فنزويلا تمدد حالة الطوارئ.. والمعارضة تنظم مزيدًا من المظاهرات

واشنطن تحذر من احتمال حدوث انهيار اقتصادي وسياسي في البلاد

جانب من الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة الفنزويلية في مدينة سان كريستوبال للمطالبة بتنحية الرئيس مادورو (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة الفنزويلية في مدينة سان كريستوبال للمطالبة بتنحية الرئيس مادورو (أ.ف.ب)
TT

فنزويلا تمدد حالة الطوارئ.. والمعارضة تنظم مزيدًا من المظاهرات

جانب من الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة الفنزويلية في مدينة سان كريستوبال للمطالبة بتنحية الرئيس مادورو (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة الفنزويلية في مدينة سان كريستوبال للمطالبة بتنحية الرئيس مادورو (أ.ف.ب)

قرر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ليلة أول من أمس، تمديد حالة الطوارئ الاقتصادية في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية لمدة 60 يومًا، بسبب ما وصفه بمؤامرات من داخل فنزويلا والولايات المتحدة للإطاحة بحكومته اليسارية. لكنه لم يعط تفاصيل هذا الإجراء.
وأدت حالة طوارئ سابقة تم فرضها في ولايات قرب الحدود الكولومبية العام الماضي إلى تعليق الضمانات الدستورية في تلك المناطق باستثناء الضمانات المتعلقة بحقوق الإنسان.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة بدأت المعارضة الفنزويلية تسعى لإجراء استفتاء على بقاء الزعيم الشعبي، الذي لا يحظى بشعبية وسط أزمة متفاقمة تضمنت نقص المواد الغذائية والأدوية، وتكرار انقطاع الكهرباء، وعمليات نهب متفرقة وارتفاع معدل التضخم.
ولكن مادورو، وهو زعيم نقابي وسائق حافلة سابق، تعهد بالتمسك بإكمال فترة رئاسته، متهما الولايات المتحدة بإثارة انقلاب سري ضده،
وأشار إلى مساءلة رئيسة البرازيل اليسارية ديلما روسيف الأسبوع الماضي باعتبارها علامة على أنه التالي.
وقال مادورو، خلال كلمة في التلفزيون الرسمي مساء أول من أمس، إن «واشنطن تُفعل الإجراءات بناء على طلب اليمين الفاشي الفنزويلي الذي شجعه الانقلاب الذي حدث في البرازيل»، علما بأن علاقة واشنطن مع كراكاس تشهد توترا منذ سنوات، لا سيما في أعقاب دعم الولايات المتحدة لانقلاب لم يدم طويلا في 2002 ضد الرئيس الراحل هوغو تشافيز.
ووقع مادورو، الذي كان يحيط به وزراؤه وتمثال لتشافيز، على حالة الطوارئ، وتمديد حالة الطوارئ الاقتصادية لحماية البلاد من التهديدات الخارجية والداخلية دون أن يقدم تفاصيل. بينما سارعت المعارضة الفنزويلية إلى إدانة هذا الإجراء، إذ قال النائب المعارض توماس جوانيبا إن «مادورو خرق اليوم الدستور من جديد. لماذا.. لأنه يخشى أن يتعرض لاستفتاء».
ومنذ منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، اتخذت الدولة تدابير بشأن توزيع المواد الغذائية وغيرها من السلع. وبدأت الحكومة الفنزويلية تسعى لتجنب اتخاذ البرلمان، الذي تسيطر عليه المعارضة، خطوات لفرض تخفيضات في البرامج الاجتماعية، بسبب انهيار إيرادات البلاد من صادرات النفط، خصوصا بعد أن واجهت الدولة الغنية بالنفط انهيارا اقتصاديا يرجع بدرجة كبيرة إلى انهيار أسعار البترول، وأصبحت تجد صعوبة في سداد ديون المقرضين، وتعاني أيضا من أزمة في توفير الطاقة الكهربائية. وقد نظم المعارضون للحكومة والاشتراكيون مظاهرات واسعة النطاق أمس السبت، في العاصمة كراكاس، وسط مخاوف من أنها يمكن أن تؤدي إلى أعمال عنف.
في غضون ذلك، قال مسؤولان في المخابرات الأميركية إن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد من احتمال حدوث انهيار اقتصادي وسياسي في فنزويلا، ويدفع إلى ذلك مخاوف من التخلف عن سداد الديون، وزيادة الاحتجاجات في الشوارع، والتدهور في قطاع النفط الحيوي في البلاد.
وفي تقييم متشائم للأزمة المتفاقمة في فنزويلا أبدى هذان المسؤولان الكبيران تشككهما في أن يسمح الرئيس اليساري الذي لا يحظى بشعبية بالدعوة إلى إجراء استفتاء هذا العام، رغم كثير من الاحتجاجات التي قادتها المعارضة للمطالبة باستفتاء لتحديد ما إذا كان يبقي في السلطة.
ولكن المسؤولين قالا في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في واشنطن ليلة أول من أمس، إنه من غير المحتمل أن يتمكن مادورو من إكمال مدة رئاسته التي من المقرر أن تنتهي بعد الانتخابات في أواخر 2018. وقالا إن أحد السيناريوهات «المعقولة» سيكون إجبار حزب مادورو أو شخصيات سياسية نافذة الرئيس على الاستقالة، ولم يستبعدا احتمال وقوع انقلاب عسكري. ومع ذلك قالا إنه لا يوجد دليل واضح على أي مؤامرة فعلية، أو أنه فقد دعم كبار ضباط الجيش له.
واعترف المسؤولان على ما يبدو بعدم وجود تأثير يذكر لواشنطن في كيفية تطور الوضع في فنزويلا، حيث يثير أي دور للولايات المتحدة اتهامات من الحكومة بتدبير مؤامرات تدعمها أميركا. وبدلا من ذلك تريد إدارة الرئيس باراك أوباما بذل جهود «إقليمية» للمساعدة في إبعاد فنزويلا عن الانزلاق في حالة من الفوضى.
وأضاف المسؤولان الأميركيان أن هذا قد يتحول إلى اضطرابات واسعة النطاق، خصوصا بعد أن أطلق جنود الغاز المسيل للدموع على محتجين من رماة الأحجار يوم الأربعاء في الوقت الذي قامت فيه المعارضة الفنزويلية بمسيرة للضغط على السلطات الانتخابية للسماح بإجراء استفتاء ضد مادورو.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».