللواء 35 مدرع والضباب غرب المدينة وجبل صبر، تعرضت للقصف العنيف من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، ما يؤكد أن هذه الميليشيات لا تريد الوصول إلى سلام في الوقت الذي تجري فيه مشاورات السلام في دولة الكويت، مستغلة بذلك الهدنة، واستمرار المشاورات لتحشد وتقتل العديد من المواطنين، ليضاف إلى رصيدها الإجرامي.
وأكد القدسي أن مديرية صبر الموادم في تعز شهدت مواجهات عنيفة وسقط عدد من القتلى والجرحى من أبناء المنطقة إثر قنص الميليشيات الانقلابية وقصفهم لقرى المديرية، بالإضافة إلى قصف الميليشيات من مواقعهم في منطقة حبتور وتبة المشهود، غرب منطقة الشقب، على منطقة كحلان والجهنبي والهوب، جنوب صبر.
وبينما دفعت ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة الشقب، جنوب مصبر، مقبلة من دمنة خدير، تمكنت أفراد لواء الصعاليك التابع لمحور جبل جرة، من إعطاب طقم عسكري يتبع الميليشيات الانقلابية في منطقة جبل الوعش، شمال مدينة تعز، وقتل من فيه.
في المقابل، أفادت مصادر محلية في تعز لـ«الشرق الأوسط» بأن «ميليشيات الحوثي أقدمت على تصفية القيادي الموالي للميليشيات الحوثية محمد عبد الجليل الصوفي، الذي ينتمي إلى مديرية شرعب السلام، في مديرية صالة شرق مدينة تعز، وذلك بسبب خلاف نشب بينه وبين قيادات حوثية أخرى من محافظة صعدة وذلك من خلال إطلاق النار بشكل مباشر على جسده».
وأضافت المصادر ذاتها أنه بعد عملية اغتياله قامت الميليشيات الحوثية بنقل الصوفي إلى «مستشفى الرفاعي في منطقة الحوبان التي لا يزالون يسيطرون عليها قبل أن يفارق الحياة ثم تم نقله جثمانه إلى مدينة إب وسط تكتم شديد».
من جهة أخرى، أعلن تكتل المبادرات النسائية بالتنسيق مع مؤسسة رعاية التنموية لأسر الشهداء والجرحى - عضوا ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، تسليمه الدفعة الثانية للكراسي المتحركة للجرحى ومبتوري الأقدام المقدمة بدعم من فاعلات خير.
كما أعلن التكتل عن تمكنه من إيصال 130 سلة غذائية للسكان المتضررين والمحاصرين في قرية الديم، بجبل صبر، بدعم من فاعلات خير من الكويت واليمن، حيث إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إيصال مواد إغاثية إلى هذه المنطقة نتيجة الحرب واستمرار ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح بحصارها المطبق على جميع منافذ المدينة.
ومن جهتها، دشنت المؤسسة الرائدة للتنمية الإنسانية في تعز «المرحلة الثانية» من برنامج الدعم النفسي «نقطة انطلاقة» لجرحى الحرب في تعز، حيث استهدفت 25 متدربًا من الجرحى ذوي الإعاقة الذين بترت أطرافهم. وقال المنظمون إن هذه المرحلة ستستمر لمدة أسبوع، وتهدف إلى رفع معنويات الجرحى والتعريف بإمكاناتهم وقدراتهم الجسمية والعقلية وكيفية التعامل مع محيطهم الخارجي، والتغلب على الشعور بالقلق والإحباط والانطواء الذي قد ينتابهم، الأمر الذي له أثر نفسي للجرحى.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يعيش فيه آلاف الجرحى معاناة إنسانية صعبة داخل مدينة تعز نتيجة الإهمال الحاصل لهم وعجز مستشفيات المدينة عن تقديم الرعاية الطبية لهم، في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على المدينة منذ أكثر من عشرة أشهر.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.