لجنة التهدئة: الانقلابيون ينكثون باتفاق الهدنة ويستمرون في وضع العراقيل أمام تنفيذه

رئيس لجنة الميليشيات «حوّل الموضوع إلى هزل وأغلق تليفونه»

لجنة التهدئة: الانقلابيون ينكثون باتفاق الهدنة ويستمرون في وضع العراقيل أمام تنفيذه
TT

لجنة التهدئة: الانقلابيون ينكثون باتفاق الهدنة ويستمرون في وضع العراقيل أمام تنفيذه

لجنة التهدئة: الانقلابيون ينكثون باتفاق الهدنة ويستمرون في وضع العراقيل أمام تنفيذه

تكشف الميليشيات الانقلابية يوميا ومنذ الإعلان عن محادثات السلام والهدنة في 10 أبريل (نيسان) الماضي، عن أنه ليس لها نية حقيقية في السير نحو السلام، وذلك من خلال مواصلة خروقاتها في محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، وعدد من المحافظات والمدن اليمنية التي لا تزال تخضع لسيطرتها.
وأضافت لجنة التهدئة ووقف إطلاق النار في تعز: إن ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية لا تزال «تواصل حربها المستمرة التي لم تهدأ يوما واحدا، ناهيك عن الحشود والتعزيزات واستحداث مواقع جديدة، واستغلال الهدنة من طيران التحالف لتحريك آلياتها العسكرية الثقيلة ونشرها وإعادة تموضعها وفتح جبهات جديدة». وكان رئيس لجنة الميليشيات الانقلابية في تعز قد وعد بتنفيذ المحضر التنفيذي للاتفاق أمس (السبت)، ولكنهم لم يلتزموا بذلك.
وبحسب بلاغ صحافي صادر عن لجنة التهدئة ووقف إطلاق النار، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فقد تم التواصل مع رئيس لجنة التهدئة التابع للميليشيات الانقلابية «لكن تليفونه كان مغلقا».
وذكر البيان أنهم كرروا الاتصال به، ومن ثم رد عليهم قائلا: «نأسف للتأخير؛ لأننا خرجنا من محافظة إب متأخرين فانتظرونا نحن في الطريق. وبعد نحو نصف ساعة اتصل بنا يدعونا للخروج إليهم إلى مكان بعيد عن خط تعز- الحديدة لنتفاهم، فأبلغناه أن الاتفاق أن نكون على الخط الرئيسي (تعز - الحديدة)، بحيث يكون هو في نقطة التماس من جهتهم، ونحن في نقطة التماس المقابلة. فوافق، لكنه وعد بالاتصال بعد قليل للتأكيد. فاتصل مكررا طلب أن نخرج إليهم للتفاهم، فأبلغناه بأن هناك محضرا تنفيذيا للاتفاق بفتح الطرق تم التوقيع عليه قبل شهر، فسلم التليفون للدكتور يحيى الجنيد، مقرر لجنة الطرف الآخر، الذي راح يتلاعب بالألفاظ ويحول الموضوع إلى هزل، فأخبرناه بأن نتعامل مع المهمة بجد ومسؤولية، وهذه هي المرة الخامسة التي نتواعد فيها للتنفيذ، ولكن، للأسف، لا نجد لديكم أي جدية، فأغلق الخط في وجهي. وحرصا منا على إنجاز المهمة كررنا الاتصال فلم يتم الرد منهم فكررت الاتصال، وإذا بالتليفون قد أغلق نهائيا».
وأكدت لجنة الشرعية والمقاومة الشعبية، أنه رغم «نقض العهود فسنظل نعمل جاهدين لفك الحصار وحقن الدماء ونشر الأمن؛ من أجل مصلحة مجتمعنا وشعبنا، محملين في الوقت ذاته لجنة الطرف الآخر وضع العراقيل أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والمحضر التنفيذي له؛ ما يجعل المحافظة في حالة حرب مستمرة وحصار قائم».
وناشدت المبعوث الأممي والدول الراعية واللجنة الإشرافية تحمل مسؤولياتهم الإنسانية تجاه الأطفال والنساء، واتخاذ موقف عملي واضح تجاه من يضع العراقيل أمام تنفيذ وقف إطلاق النار ونكث الاتفاقات.
وقالت اللجنة: إنه «إيضاحا للحقيقة؛ فقد تم عرقلة عمل لجنة التهدئة بمحافظة تعز من قبل لجنة الطرف الآخر، التي تعاملت مع اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع عليه من الطرفين بمدينة ظهران الجنوب يوم 10 أبريل (نيسان) الماضي، من دون أدنى مسؤولية، ودون الالتزام لأي بند من بنود الاتفاق، متخذة منه وسيلة للمناورات لا غير، والأدهى من ذلك أن تجعل منه غطاء للحرب والعدوان تحت سمع القرارات الأممية وبصرها».
وأضافت: «ومع كل أجواء القصف والنيران التي تعيشها تعز، والمقاومة الشعبية؛ فقد حرصنا في لجنة الشرعية على تحمل مهمتنا بجد؛ كونها مسؤولية أخلاقية ووطنية وإنسانية، وذلك حرصا منا على حقن الدماء، ورفع الحصار وإقرار الأمن والسلام».
وكان الاتفاق بين الطرفين ينص على هدنة جديدة وإنجاح المهمة بهدف حقن الدماء. وتوصلا إلى التوقيع على محضر تنفيذي يلتزمان فيها على تثبيت وقف إطلاق النار وإيقاف كافة النشاطات العسكرية، فتح الطرق يوم 16 أبريل الماضي، ولكن عندما حان الوقت المحدد (الساعة الثالثة) تم التواصل مع الانقلابيين مرارا لتنفيذ ما اتفقوا عليه، ولكنهم لم يلتزموا بأي شيء يذكر.
وبعثت لجنة التهدئة برسالة عاجلة إلى رئيس وأعضاء اللجنة الإشرافية للتهدئة والتواصل في الكويت، تحت عنوان «تخلف لجنة الطرف الآخر عن فتح الطرق ووقف إطلاق النار». وقالت اللجنة في رسالتها التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»: إنه «عطفا على رسالتنا السابقة التي أرسلناها إليكم من أجل مساعدتنا بمخاطبة لجنة الطرف الآخر للضغط عليهم بالتفاعل الإيجابي مع بنود المحضر التنفيذي وتطبقيه على الأرض.. لكن المؤلم أن الطرف الآخر لم يتعامل فقط بلا مبالاة مع الاتفاق، ولكن اتضح تماما أنهم مستمرون عن عمد مسبق على عدم تنفيذ أي اتفاق، وعلى عرقلة أي خطوة يمكن أن تحقق السلام والأمن».
واستمرت الميليشيات في قصفها العنيف وبشكل هستيري على أحياء مدينة تعز وقرى المحافظة بمختلف أنواع الأسلحة، وفي حصارها الخانق لجميع منافذ المدينة الرئيسية؛ لتمنع بذلك دخول المواد الغذائية والدوائية والإغاثية وأسطوانات الأكسجين للمستشفيات وجميع المستلزمات، بما فيها المشتقات النفطية. كما تقوم بتفجير منازل المناوئين لها والمؤيدين لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وآخرها بتفجير منزلين، أول من أمس، أحدهما للصحافي عارف البدوي، والآخر للمواطن أحمد الحاج، وذلك في حي الجحملية شرق مدينة تعز.
وأصيب القيادي في المقاومة الشعبية في تعز عبد الله الشيباني وجرح نجله بجراح متوسطة؛ وذلك على إثر محاولة اغتياله عندما كان في سيارته بقذيفة (آر. بي. جي) في منطقة المركز بمديرية الشمايتين، صباح أمس، وذلك في الوقت الذي شنت فيه المقاومة الشعبية في قضاء الحُجرية، أكبر قضاء في تعز، حملة أمنية تستهدف فيها خلايا ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح.
ودان مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في محافظة تعز محاولة اغتيال الشيباني، وقال في بيانه إننا ندين «هذا الاستهداف الإجرامي الجبان من قبل عصابات موتورة تتربص بالوطن والمواطن وأدمنت القتل، وألفت التدمير والتخريب». وأضاف «إن مجلس تنسيق المقاومة الشعبية يثق أن مثل هذه الأعمال الغادرة لن تثني شعبنا عن مواصلة المقاومة؛ انتصارا للحق ومناصرة للشعب والوطن الذي يبذل أحراره الدم والمال من أجل حريته وكرامته».
وأكد المجلس أن «هذا العمل الجبان يقدم رسالة واضحة للشعب اليمني كله مدى ما وصلت إليه هذه العصابات الإجرامية من بشاعة وحقد وارتهان للشيطان، وهو ما بات يدركه شعبنا تماما».
وبدوره، قال مصدر في المجلس العسكري في تعز لـ«الشرق الأوسط»: إن «مدينة التربة، عاصمة قضاء الحجرية، شهدت حملة أمنية واسعة النطاق لتثبيت الأمن فيها، والقبض على مطلوبين أمنيا وخلايا نائمة تعمل لصالح ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، حيث تقوم بخلق فوضى عارمة في الحجرية، ومدينة التربية وتفجير الوضع فيها، بما فيها في مديرية الوازعية، غرب المدينة، وجبهة حيفان جنوبا».
وأضاف: إن «الحملة أيضا شملت مناطق أخرى إلى جانب مدينة التربة، بما فيها مديرية الشمايتين، حيث جرت محاولة اغتيال القيادي في المقاومة الشعبية عبد الله الشيباني، وجرح هو وابنه في هذه العملية». كما أكد المصدر ذاته، أن «الحملة مستمرة إلى حين تطهير المنطقة من المدسوسين، والخلايا النائمة التي تعمل لصالح الميليشيات الانقلابية، وأنه تم «القبض على عدد من المشتبه بهم في منطقة المركز والتربة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.