إيقاف صحافي على خلفية الأحداث الإرهابية غرب العاصمة التونسية

لوجود بصماته داخل المنزل الذي تحصن به الإرهابيون

إيقاف صحافي على خلفية الأحداث الإرهابية غرب العاصمة التونسية
TT

إيقاف صحافي على خلفية الأحداث الإرهابية غرب العاصمة التونسية

إيقاف صحافي على خلفية الأحداث الإرهابية غرب العاصمة التونسية

أكد ياسر مصباح، المكلف بالإعلام بوزارة الداخلية، إلقاء القبض على صحافي، إثر العثور على بصماته بمسرح الجريمة الإرهابية في منطقة المنيهلة، غرب العاصمة التونسية». وقال إن إلقاء القبض عليه تم على أساس أنه مواطن عادي متهم في قضية إرهابية، وليس بصفته الصحافية باعتباره مراسلا لوكالة أنباء الأناضول في تونس، على حد تعبيره. وأكد مصباح في تصريح إعلامي أن فرقة مكافحة الإرهاب أوقفت الصحافي العربي المحجوبي، نتيجة وجود بصماته الذاتية في المنزل الذي تحصن به الإرهابيون، يوم الأربعاء الماضي، في منطقة المنيهلة، قبل أن تداهمهم أجهزة الأمن. وأكد ياسر القايدي، زميله في العمل، في تصريح إعلامي، أن عملية الإيقاف التي تمت فجر أمس قد أرعبت عائلة الموقوف التي انهارت عصبيا ونفسيا، على حد قوله.
وأضاف أن المحجوبي غطى الأحداث التي دارت في المنيهلة وأسفرت عن إيقاف عناصر إرهابية خطيرة، من بينهم الإرهابي عادل الغندري، وقال إن الوحدات الأمنية لم تضع حواجز لمنع الإعلاميين من دخول المنطقة، ورجح أن تكون البصمات نتيجة دخول المنزل بصفة عادية لتغطية الحدث.
في السياق ذاته، اعترف الإرهابي التونسي عادل الغندري الذي ألقي عليه القبض في عملية المنيهلة الأمنية أنه المشرف الأول والرئيسي على صفقات الأسلحة والمخازن التي تم العثور عليها في تونس منذ سنة 2012، كما أنه كان منسق تهريب الإرهابيين إلى ليبيا، وإخضاعهم لتدريبات عسكرية، قبل رجوعهم لتنفيذ أعمال إرهابية. وأكد أن الأسلحة المستعملة في عمليات متحف باردو، ومنتجع سوسة السياحي، وحافلة الأمن الرئاسي كلها من توفيره، واعترف لدى فرق مكافحة الإرهاب بتمويل المجموعات الإرهابية من خلال حسابات سرية وجمعيات للتمويه. وجاء في اعترافاته انه كان يوزع الأموال على العناصر الإرهابية، ويتكفل بعائلات الإرهابيين المنضمين إلى المجموعات الإرهابية، خصوصا منهم من قضوا أثناء المواجهات مع قوات الأمن والجيش.
وأشارت مصادر أمنية تونسية إلى وجود علاقة قوية بين الإرهابي عادل الغندري والإرهابي نور الدين شوشان الذي كان الرأس المدبر للهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو، غرب العاصمة التونسية، خلال السنة الماضية.
وإثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة بن قردان، خلال شهر مارس (آذار) الماضي، تأكدت أجهزة الأمن التونسية من أن الغندري هو العقل المدبر لعملية تسلل العناصر الإرهابية إلى بن قردان، وهو الذي وفر لها الاستقرار والمأوى في منزل غير بعيد عن منزله عائلته في بن قردان. وكان الغندري قد هرب إلى ليبيا، وكلف بعمليات التنسيق لتنفيذ العمل الإرهابي في بن قردان، وهو الذي أمد مجموعة الإرهابي نور الدين شوشان بصبراتة بكثير من التفاصيل والصور والمعلومات عن بن قردان، قبل تنفيذ مخطط الاستهداف الذي خلف 47 قتيلا في صفوف الإرهابيين، و20 تونسيا من بينهم 7 مدنيين و13 من عناصر الأمن والجيش.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».