كشفت حكومة ولائية في جنوب السودان عن تسليمها (44) طفلاً من الأطفال الإثيوبيين من جملة أكثر من مائة آخرين تم اختطافهم بواسطة مسلحين من قبيلة جنوب سودانية على بلدة قامبيلا الإثيوبية على الحدود المشتركة بين البلدين، بعد تهديدات أديس أبابا بتدخل عسكري على جارتها من ناحية الغرب.
وقالت وزيرة الإعلام والمتحدثة باسم حكومة ولاية (بوما) الحدودية في دولة جنوب السودان جوليا جيمس في تصريحات أمس إن حكومة ولايتها قامت بتسليم الحكومة الإثيوبية (44) طفلاً من جملة مائة طفل اختطفهم شباب من قبيلة (المورلي) بعد أن شنوا هجومًا على منطقة (قامبيلا) الإثيوبية على الحدود مع دولة جنوب السودان، وقتل أكثر من (208) مواطنين إثيوبيين.
وقالت الوزيرة إن المساعي جارية لجمع بقية الأطفال في الفترة المقبلة، لكنها عادت وأوضحت أن هناك صعوبات تواجه المهمة بسبب بدء موسم الخريف الذي تشتهر به المنطقة وتسبب وعورة في الطرق غير المعبدة، وأوضحت بقولها «نبذل جهودنا في الوصول إلى تجميع العدد المتبقي من الأطفال رغم ما تواجهنا من تحديات من بينها وعورة الطرق بسبب هطول الأمطار وبدء فصل الخريف في المنطقة».
غير أن المواطنين في بلدة (فشلا) الحدودية في إدارية (البيبور) شرق جنوب السودان أعربوا عن مخاوفهم من وجود أكثر من ثلاثة آلاف جندي إثيوبي قرب البلدة، وقال المواطنون إن الجنود يشاركونهم في مصادر المياه، ويخشى المواطنون أن تقوم هذه القوات من غزو المنطقة في أي وقت، رغم تطمينات الحكومة المركزية في جوبا بأنها توصلت إلى تفاهمات مع أديس أبابا لحل الأزمة سلميًا وأرسلت وفدًا من الحكومة قبل أسبوعين وتشكيل لجنة مشتركة بين البلدين للعمل على استعادة الأطفال المختطفين.
وقالت مصادر في جوبا لـ«الشرق الأوسط» إن لديها معلومات من توغل القوات الإثيوبية إلى داخل أراضي جنوب السودان، وأضافت أن الحكومة في جوبا لن تدخل في حرب مع جارتها بسبب الحرب الأهلية بين قواتها والمتمردين السابقين بقيادة النائب الأول رياك مشار الذي وقع اتفاق سلام مع الرئيس سلفا كير في أغسطس (آب) الماضي لإنهاء الحرب التي استمرت لعامين، وقد فر الكثير من السكان خاصة في شرق البلاد إلى إثيوبيا، وقالت: «الحكومة في جوبا تعلم بتوغل القوات الإثيوبية إلى داخل أراضي جنوب السودان، بل لقد تعاونت معها ومن المؤكد أنها لن تدخل في أي مواجهة عسكرية معها».
وكان مسلحون من قبيلة (المورلي) قد تحركوا من ولاية بوما في جنوب السودان وشنوا هجومًا على إقليم قامبيلا الإثيوبية على الحدود بين البلدين، وأسفر الهجوم عن مقتل (208) مواطنين واختطاف أكثر من (مائة) طفل، الشيء الذي دفع الحكومة الإثيوبية إلى التحرك، وهددت أديس أبابا بشن هجوم عسكري بعد أن أمهلت جوبا (48) ساعة لاستعادة الأطفال المختطفين، وقامت بنشر قواتها على الحدود بين البلدين.
مصادر في جوبا تتحدث عن توغل قوات إثيوبية في شرق البلاد
حكومة ولائية في جنوب السودان تؤكد تسليمها 44 من الأطفال الإثيوبيين الذين تم خطفهم الشهر الماضي
مصادر في جوبا تتحدث عن توغل قوات إثيوبية في شرق البلاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة